الطبيعة والعلوم البيئية > علم البيئة
أتريد أعاصير أقل؟ قم بتلويث الجو!
كل عمرنا منحكي عن التلوث إنه بيضر, وخففوا التلوث ولا تعملوا مصانع ومن هالحكي...
معقول طلع لهالتلوث فائدة بالأخير!
خلونا نشوف كيف ممكن للتلوث يخفف من حدوث الأعاصير الأطلسية (العواصف الاستوائية)
أتريد أعاصير أقل؟ قم بتلويث الجو!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قد يكون تنظيف الهواء في الغرب سبباً في جعلهم أكثر صحة، ولكنه قد يكون أيضا وراء الارتفاع في تواتر العواصف الاستوائية في شمال الأطلسي منذ منتصف التسعينيات. حيث بيّن تحليل جديد أن عدد هذه العواصف ينخفض عند ارتفاع التلوث، ويزيد عندما ينخفض التلوث.
إن زيادة التشديد على ضوابط التلوث الحالي "يمكن أن تقلل بشكل سريع من الهباء الجوي (مكونات الضباب), بحيث يكون لدينا أعداد قياسية من العواصف الاستوائية على مدى العقد أو العقدين القادمين"، كما يقول نيك دنستون من مكتب هادلي في Exeter، المملكة المتحدة.
للهباء الجوي القدرة على تبريد سطح الأرض بتشتيت الضوء في الهواء الطلق, وقد قالت دراسات سابقة أن لا علاقة بين هذه القدرة وعدد العواصف. لكن الهباء يزيد بالمقابل من سطوع وعمرالسحب البحرية منخفضة المستوى. عندما أضاف دنستون هذا التأثير على نماذجه المناخية، قامت الغيوم المحاكاة بتبريد السطح بشكل أكبر مما كان متوقعاً. تاريخياً، كان هذا التأثير التبريدي أكثر فعالية في شمال المحيط الأطلسي على مقربة من مصادر الهباء الجوي في الولايات المتحدة وأوروبا.
إن تبريد شمال الأطلسي يقلل من الطاقة المتاحة لتقوية الأعاصير, كما ينقل تيارات الهواء الصاعدة والهابطة إلى الجنوب مما يزيد القص الرياحي (wind shear) في منشأ الأعاصير الأطلسية. هذا القص الرياحي الإضافي يمزق العواصف الناشئة بعيداً قبل أن تتمكن من اكتساب القوة.
تواتر العواصف:
بهذه الطريقة، كما يقول دنستون، تظهر التغيرات في انبعاثات الهباء الجوي كما لو أنها تقود التقلبات الدورية في العواصف الاستوائية شمال الأطلسية. ولطالما نسبت هذه التقلبات إلى تباينات طبيعية في دوران المحيطات بما يسمى التذبذب الأطلسي متعددة العقود (Atlantic Multidecadal Oscillation).
خلال القرن hالعشرين، كانت انبعاثات الهباء الجوي تزيد أثناء الازدهار الصناعي وتنخفض في فترات الجمود الاقتصادي. تكررت العواصف الاستوائية ما بين الثلاثينيات والخمسينيات، وتراجع حدوثها في الأوقات الاقتصادية الأفضل في الستينيات إلى منتصف التسعينيات مع تزايد التلوث وارتفاع نسبة الهباء الجوي. عادت الأعاصير الأطلسية لتهدر مجددا، مع 19 إعصاراً في عام 1995، ورقم قياسي 28 في عام 2005، و 19 في كل من السنوات الثلاث الماضية.
ويتوقع دنستون أن هذه الزيادة ستستمرعقدين آخرين. بعد ذلك، قد تبدأ ظاهرة الاحتباس الحراري بالحد من عدد العواصف الاستوائية، من خلال رفع درجة حرارة الجو وبالتالي تقليل الفرق في درجة الحرارة بين سطح البحر والجو. وليس واضحا ما إذا كان الهباء الجوي سيؤثر على شدة العواصف.
مبرّدات أخرى للجو:
تدعم أبحاث أخرى الرابط بين الهباء الجوي وتواتر العواصف، ويقول غابرييل فيكي من مختبر ديناميك الموائع الجيوفيزيائية NOAA فى Princeton، New Jersey: "ما يتعارض مع نتائجنا هو حجم التأثير", فبينما يقول دنستون أن تغيرات للهباء الجوي يمكن أن تسبب كل الاختلاف في أعداد العواصف، يعتقد فيكي أن الاحترار العالمي والدورات الطبيعية لديها كذلك تأثيرات كبيرة.
ليس واضحاً فيما إذا كان هذا التأثير للهباء الجوي سيشكل مشكلة للراغبين في أن يكونوا مهندسين geoengineers، الذين ربما يحاولون يوماً ما تبريد الكوكب من خلال ضخ الهباء الجوي في طبقة الستراتوسفير. إن التأثير على تردد العواصف الاستوائية يحدث على ارتفاعات أقل بكثير من الستراتوسفير، وهو أيضاً إقليمي، على عكس التأثيرات العالمية للهندسة.
إن أي تأثير لهذه الهندسة (geoengineering) على الأعاصير الاستوائية غالبا ما سيكون مرتبطاً بتفاصيل توزيع الهباء الجوي، كما تقول كين كالديرا من مؤسسة كارنيجي للعلوم في ستانفورد، كاليفورنيا.
تظهر الصورة مسارات الأعاصير الأطلسية الحاصلة بين عامي 1851-2012