البيولوجيا والتطوّر > علم الجينات
مورثاتنا.. براءة إختراع للعلماء!
إنَّ نيل براءات الإختراع على المورثات سيبقى ممكناً في أستراليا بفضل قرار المحكمة الفيدرالية الأسترالية في سيدني الذي يتضمن رفض الطعن المقدم بقرار اتخذته في السنة الماضية (2013) حيث يقضي بإمكانية نيل الشركات براءات اختراع على المورثات الموجودة طبيعياً شرط أن تكون معزولة خارج الجسم.
يرتبط هذا الحُكم بقضية نيل براءات اختراع على سلسلة من الطفرات التي تصيب مورثات،BRCA1 وهي مرتبطة بزيادة خطر الإصابة بسرطان الثدي، وسرطان المبيض، حيث يفيد فحصها في التنبؤ باحتمال إصابة المرأة بإحدى هاتين الحالتين مستقبلاً.
في عام 1994، قامت شركة Myriad Genetics بالتقدم بطلب من أجل الحصول على براءة اختراع على هذه الطفرات التي تصيب مورثات BRCA1مما يمنحها حقوقاً حصريةً في أستراليا تتيح لها بيع، والتحكم باختبارات الكشف عن هكذا طفرات. وقد لقي هذا الحُكم معارضةً من عدة أطراف كمجموعة "أصوات السرطان" الأسترالية التي تتبنى الدفاع عن المرضى، واختتمت هذه القضية في شهر شباط عام 2013 بحُكم ينص على منح الشركة آنفة الذكر براءة الإختراع، حيث قال القاضي (جون نيكولاس): "إن المورثات المعزولة خارج الجسم تعتبر مماثلةً تماماً لتلك الموجودة داخله، ولكن يمكن تسجيلها لأن عزلها يعطيها صفةً (صنعية) وقد أعادت هذه المحكمة تأييد الحُكم السابق وذلك بقرار مجموعةٍ من خمسة قضاة، ولكن لأسباب مختلفة، فقد وجدوا أن القاضي الذي أصدر الحُكم السابق أخطأ، فجاء في حُكمهم ما يلي: "إن التصنيع الكيميائي، والفيزيائي للحمض النووي المعزول لا يجعله صنعياً فَحَسب، بل يصبح عندئذٍ مختلفاً بشكل تام عن النسخة الأصلية".
كما عارض القضاة الخمسة بشدة ما خلُصَت إليه المحكمة الأمريكية العليا فيما يخص هذه الموضوع، حيث قضت في حزيران (2013) بعدم قانونية نيل براءات الاختراع على المورثات الطبيعية بعد عزلها، بما في ذلك مورثات BRCA1الطافرة المرتبطة بمرض السرطان. لكن يسمح بذلك في حال استطاعت شركة تغيير المورثة بطريقةٍ ما.ومن المحتمل أن تُحال القضية في أستراليا إلى المحكمة العليا في البلاد بغية إصدار حُكم قاطع، ونهائي.
*قضية الصحة العامة:
يقول (ماثيو ريمر) خبير في قانون الملكية الفكرية في الجامعة الأسترالية الوطنية بكانبيرا: "كان يجب على المحكمة أن تأخذ بعين الاعتبار النواحي الأدبية، الأخلاقية، والفكرية للقضية عوضاً عن تجاهلها بهذه الطريقة، ويجب على القضاة التحلَي بالحكمة، فبراءات الاختراع هذه مثيرةٌ للجدل".
أستاذة القانون في جامعة تسمانيا (ديان نيكول) تقول: "لا أعتقد أن الحُكم الصادر سيثير موجةً من الدعاوى القضائية من قبل الشركات ضد مقدمي الاختبارات الوراثية لحماية حقوق الملكية، فبراءات الاختراع المشابهة موجودة منذ عدّة سنين ولم نشهد خلالها الكثير من تلك الحالات"، وتضيف أيضاً: "توجد بعض الإجراءات التي يمكن اتخاذها، كالترخيص الإلزامي الذي يسمح بتجاوز حقوق الملكية الفكرية، وذلك في حال قررت شركات مثل Myriad Genetics التعامل بطريقة تضر بمصلحة، وصحة المرضى".
المصدر: هنا
مصادر الصورة: