المعلوماتية > عام
"الباحثون السوريون" يصلون إلى أكثر من 10 ملايين شخص حول العالم في الأسبوع!
منذ تأسيس مبادرة «الباحثون السّوريون» كان هدفها نشر العلم باللغة العربية بطريقة سهلة بعيدة عن التعقيد، وإيصال المادة العلمية إلى كل متحدّث باللغة العربية في كل بقاع الأرض. اليوم و بعد ما يقارب 3 سنوات من العمل المتواصل وبجهود 350 شخص يعملون ليلاً ونهاراً دون مقابل، أصبحنا نصل إلى أكثر من 10 ملايين شخص! نعم صفحة لديها أكثر من 350 الف معجب على الفيسبوك تصل إلى أكثر من 10 ملايين شخص حول العالم! أي بنسبة تصل إلى ما يقارب 2857% من معجبيها!
تهتم صفحات الفيسبوك بمؤشرَين أساسيين لتقييم أداء الصفحة بالإضافة إلى عدد الإعجابات، وهما معياري «الوصول»، الذي يدل على عدد الأشخاص الذين تصلهم منشورات الصفحة مجاناً أي دون أن تدفع الصفحة لإدارة الفيسبوك المال لدعم منشوراتهم، ومعيار «التفاعل» الذي يدل على عدد الأشخاص الذين يتفاعلون مع الصفحة في لحظة ما، إما عن طريق الإعجاب بالمنشورات أو التعليق عليها أو مشاركتها على صفحاتهم الشخصية. يعطي هذان المؤشران فكرةً جيدة عن مدى اهتمام الناس بالصفحة ومحتواها ومدى انتشارها.
بدأ الكثير من مدراء صفحات الفيسبوك منذ أواخر العام 2013 يشتكون من أن منشوراتهم لا تصل إلا لعدد قليل جداً من معجبيهم وأنهم مضطرون للدفع مقابل وصول منشوراتهم، وتبرّر شركة فيسبوك ذلك بسببين:
السبب الأول هو أن المحتوى الذي ينشر على الفيسبوك تضاعف بشكل كبير في السنوات الأخيرة فأصبح عدد المنشورات التي تنشر في وقت واحد أكبر بكثير من أن يتم استيعابه، حيث يوجد وسطياً حوالي 1500 منشور يمكن أن يظهر في كل مرة يقوم المستخدم بتسجيل الدخول إلى الموقع، ويمكن أن يصل هذا العدد إلى 15000 عند الأشخاص الذين لديهم الكثير من الأصدقاء والمتابعين لصفحات كثيرة!
خلقَ هذا الكم الهائل من المنشورات منافسةً قوية بين الصفحات التي أصبح عددها أكثر من 18 مليون صفحة لكي تظهر منشوراتهم عند مشتركي الفيسبوك، حيث أن الـ"News Feed" (آخر الأخبار) لا يتسع لعرض أكثر من 300 منشور في وقت واحد!
السبب الآخر هو أن شركة فيسبوك طورت خوارزمياتها لتعرض للمستخدمين الأشياء التي تعتقد أنها تثير اهتمامهم أكثر من غيرها. كان فيسبوك سابقاً يعتمد في ذلك بشكل أساسي على خوارزمية "Edge Rank" والتي معاملاتها ببساطة هي:
-"Affinity"درجة التقارب:
يقوم الفيسبوك بحساب درجة التقارب من خلال النظر في الإجراءات التي يتخذها المستخدمون تجاه منشور ما مثل قوة الإجراء ومدى قرب الشخص الذي اتخذ هذا الإجراء وكم مضى من الوقت منذ إجرائه.
-"Weight" الثقل:
وهو ثقل يعطيه الفيسبوك لأنواع معينة من المنشورات ( تملك الصورة والفيديو مثلاً ثقلاً أعلى لدى فيسبوك من المنشورات النصية).
-"Time Decay" القدم الزمني:
والذي يقيس كم من الوقت مضى على منشور معين.
تعتمد الخوارزمية على ضرب المعاملات السابقة ببعضها لتحسب أهمية المنشور بالنسبة للمستخدم، إلا أن خوارزمية فيسبوك الجديدة طُورت لتأخد بالحسبان عشرات آلاف المعاملات الأخرى.
إذاً كيف تصل صفحة الباحثون السوريون إلى أكثر من 28 ضعف عدد معجبيها حتى لحظة كتابة هذا المقال، ويتفاعل معها أكثر من 6 أضعاف عدد المعجبين علماً أنها لا تدفع شيئاً لإدارة الفيسبوك؟
السر يكمن في المحتوى! ببساطة شديدة، كلما كان محتوى منشورات الصفحة مثيراً لاهتمام المعجبين كلما ازدادَ تفاعل الناس مع الصفحة عبر إبداء الإعجاب والتعليق والمشاركة والضغط على الروابط الموجودة في المنشورات، وكلما ازداد التفاعل مع الصفحة كلما سمح الفيسبوك بوصول منشورات الصفحة إلى عدد أكبر من الناس حيث تظهر المنشورات التي يتم التفاعل معها عند العديد من أصدقاء الشخص الذي يتفاعل مع الصفحة محققةً بذلك انتشاراً أكبر للمحتوى الذي تنشره الصفحة.
تساعد خوارزميتان جديدتان في تحقيق ذلك، هما "Last Actor" و"Story Bumping" واللتان تهملان العامل الزمني مقابل أهمية محتوى المنشور بالنسبة للمستخدم.
تقوم خوارزمية "Story Bumping" بوضع منشور معيّن في بداية "News Feed" (آخر الأخبار) إذا ما كان يُعتبر من ضمن اهتمامات القارئ، وذلك اعتماداً على تفاعله السابق مع الناشر والمحتوى الذي ينشره، فكلما زاد تفاعل المستخدم مع صفحة معيّنة يضعها فيسبوك ضمن قائمة اهتماماته ويحرص على وصول منشوراتها التي لم يرها إليه ولو كان عمرها عدة أيام.
أما خوارزمية "Last Actor" فتقوم بتسجيل آخر 50 عملية قام بها المستخدم لتتابع التغيرات باهتماماته وتعدّل ما يُعرض له من منشورات بناءً على ذلك.
إذاً، الأرقام الخيالية التي تحققها صفحة «الباحثون السوريون» في الأيام الأخيرة ما هي إلا مؤشر على تزايد اهتمام المتابعين بالمحتوى الذي تعرضه وشغفهم المتزايد بالعلم، ففي الأسبوع الماضي وحده أصبحت تصل صفحتنا إلى حوالي مليون شخص جديد في كل يوم! سعادتنا لا توصف بانتشار رسالتنا ووصولها إلى المزيد من الناس يومياً، وسنستمر بما نقوم به حتى تحقيق حلمنا بالوصول إلى كل متحدث باللغة العربية في العالم، وأن تصل رسالتنا للجميع بأن «العلم هو الحل»!
المصادر: