علم النفس > المنوعات وعلم النفس الحديث
دراسة تتفي علاقة التأثير البشري بالعنف بين القرود
"إنه في دواخلنا، في طبيعتنا، نمارسه أكثر من الشهيق والزفير. نحن نبدأ الحرب، نحرق الضحايا، نسلب وننهب ثم نبدأ العويل على أشلاء إخوتنا، ونملأ المساحات بالجثث العفنة"
إنه العنف! العلقة التي لازمت البشر منذ الأزل. ويبدو أن بعضاً من العنف قد عاث فساداً بين قرود الشمبانزي.
قهل الشمبانزي عنيفون بطبيعتهم؟ أم أن لتدخل البشر في بيئتهم يداً في ذلك؟
ابتدأت دراسة جديدة نُشرت في مجلة 'NATURE' جولةً جديدة من النقاش فيما يخص هذا الأمر. حيث يجادل الباحثون في الدراسة بأن جميع الحالات المعروفة والمتعلقة بقيام الشمبانزي والبونبوز في أفريقيا بقتل أفراد من نوعهم تشير إلى أن العنف هو جزء طبيعي من سلوكهم وليس نتيجة لأفعال البشر. يقول الباحثون أنّ التحليلات تدعم الفكرة القائلة بأن العنف لدى الشمبانزي والشبيه بما يحصل في الحروب هو سلوك طبيعي تلجأ إليه حيوانات الشمبانزي لتأمين الموارد والملجأ. إلا أنّ النقّاد لا يروْن الأمر من هذا المنظور، فمقاييس تأثير الإنسان على الشمبانزي غير ملائمة برأيهم.
وفيما يدور موضوع هذه الدراسة عن الشمبانزي، فهي تعد الجولة الأحدث من جدال طويل حول طبيعة العنف لدى البشر، حيث أنها -ومن خلال دراسة العنف لدى قرود الشمبازي- تحاول الاستدلال على تطور الإنسان.
تشير المعلومات التي أظهرها الباحثون عن حالات القتل التي حدثت في مواقع الدراسة إلى عدم وجود رابط بين تأثير الإنسان على مواقع عيش الشمبانزي وبين عدد القتلى.
يقول 'Michael L. Wilson' -الخبير في علم الإنسان من جامعة مينيسوتا-: "لقد اتضح أن محمية الشمبانزي الموجودة في أوغندا 'Ngogo Group' هي الأكثر عنفاً، رغم أنها أقل تعرضاً لتأثير البشر"، حيث تعيش هذه المجموعة في مسكنها الطبيعي الأصلي، إلا أنها "تعيث فيما حولها وتقتل جيرانها".
من جهة أخرى كان Robert Sussman -المختص في علم الإنسان من جامعة واشنطن- قد رفض الدراسة، وبقي مؤيداً للفكرة القائلة بأن أفعال البشر تؤثر على مجتمعات الشمبانزي والتي تتضح في قيامهم بالقتل، فهو يرى أن الإحصاءات لا تثبت شيئاً وأن الدراسة لم تؤكد عدم وجود التدخل البشري.
'Brian Ferguson' - المختص في علم الإنسان من جامعة 'Rutgers' الذي كتب بشكل واسع عن الصراع الإنساني، والذي يعمل حالياً على كتاب يتحدث عن عنف البشر والشمبانزي- رأى أنّ مقاييس التأثير البشري هي موضع شك، فالدراسة أخذت في عين الاعتبار قيام البشر بإطعام الشمبانزي، وحجم المجموعة، والإزعاج الحاصل في موطنها، إلا أن التأثير البشري لا يمكن -بحسب رأيه- تقييمه باستخدام معايير بهذه البساطة.
يقف خلف هذا النقاش حول العنف بين الشمبانزي نزاعٌ طويل الأمد عمّا إذا كان هذا السلوك يعكس صورة عن السلوك البشري. على الرغم من أن التالي لم يُذكر في هذا البحث؛ إلا أن 'Richard Wrangham' من جامعة هارفرد (Harvard University) والذي شارك مع 'Michael L. Wilson' في هذه الدراسة؛ يرى أنّ "سلوك الشمبانزي هو بداية منطقية للتفكير في الصراع البدائي ضمن المجتمعات الصغيرة".
يقول 'Dr. Sussman' الذي يشكك في الرابط بين الشمبانزي وعنف البشر: "لا علاقة لما يحصل في الحروب بأمر تفعله قرود الشمبانزي".
في النهاية يبدو أن كثيراً من الأبحاث تفصلنا عن التأكد فيما يمكننا إضافة العنف الى قائمة التأثيرات السلبية التي يتركها الإنسان على الطبيعة من حوله.
المصدر:
مصدر الصورة: هنا