البيولوجيا والتطوّر > بيولوجي
اكتشاف زواحف طائرة برؤوس تشبه الفراشات
ربما شاهدتم في أحد أفلام هوليوود ديناصوراتٍ طائرة لكننا في هذا المقال سنقدم أحد الزواحف الطائرة الشبيهة بديناصورات تلك الأفلام، وهي مجموعة جديدةٌ من التيراصور، لديها أعرافٌ عظميةٌ كبيرةٌ على رأسها تشبه جناح الفراشة، لكن كيف تم اكتشافها وما فائدة هذه الأعراف وهل هي ديناصوراتٌ أصلاً؟
قبل أن نبدأ حديثنا عن التيراصور -سيد السماء القديمة- سأفاجئكم أعزائي القراء بأنه ليس ديناصوراً بل هو من رتبةٍ أخرى في علم التصنيف والخطأ الذي نرتكبه عندما نقول أنه ديناصور هو بنفس مقدار الخطأ الذي نرتكبه إذا قلنا أن البشر من الجريبيات(الحيوانات التي تضع صغارها في جراب جلدي في فترات حياتها الأولى)!
والآن للنطلق في هذا المقال كي نتعرف على الاكتشاف المذهل الذي يخص صديقنا..
قالت الباحثة Alexander Kellner أنّه تم اكتشاف المئات من الأحافير التي تعود إلى نوعٍ من الزواحف الطائرة في سرير عظام(مكان توجد فيه بقايا عظمية) وحيد، والذي يوفّر أقوى دليلٍ على أنّ الزواحف الطائرة كانت حيواناتٍ اجتماعيةً وبتعبيرٍ آخر، فإن تواجد العديد من البقايا العظمية-الذي يدل على أكثر من فرد- دليل على أنّ هذه الحيوانات كانت اجتماعية.
بالرغم من أنّ كل الاكتشافات التي تخص التيراصور وهو الرتبة(نوع من تقسيمات الحيوانات في علم التصنيف) التي ينتمي إليها الكائن الذي نتحدث عنه في هذا المقال، رغم أن كل هذه الاكتشافات تمت في شمال البرازيل ولم يُكتَشَف شيئٌ من ذلك في الجزء الجنوبي من البلاد، إلا أنّ المثير في الموضوع أن صاحبنا -الحيوان الذي نتحدث عنه- قد تم اكتشافه في الجنوب وقد علقت Kellner على هذه النقطة أنّه في عام 1970 اكتشف مزارع اسمه Dobruski وابنه سرير عظامٍ هائلاً عائد للعصر الطباشيري في Cruzeiro do Oeste في جنوب البرازيل (المنطقة التي لم يُعثر فيها على الأحافير سابقاً)، وتم نسيان هذا الاكتشاف لعشرات السنين، ثم أُعيد اكتشافها منذ عامين فقط.
وقد سُمي هذا الحيوان بـ Caiuajara dobruskii، وتجدر بنا الإشارة هنا أن القسم الأول من الاسم نسبةٌ إلى المنطقة الجيولوجية "Caiuá Group" التي اكتُشِفَت فيها هذه العظام، والقسم الثاني من الاسم نسبةٌ إلى المزارع الذي اكتشف هذه المستحاثة أول مرةً في 1970 والذي يُدعى Dobruski كما ذكرنا.
لكن ماهو Caiuajara dobruskii؟؟
هو نوعٌ من الزواحف المكتشفة حديثاً، عاش قبل نحو 80 مليون سنة في الصحراء القديمة، يوجد على رأس هذا الحيوان عرفٌ عظميٌّ غريبٌ يشبه أجنحة الفراشة ويُعتَقدُ أنّ هذا العرف كان يُستَخدم كأداةٍ للتوجيه أثناء الطيران أو ربما لجذب الإناث أو حتى كسلاح، ويملك أجنحةً مهيئةً للطيران.
تبيّن أنّ الأعراف(جمع عرف) العظمية لهذه الزواحف القديمة قد تغيرت من حيث الحجم والاتجاه أثناء تقدم الحيوان في العمر، أما حجم الهيكل العظمي للزواحف الكبيرة (عدا الرأس) لم يكن يختلف كثيراً عن الصغيرة منها لذلك فقد افترض الباحثون أنّه من الممكن أن تطير هذه الزواحف في سنٍ مبكرةٍ جداً، علماً أنّ طول أجنحة الزواحف الصغيرة 2.1 قدم (0.65 متر) فقط أمّا الكبيرة فيصل طول أجنحتها إلى 7.71 قدم (2.35متر).
واستناداً إلى المستحاثات التي تم العثور عليها من العظام فقد تبيّن بأنها كانت منتشرة في الصحراء الشاسعة وتوجد بشكل مركزي بمنطقةٍ بين الكثبان الرملية، حيث اكتظت المئات من أجزاء العظام في منطقة مساحتها 215 قدم مربع فقط (20 متر مربع).
وهناك فرضيات تقول أنّ C. dobruskii قد عاشت حول البحيرة لفتراتٍ طويلةٍ من الزمن وماتت أثناء فترات الجفاف أو أثناء العواصف، وأنّ عاصفة صحراوية قد أودت بجثثها إلى البحيرة وبالتالي الحفاظ عليها لأجل غير مسمى. والاحتمال الآخر هو أنّ هذه الزواحف قد انقرضت خلال الهجرات القديمة لكنه احتمالٌ غير مرجح.
والآن وبعد قراءة هذا المقال، هل أعجبكم هذا الحيوان، وهل تتوقعون وظائف أخرى لعرفه العظمي، وهل هناك حيواناتٌ أخرى ينتهي اسمها بـ"صور" كنتم تعتقدون خطأً أنها ديناصور؟
المصدر:
إضافي: