البيولوجيا والتطوّر > بيولوجي
زيادة أنواع الزهور المزروعة، يزيد من التنوع الحيوي للحشرات الملقِّحة لها
عوضاً عن إنشاء مزارع جديدة تضرُّ بالبيئة، يمكن استعادة الأراضي العشبية من أجل الزراعة لكن ذلك مكلفٌ جداً، أو استخدام المزارع الصديقة للبيئة التي تفشل في إعطاء نباتات مزهرة، لكن دراسة جديدة تكشف لنا الحل!
وفقاً لبحثٍ جديد نُشر في مجللة "Biology Conservation" فإن زراعة مجموعةٍ متنوعةٍ من الزهور على الأراضي الزراعية ستفيد في زيادة عدد وتنوع الحشرات الملقحة، وتقول الدراسة أيضاً أن الحشرات المهمة في عملية التلقيح هذه يمكنها الاستفادة أيضاً من فترة الصيف، حيث يتم ترك الحقول لتنمو بدون تقطيعٍ أو رعي أي أنها استراحةٌ لها.
وقد تم القيام بهذا البحث بناءً على طلب كلٍّ من Defra و Natural England بهدف تحديد أهمية الزهور المختلطة(أي زراعة مجموعة مختلفة من الزهور) في خطط الدعم الزراعي.
وقد صرح قائد هذه الدراسة، الدكتور Ben Woodcok من مركز العلوم البيئة والهيدرولوجيا في NERC: "المراعي هي حقاً مهمةٌ بالنسبة للحشرات الملقحة، وهي تغطي نحو %40 من سطح الأرض في المملكة المتحدة" وقد أضاف أيضاً:
"ولكن على مدى السنوات الـ 60 الماضية تقريباً، فإنها كانت متدهورةً للغاية، والآن واحد فقط أو اثنين بالمائة هي تلك التي يمكن أن تعتبر مراعي ذات جودةٍ عاليةٍ للحشرات المُلَقِحَة."
ولأوضح لكم الموضوع أكثر أعزائي القراء، فإن العمليات التي كانت تتم سابقاً هي إما استعادة(إعادة تأهيل وتحسين) الأراضي العشبية القديمة والتي تُعتَبَر عمليةً باهظة الثمن، ولا تستخدم إلا في عددٍ محدودٍ من الحالات. أما الطريقة الأخرى فهي مخططات الزراعة البيئة -وهي الأكثر شعبيةٍ- لكنها غالباً ما تفشل في إنشاء النباتات المزهرة التي هي في غاية الأهمية بالنسبة للنحل.
ولذلك فإن هذه الدراسة تُظهِر حاجتنا إلى مزيج من الزهور(زراعة أنواع مختلفة من الزهور). فالزهور التي تعود للنباتات الزراعية مثل البرسيم الأحمر والبقوليات الأخرى تتحول إلى أزهارٍ بسرعةٍ ثم تموت. لذلك نحتاج لخليطٍ من البذور المتنوعة التي يمكنها الحفاظ على الموارد الحقيقية لحياة الزهور خلال هذا الموسم، وتستمر لعددٍ من السنوات...
آلية الوصول إلى هذا الاكتشاف:
زرع الفريق ثلاثة خلائط(مجموعات) من البذور المختلفة على بقعةٍ من الأرض، حيث احتوت المنطقة الأولى أعشاباً فقط، بينما شملت الثانية مزيجاً بسيطاً من زهورالبقوليات الزراعية، مثل البرسيم الأحمر وقرن الغزال. أما الثالثة فحوت مزيجاً أكثر تنوعاً من بذور الأزهار.
وخلال فترة الزراعة التي امتدت على مدى أربع سنوات، راقب القائمون على البحث صحة الازهار ووفرة الحشرات الباحثة عن الغذاء مثل النحل والفراشات فتبين أن مجموعها-مجموع الحشرات- أكثر من 8500 حشرة.
وكما هو متوقع، كشف التحليل وجود علاقةٍ مباشرةٍ بين وفرة الزهور وعدد وتنوع الحشرات المُلَقِحَة.
ولكن فقط خليط البذور الأكثر تعقيداً كان قادراً على الحفاظ على تلك المكاسب على مدى عددٍ من السنوات. وبالتأكيد فإن كلاً من الزهور والحشرات استفادت من الفترة الصيفية حيث يتوقف القطع والرعي.
إن هذا البحث هو ذو أهميةٍ لا يُستهان بها فهي سهلة التطبيق وقليلة التكلفة لكنها تقدم الكثير من الفوائد للحشرات المُلقِحة.
المصدر: هنا