الطب > السرطان
جزيء واسم يساهم في الكشف المبكر عن سرطان البنكرياس
سيتم تشخيص 46.000 شخص بسرطان البنكرياس في هذا العام في أمريكا، وسيكون هذا السرطان مسؤولاً عن وفاة 40.000 منهم! أرقام مخيفة تدفع الباحثين لإيجاد اختبار دموي يمكّننا من الكشف المبكر عن هذا السرطان وبالتالي علاج ونسبة شفاء أعلى.
يُعتبر سرطان البنكرياس من السرطانات صعبة التشخيص في مراحله المبكّرة، إذ يتوضّع عميقاً داخل الجسم، كما أنه لا يتظاهر بأيّة أعراض في البداية حتى ينتشر إلى أعضاء أخرى، ومعظم المرضى يُشَخَّصون بعد أن يصل السرطان إلى مرحلة متقدمة وتحدث الوفاة خلال سنَة من التشخيص، فالكشف المبكر لهذا السرطان يمكن أن يحسن من قدرتنا على علاجه بشكل فعال.
إن أشيع أشكال سرطان البنكرياس هي السرطانة الغدية القنيوية البنكرياسية (PDAC)، لذلك قام الباحثون بدراسة فيما إذا كان هذا النمط يسبب تغييرات في طريقة استخدام الجسم للطاقة والمواد الغذائيّة، وفيما إذا كان بالإمكان كشف هذه التغيّرات في الدم قبل تشخيص المرض.
قام الباحثون بأخذ عينات دم من 1500 شخص، وقاموا بمعايرة أكثر من 100 مركبٍ ناتج عن العمليات الاستقلابية في الجسم، بعد ذلك تمّ تقسيم هؤلاء الأشخاص إلى مجموعتين: الأولى للأشخاص الذين تطوّر لديهم لاحقاً سرطان بنكرياس، والثانية للأشخاص الذين لم يتطوّر لديهم هذا السرطان.
بالمقارنة بين نتائج تحاليل المجموعتين، وجد الباحثون أن الأشخاص الذين أصيبوا بسرطان البنكرياس كانت لديهم مستويات عالية من الحموض الأمينية ذات السلاسل المتفرعة (BCAAs) مقارنة بالأشخاص الذين لم يطوروا السرطان _ وهذه الحموض هي المواد الغذائيّة الرئيسية التي يقوم الجسم باستخراجها من البروتينات الموجودة في الغذاء.
وقد لاحظ الباحثون أن تلك المستويات العالية من (BCAAs) وُجِدت قبل إصابة الأشخاص في الدراسة بالسرطان بفترة تتراوح بين (2-25) سنة.
وبالمقارنة مع دراسات سابقة وجد الباحثون أن الفئران المصابة بسرطان البنكرياس كانت لديها مستويات مرتفعة من الحموض الأمينية مما جعلهم يفترضون أن سرطان البنكرياس المبكر (في مراحله الأولية) عند الإنسان يرفع من مستويات الحموض الأمينية (BCAAs).
قام الباحثون باستقصاءات أخرى أظهرت بأن انحلال النسيج العضلي مسؤول أيضاً عن رفع مستويات الحموض الأمينية في الجسم (فالحموض الأمينية موجودة ضمن خلايا الألياف العضلية وتستخدمها الخلايا لصنع البروتينات وعند انحلال الخلايا تنطلق هذه الحموض في الدم فترتفع نسبتها فيه)، وهذا ما يُشاهد في الدنف (الهزال) الذي يصيب مرضى السرطان في مراحله البدئية، والأمر المفاجئ هو أن انحلال النسيج العضلي يحدث بشكل مبكر أكثر مما كان متوقعاً عند مرضى سرطان البنكرياس، وهذا الأمر يفسر كيفية تأثير سرطان البنكرياس على مناطق أخرى من الجسم.
إذاً فالنتيجة النهائية لهذه الدراسة هي أن ارتفاع مستويات الحموض الأمينية ذات السلاسل المتفرعة قد يكون علامة مبكرة على الإصابة بسرطان البنكرياس، وأن الكشف المبكر سيحدد استراتيجيات جديدة لمعالجة المرضى المصابين بهذا السرطان.
المصدر: