المعلوماتية > برمجيات
أداة برمجية مفتوحة المصدر، تُمكّنك من إرسال رسائل بريد إلكتروني مشفّرة إلى أي شخص
بعد فضيحة وكالة الأمن القومي الأمريكي "NSA" حول مراقبة البيانات التي أثارها «إدوارد سنودن»، أصبح جميع الأكاديميين والمحترفين والشركات الناشئة وحتى الشركات الكبرى يسعون إلى بناء الأدوات التي تسمح بتأمين الحماية لرسائل البريد الإلكتروني، وجميع أنواع الاتصالات عبر الإنترنت بشكل أسهل للمستخدمين.
أُنتجب العديد من المشاريع في الأشهر الأخيرة، بدءاً من برمجيات عملاء البريد الإلكتروني مثل "Mailpile"، إلى برامج تشفير الرسائل بدون اتصال مثل "Briar"، وحتى استبدال برنامج سكايبي ببرنامج "Tox".
ورغم النجاح في تبسيط مهمة تعتبر شاقة عادةً، وهي تشفير الاتصالات الشخصية، إلا أن كل الطرق تعتمد على أن يكون كل من المرسل والمتلقي يعتمدان على التكنولوجيا نفسها لتبادل البيانات.
ولكن شركة ألمانية تدعى "Open-Xchange" تريد أن تغير هذا المفهوم، باستخدام أداة تدعى "Ox Guard"، وهي برمجية جديدة تضاف إلى مخدّمات البريد في الشركات، تُستخدم بشكل شخصي أو للمؤسسات، لإرسال بريد إلكتروني مُشفر إلى أي شخص بدون الحاجة لأن يستخدم المستقبل البرمجية نفسها!
تعريف بالشركة:
تقدم شركة "Open-Xchange" خدماتٍ واسعة من باقات التواصل والتعاون السحابية التي تشبه Micosoft Office 365، وGoogle app، بالإضافة إلى مخدمات البريد الإلكتروني. كما أنها تمتلك ميزات تشبه "Dropbox" للتخزين السحابي وتدعى "Ox Drive" لمشاركة الملفات عبر الإنترنت، وتمتلك خدمات تشبه "Google-doc" تدعى "OX Docs"، وهذه البرامج هي الأكثر استخدامًا في مجال الأعمال لأنها مجانية ومفتوحة المصدر، ويستطيع أي شخص تنزيل نسخة على حاسوبه الخاص.
كيف تعمل أداة Ox Guard؟
تُمكن هذه الأداة من استخدام مخدمات البريد الخاصة بالشركة نفسها Open-Xchange، مِمّا يتيح لهم إرسال واستقبال إيميلات مشفرة بضغطة زر بسهولة ودون الحاجة لتنصيب أي برامج.
كل آليات التشفير مجهزة ومخزنة ومرتبة على المخدم. في بعض الحالات يكون هذا النهج غير آمن، فإذا كنت تعمل على مخدم خارج شركتك فإنه سيكون من السهل على الشركة مالكة المخدم تنصيب بوابات تنصت خفية backdoors للحكومة، مع إمكانية أن يقوم أحد الموظفين بعمل تعديلات برمجية تمكنه من التقاط كلمات السر للمستخدمين، ولكن يمكنك استخدام هذه الأداة مفتوحة المصدر "Ox Guard" على مخدم البريد الخاص بك، وستكون قادرًا على تسليم الصلاحيات لشخص تثق به.
يمكنُ استضافة برمجية الخدمة على أي جهاز سواء جهازك أو جهاز صديقك أو أحد الأجهزة في مقر شركائك، والبرمجية ستكون محمية من البوابات الخفية "backdoors" لأنها مفتوحة المصدر، ويمكن عرضها على العالم الخارجي، مما يعطي الصلاحية للمستخدم لتحديد من سيثق بهم في إدارة هذه البرمجية.
يقول الرئيس التنفيذي للشركة «رافائيل لاغونا»: " إذا كانوا لا يثقون بأحد، فيمكنهم تشغيله بأنفسهم."
تكمنُ أهمية هذه الأداة في أنها تمكنك من إرسال بريد الكتروني مشفر إلى شخص لا يستخدم "OX Guard"، أو حتى لا يستخدم أي نوع من التشفير، بحيث يخزَّن هذا النوع من البريد الإلكتروني في مخدمات الشركة، ويتم إرسال رسالتين إلى الطرف الآخر، تحوي الرسالة الأولى رابطَ رسالة البريد الإلكتروني، وتحوي الرسالة الثانية كلمةَ سر تستخدم لمرة واحدة فقط، بحيث يستخدمها للدخول إلى الرابط وفتح الرسالة وعليه أن يغير كلمة المرور فورًا.
بهذه الطريقة يتم تشفير رابط الرسالة وكلمة المرور، وفي حالة تـمّ اعتراض الرسالة من قبل المخترقين، فإن المتلقي سيعرف أن كلمة السر قد تم تغييرها وأن الرسالة قد تم اختراقها.
إن هذه الفكرة ليست حِكرًا على أداة "OX Guard"، بل تستخدمها شركات الحماية مثل "Tutanota"، والبنوك أيضًا لتأمينِ رسائلهم مع الزبائن، وهي تقدم بديلًا عن تطبيقات التشفير الموجودة.
مستوى عالي من السلامة :
تستخدمُ أداة "OX Guard" خوارزمياتِ التشفير نفسها المُستخدمة في معظم مخدمات البريد PGP، ولكن ما يميّـزها هو أنها تستخدم مفتاح تشفير مختلف لكل رسالة (كما شُرح سابقًا فيما يتعلق برابط الرسالة وكلمة المرور)، وهذا يعني أنه لو استطاع أحدهم فك تشفير رسالة واحدة، فلن يكون قادرًا على فتح الرسائل الأخرى المُرسلة للشخص نفسه!
الجانب السلبي في الأداة، هو أن المستخدم لن يكون قادرًا على إرسال بريد إلكتروني من خلال مفاتيح pgp العادية، مِمّا يعني أنها تحتاج للاتصال بالإنترنت لكي تعمل.
وبالتأكيد هي ليست الحل لكل المشاكل، حيث تحتاجُ أيضًا إلى شخص موثوق لتسليمه مخدم البريد في الشركة، وهي تستهلك وقتًا أكثر لتأمين التواصل الآمن.
وقد اعترف المدير العام «رافييل لاغونا- Rafael Laguna» لشركة "Open-Xchange"
بأن الأداة ليست متكاملة، ولكنّها خطوة هامة لمستخدمي الشركة الذين لا يريدون استخدام أي نوع من التشفير إطلاقـًا على أجهزتهم.
وأضافَ قائلاً: "إنها مثل القيادة بدون كيس هوائي أو حزام أمان لأنّهما مرهقان، لذلك قررنا البدء بوضع حزام أمان للمستخدمين لأن ذلك سيكون أكثر أمانـًا."
المصدر: