الطبيعة والعلوم البيئية > علم الأرض
الانسان يغير وجه الأرض
ستترك غزوات البشر العميقة إلى داخل الأرض كحفر الآبار والمناجم وتجارب التفجيرات النووية علامات وتأثيراً في جيولوجيا الأرض قد يستمر لمئات الملايين من السنين.
في تقرير حديث نشرته إحدى المجلات المتخصصة، سيقوم الإنسان بتغيير الصخور بشكل فريد سيفضي إلى اختلاف ملحوظ في جيولوجيا 4.6 مليار سنة من تاريخ الأرض. يختلف العلماء فيما اذا كان من الواجب الاعتراف رسمياً بعصر النشاطات البشرية ضمن التقسيمات الأساسية للزمن الجيولوجي، فقد غيرت البشرية العديد من تراكيز المواد على سطح الارض، في الجو والمحيطات والأنظمة البيئية.
يبدو أن تأثير الإنسان على ما تحت سطح الارض لا يبدو واضحاً لكن الأكيد أنه ليس بجديد إنما يعود للعصر البرونزي عنما بدأ الإنسان بحفر الأرض للحصول على المعادن وحجر الصوان. مع بداية الثورة الصناعية وتحديداُ عام 1760 كان واضحاً ازدياد حاجة البشرية للمناجم والمعادن، فأصبحت المناجم تدريجياً أكثر عمقاً وأكثر انتشاراً وفي العام 1863 تم بناء أول شبكة نقل ضمن المناجم في لندن. غيرت هذه النشاطات كثيراً في نسيج الصخور حتى أنها في بعض الحالات تسببت بإدخال مواد من صنع الإنسان لم يسبق لها مثيل في السجل الجيولوجي للأرض.
تسببت الرحلات العلمية وعمليات الحفر منذ منتصف القرن العشرين بانتشار الصخور القادمة من أعماق الأرض على سطحها وفي قيعان البحار. تسبب حفر الكهوف العميقة بهدف تخزين النفايات الخطرة بالإضافة إلى تجارب القنابل النووية بتكسير وإذابة الصخور لمسافة تصل إلى 1.5 كم تحت السطح.
يقدر إجمالي طول آبار حقل النفط في العالم الآن بنحو 50 مليون كم، وهو ما يقرب من المسافة بين الأرض والمريخ، أو الطول الإجمالي لشبكات الطرق في العالم. يمتد أعمق بئر نفطي في العالم وهو بئر كولا COLA في روسيا لمسافة 12 كم داخل القشرة الأرضية. بالمقابل فإن أكثر عمق وصل إليه أي حيوان معروف آخر هو 12 م حيث يحفر تمساح النيل لهذا العمق بغية السبات في موسم الجفاف.
يعتقد العلماء أن التغييرات الواسعة التي وضعها الإنسان ستشكل في النهاية طبقة واضحة جداً في صخور الأرض. بعض الصخور المدفونة ستتعرض لعوامل التجوية والتعرية التي ستفضي إلى تآكلها وبذلك ستصل آثارنا عميقاً لباطن الأرض حيثما يصل تأثير هذه العمليات.
إذا كان جيولوجيو المستقبل محظوظين فسيجدون طبقة سطحية مميزة تحمل الكثير من المظاهر الشاملة التي تعود إلى عدة قطاعات، ممتدةً على عدة كيلومترات تحت السطح. سيلزمهم بذل مجهود إضافي في الاقتطاع والبحث لحل الألغاز التي ستواجههم.
مصطلح "عصر الانسان" أو Anthropocene هو مصطلح جديد أضافه الحاصل على جائزة نوبل للكيمياء بول كراتزن Paul Crutzen قاصداً به العصر الذي يعيش فيه الإنسان ويكون له تأثير على الأرض ونظمها البيئية. يعتقد العلماء ورغم اكتساب هذا المصطلح لزخم كبير أن الـ Anthropocene لا يزال غير واضح المعالم كفاية ليتم اعتباره عصراً جديداً في الجدول الزمني الجيولوجي خصوصاً وأن الخلاف على الموعد المحدد لبدايته لا يزال قائماً.
يبدو أن نشاط الإنسان سيغير الأرض حقاً بشكل أكثر مما نتوقع فما رأيكم؟
مصدر المقال:
مصدر الصورة: