البيولوجيا والتطوّر > بيولوجي
إيجاد طريقة سهلة وسريعة للحصول على خلايا الدم البيضاء باستخدام خلايا الجلد
كلُّنا ندرك أهمية الخلايا الجذعية وقدرتها على إنتاج أغلب أنواع الخلايا تبعاً للمكان الذي تشغله في الجسم، لكن الحصول على خلايا دم بيضاء اعتباراً من خلايا جلدية بالغة فهو أمر جديد حقاً..
تفيد الخلايا الجذعية عادة في الحصول على أنواع أخرى من الخلايا لكن الحصول على كرياتٍ بيض من خلايا الجلد أمر جديد بحثه العلماء.
طور العلماء طريقة سهلة وسريعة متضمنة عنصرين فقط في تحويل خلايا الجلد إلى خلايا دم بيضاء آملين بذلك أن تتمكن هذه التقنية من الحصول على خلايا مناعية متخصصة قادرة على مهاجمة الخلايا المريضة أو حتى مهاجمة الأورام.
الخلايا الجذعية المحفزة (Induced pluripotent stem cells iPS) هي خلايا بالغة تم تعديلها ليكون لها صفات الخلايا الجنينية، ولهذه الخلايا أهمية كبيرة في دراسة تجدد الخلايا لما لها من قدرة على التحول إلى أي نوع من خلايا الجسم، ورغم أن الأبحاث عليها تبدو واعدة إلَّا أن هنالك بعض العقبات والتي يجب تخطيها قبل ان تصبح مفيدة علاجياً، حيث أن هذه الخلايا لديها قابلية لتشكّل أوراماً وبهذا يكون لها تأثيرات على سلامة الإنسان، كما أنها غالباً لا تستطيع البقاء والنمو في نخاع العظم أو في الأعضاء الأخرى بنجاح. بالإضافة الى ذلك، فإن الوقت اللازم لإنتاج هذه الخلايا وتمايزها وتخصّصها طويل جداً وقد يصل الى أشهر لتتم الخلايا الجذعية تطورها، ولكن، ومع هذا كله ربما يستطيع العلماء أن يجدوا طريقة أكثر فعالية لإنتاج كريات الدم البيضاء بدءاً من خلايا بالغة وبوقت أقصر من الوقت التي تحتاجه الخلايا الجذعية لذلك.
هذه التقنية الجديدة والتي تُسمَّى "تحويل النسل غير المباشر" ( indirect lineage conversion ) تستغرق أسبوعين فقط لتحويل خلايا جلدية بالغة إلى نوع من الخلايا البيضاء؛ التي هي خلايا مناعية مسؤولة عن عدة وظائف في الجسم مثل الدفاع في حالات العدوى والتخلص من الخلايا غير الطبيعية قبل أن تتحول وتصبح خلايا ورمية.
قام باحثون من معهد سالك (Salk institute) بزيادة تفعيل جزيئة بروتينية تدعى SOX2، وقد وُجد مسبقاً أن الجين المسؤول عن إنتاج هذا البروتين يكون في حالة "زيادة التفعيل" في الفئران خلال عملية تكوين خلايا الدم المختلفة، كما وجد أن جزيئة الـ SOX2 تُحفِّز "فقدان الذاكرة الخلوي" مما يجعل الخلايا الجلدية تنسى هويتها الأساسية وتصبح مرنة، طيعة وجاهزة لإعادة توجيه نموها، بعد ذلك تستخدم جزيئة RNA غير مشفَّرة – تسمَّى microRNA لتحولها إلى خلايا غير ناضجة شبيهة بالخلايا المولدة لخلايا الدم، وعندما نُقلت الأخيرة إلى الفئران تحولت بنجاح إلى كريات دم بيضاء دون أن تسبب أوراماً.
ويقوم الباحثون الآن بدراسة موسعة حول الزرع وضمان السلامة قبل البدء بتجربة هذه الطريقة سريرياً واختبارها على البشر.
هل كنتم تتوقعون مثل هذا الانجاز و التقدم في مستوى الخلايا الجذعية في الوقت القريب؟ ماهي المجالات التي يمكن تطبيقها باستخدام هذه التقنية.. شاركونا آراءكم.
المصدر: هنا
مصدر الصورة: هنا