الطبيعة والعلوم البيئية > علم البيئة
تغريد الطيور, أنقذ حياتها
هل ممكن أن نغني نحن البشر أغنية, فنحفظ جنسنا من الانقراض.. وننجو؟؟
هل نجح أحد الكائنات بالغناء ونجا مع أفراد جنسه من الموت؟؟
كيف نجح أحد أنواع الطيور في الحفاظ على نوعه وهرب من قدره المحتوم في الانقراض بمجرد تغيير صوته؟؟
...
من المعروف علميا أن هناك عمليات عديدة تحمي الكائنات الحية من الانقراض وتساعد في المحافظة على نوعها: كأن يحدث تغير وراثي ناجح ومفيد – كأن تتغير البيئة لمصلحة النوع – كأن ينقرض عدو هذا النوع _ كأن يكتسب هذا النوع تقنيات حياتية مفيدة ... وغيرها الكثير من العوامل ... لكنْ أن تغير أغنية مصير نوع!! فهذا أمر غريب علميا!! ... ولكنه حدث..
فقد أظهر بحث جديد وغريب, هو الأول من نوعه, نشر في مجلة (الجمعية البريطانية لعلوم البيئة).. أن تغريد الطيور ونوعية صوتها ممكن أن يكون عاملاً هاماً في الحماية من الانقراض؟؟؟
قام أحد علماء البيئة في نيوزلندا بدراسة أحد انواع الطيور المهددة بالانقراض وهو نوع (كوكاكو) من جزر نيوزلندا الشمالية, وهو من الطيور الجميلة والتي تطلق أغان طويلة في هذه الجزيرة.. هذا النوع مهدد بالانقراض بسبب فقدان الغابات والافتراس من قبل الجرذان.. لم يعد يوجد سوى 400 زوج من هذه الطيور على هذه الجزيرة,,,
عند بدء التجارب, تم تقسيم هذا النوع إلى ثلاث مجموعات ونقلها إلى أماكن مختلفة جغرافيا.
قام العلماء بتسجيل أغاني هذه الطيور بشكل دائم ودراستها فوجدوا حدوث اختلاف كبير بين المجموعات..
فقد وجد الباحثون أن أغاني هذه الطيور تباينت إلى حد كبير عن طيور المصدر، ليصبح التغريد أقصر والنبرة أعلى و اللحن مختلف!!
وهكذا يحدث التغير على مر الأيام وتصبح أكثر الأغاني مختلفة عن الأصل بشكل كبير كلما مر الزمن... فكانت الطيور الأبناء تتعلم اللحن الجديد من آبائها وتعلمه فيما بعد لأولادها وهكذا تحافظ الأفراد الجديدة على هذا اللحن وهذا الصوت من جيل إلى جيل..
ووجد الباحثون أيضا ان هذه الأنواع لم يتغير شكلها ولم يتغير سلوكها عن المجموعة الاصلية, الذي تغير فقط أغانيها وقدرتها الجنسية.. حيث وجدوا ان النشاط الجنسي لهذا النوع الذي يغني بشكل مختلف أصبح أفضل بشكل ملحوظ, وبدأ بحماية نفسه من الانقراض فقد ارتفع عدد الأزواج إلى 800 زوج خلال فترة الدراسة. ووجدو أيضا أن هذا النوع بأغانيه الجديدة لايتفاهم مع طيور من نفس نوعه السابق والذي يغني بشكل مختلف بل لم يعد يعتبرهم من عائلته وتركهم لمصيرهم المحتوم بالانقراض.
هذه الدراسة جعلت العلماء في حيرة فالتغير الوراثي والجسمي بالشكل لم يحدث والتغير البيئي لم يحدث ايضا والعوامل البيئية الخارجية متماثلة للمجموعات, والذي اختلف فقط هو الغناء وطريقة التغريد!!
الآن يتابع العلماء دراسة هذا الحدث وتفسيره بشكل أكبر بيولوجيا وبيئيا, ويدور في بالهم سؤال:هل ينطبق هذا على كائنات اخرى؟ و هل يمكن لأغنية مختلفة أن تنقذنا من الانقراض وتحفظ جنسنا في الوجود؟؟
وماذا سنغني نحن البشر وكيف سنغني ليستمر بقاؤنا بالشكل الأمثل على هذه الارض؟؟
كل هذه الأسئلة قد يجيب عليها العلم مع الزمن .. وإلى ذلك الوقت لنغن ولنردد معاُ
قصيدة جبران خليل جبران الرائعة: ( أعطني الناي وغن فالغنا سر الوجود وأنين الناي يبقى بعد أن يفنى الوجود ..)
source: هنا