علم النفس > المنوعات وعلم النفس الحديث
أشكال الانجذاب بين الرجل والمرأة
تتصف علاقاتنا مع الاخرين بتنوعها وتعقدها، فغالبا ما نجد أنفسنا نكن مشاعر مختلفة لم نكن نتوقعها تجاه أصدقائنا، وبالأخص من الجنس الاخر، وبالمقابل قد ننصدم بما يكنه الصديق لنا. فما هي أشكال هذه العلاقات والانجذاب بين الأصدقاء، بشكل محدد الرجل والمرأة؟ وكيف تتغير وتتطور مع الوقت؟
تتكلّم الطبيبة 'Heid Reeder' عما وجدته عند دراستها لمئات المقابلات والبحوث عن رجال ونساء يصفون علاقاتهم مع الأصدقاء الأقرب لهم من الجنس الآخر، ووجدت أن الإنجذاب يمكن أن يتواجد بأربعة أشكال قابلة للتبدل والتغيّر مع الوقت، وصنفت هذه الأشكال إلى:
1- انجذاب الصداقة
2- انجذاب رومانسي
3- انجذاب جسدي/جنسي غير موضوعي
4- انجذاب جسدي/جنسي موضوعي
* لنتكلم بداية عن انجذاب الصداقة:
يتّصف هذا الانجذاب بأنّه غير رومانسي أو جنسي، فهو الإنجذاب الذي تشعر به تجاه شخص لأنّك تستلطفه وتستمتع بقضاء الوقت معه وهو ما يشعر به غالب الأشخاص الأسوياء جنسياً تجاه أصدقائهم من الجنس المماثل.
يعتبر هذا الإنجذاب الأكثر شيوعاً في الصّداقات بين الجنسين، و في دراستنا هذه
صرح 96% من الأشخاص بهذا الإنجذاب تجاه أصدقائهم و أشار ثلثيهم إلى أن هذا الانجذاب في تزايد مع الوقت.
* الإنجذاب الرومانسي:
من المهم عدم الخلط بين هذا الإنجذاب والإنجذاب الجسدي الجنسي، بالرّغم من إمكانيّة تواجدهما معاً فمن الممكن أن تشعر بانجذاب جسدي تجاه شخص مع عدم شعورك بأنك يمكن أن تكوّن علاقة رومانسية معه.
ففي هذا الإنجذاب تشعر برغبة بتغيير علاقة الصداقة إلى ارتباط عاطفي، وقد
صرح 14% فقط من الأشخاص بإنجذاب رومانسي تجاه أصدقائهم في هذه الدراسة.
نصفهم تقريباً شعر بهذا الإنجذاب في وقت سابق أكثر مما يشعر به الآن حيث اعترفوا: "بعدما تعرّفت عليه/عليها أحسست باستحالة الارتباط معه/معها".
* الإنجذاب الجسدي/الجنسي غير الموضوعي:
أي شعورك بانجذاب جسدي تجاه الشخص، والرّغبة بإقامة علاقة جنسيّة معه، حيث اعترف ثلث الأشخاص تقريباً بهذا الإنجذاب بينما لم يشعر الأغلبية (أكثر من الثلثين) به. يمكن أن يتغير هذا الشعور مع الوقت حيث يخفّ في 30% من الحالات مقابل تزايده في 20% منها.
* أما بالنّسبة للشكل الأخير أي الانجذاب الجنسي/الجسدي الموضوعي ، فستجد أنه أكثر الأنواع إثارة للاهتمام، وقد يعود سبب ذلك جزئيّاً إلى عدم التكلّم عنه في البحوث أو حتّى في المحادثات العادية. حيث يشير هذا النوع من الإنجذاب إلى شعورك بأن صديقك مثير وجذّاب لأنه يحقق مقاييس الآخرين الجماليّة، أي قولك لنفسك "لا عجب أنّهم يجدونه جذاب" بالرّغم من عدم شعورك أنت بأنّه مثير، بمعنى اخر فإنك تتخذ موقفاً موضوعياً من جمال وجاذبية صديقك التي لا تؤثر بك.
وقد اختبر نصف الأشخاص في الدّراسة هذا النّوع من الإنجذاب .
أين تجد نفسَك بعد قراءة هذه التّصنيفات؟
كما رأينا، فإن انجذاب الصداقة هو الأكثر شيوعاً، متبوعاً بالانجذاب الجنسي الجسدي الموضوعي ثم الانجذاب الجسدي الجنسي غير الموضوعي وأخيراً -أقلّهم حدوثاً- الانجذاب الرّومانسي الذي حتى في حال حصوله، غالباً ما تميل درجته إلى الانخفاض مع الوقت.
بينما تركّز وسائل الإعلام والأبحاث على الروابط الرومانسية والجنسية بين الرجل والمرأة، تشير دراسات الصداقة بينهما إلى إمكانية حصول أنواع أخرى من الروابط، ففي الوقت الذي تركّز فيه أشهر الأفلام الرومانسية على الأقليّة الصغيرة التي يتطور فيها الانجذاب الرومانسي إلى حب، رأينا كيف أن العلاقة من الممكن أن تكون أبسط وأكثر براءة من ذلك.
المصدر: هنا
مصدر الصورة: هنا