الطبيعة والعلوم البيئية > عجائب الأحياء
وحش البحيرة الغامض
تعد بحيرة (لوخ) نيس أكبر مخزون للمياه العذبة في أوروبا. ولكن هذا ليس السبب الوحيد لشهرتها بل يوجد سبب آخر وهو نيسي (وحش البحيرة). فوفقاً للأسطورة المتداولة منذ زمن بعيد، يوجد وحش يعيش تحت مياه البحيرة الاسكتلندية والمسمى بـ "نيسي".
تعود هذه الأسطورة للعصور الوسطى فقد ادعى الكثير مشاهدة هذه الوحش. و من ادعاءات المشاهدات الجديرة بالذكر حديثاً، الزوجين سبايسرز (Spicers) سنة 1933 وسائق دراجة نارية سنة 1934 والخادمة مارغريت مولزو سنة 1934 والسيد تايلور سنة 1938 وهو السائح الإفريقي الذي استطاع تصوير فيلم للوحش لمدة 3 دقائق. تم الإبلاغ عن أول رصد سونار لجسم غامض العام 1954 والذي نسب لـ "نيسي".
على مر السنين أنتجت المشاهدات العديدة وصفاً موحداً لهذا الوحش، فهو كما يقال، ذو رقبة طويلة ونحيلة ورأس مستطيل وجسد بحجم الفيل وأربع زعانف وذيل طويل.
أما رأي العلماء بمسألة هذا الوحش، فمعظمهم أعلنوا وهمية وجوده وذلك لأنه من المستحيل لمخلوق يشبه الديناصور أن يكون قد نجا لملايين السنين. مع ذلك، استمرت زيارة الناس للبحيرة بهدف مشاهدة وحشها وكلهم إيمان بوجوده. ما حث العديد على البحث عن الوحش هو نشر عدد من الصور له في الصحف ومن أشهرها "صورة الجراح" التي سميت باسم ملتقطتها الجراح البريطاني روبرت ويلسون 1934 والتي أظهرت مخلوقاً يسبح في بحيرة نيس ولو أن الصنداي تلغراف أثبتت عدم صحتها العام 1975.
مع مرور الوقت أخذ الموضوع جديّة أكثر حيث سافر العديد من العلماء حول العالم للبحث عن الوحش والتحقق من هذه الظاهرة. فقامت BBC مع أربع جامعات بحملة بحث مزوّدة بالأجهزة والأدوات التي يمكن استخدامها في المياه العميقة، وعلى الرغم من أنهم لم ينجحوا بإيجاد أدلة حقيقية إلا أنهم اكتشفوا حركة غير مفسّرة في البحيرة!.
كانت التحقيقات في وجود الوحش كثيرة، منها ما موّل من القطاع الخاص ومنها من الهواة ولكن أحداً لم يصل إلى دلائل قاطعة. ومن هذه التحقيقات، المسح الضوئي للبحيرة الذي قام به آندرو كارول 1969 (وهو باحث ميداني لحديقة الأحياء المائية في نيويورك) وتم تمويل المشروع من قبل مؤسسة Griffis. وفي سنة 1969 استخدم مكتب Bureau للتحقيقات الشباك في البحيرة فحصل اتصال مع حيوان ذو قوة كبيرة ومجهول الهوية فنسب هذا الاتصال لنيسي.
و خلال الحملة الكبيرة الذي قام بها مدرس في علم الأحياء في جامعة شيكاغو عام 1970، تم استخدم نظام أنظمة التسجيل المائية (ميكرفونات تحت الماء) ونشرها في عدة مناطق من البحيرة. وقد تم تسجيل أصوات مختلفة من بينها صوت لـ "حفيف مضطرب" والتي قد تشير إلى تحرك ذيل حيوان مائي كبير. كما حاول أعضاء LNPIB التواصل مع نيسي عن طريق تشغيل مقطع صوتي مسجل سابقاً في الماء والاستماع للرد، فلوحظ أن التسجيلات تختلف عن الأصوات المعروفة الصادرة عن الحيوانات المائية.
في عام 1993 بدأت Discovery Communication البحث في بيئة البحيرة. لم تتركز الدراسة على الوحش ولكن واجه الفريق نوعاً نادراً من الاضطراب يظهر تحت الماء بسبب الطاقة المخزونة الناتجة عن الاختلال بين الطبقات الأكثر دفئاً والأكثر برودةً في البحيرة. وفي العام 1975 استخدمت بعثة أمريكية التصوير الفوتوغرافي تحت الماء والسونار. استطاعت الكاميرات التقاط صور لجسم متحرك ذو زعانف وقد اعتمد عليها العلماء لاقتراح أن نيسي هو مخلوق بطول 20 قدماً (6 م) زاحف قديم انقرض أقرانه مع الديناصورات قبل 65 مليون سنة. لكن استخدام تقنيات السونار الأكثر تطوراً في العقود الثلاثة الأخيرة أعطت دلائل على أشياء لا يمكن تحديدها.
بغض النظر عن الحقيقة فإن قصة نيسي جعلت من بحيرة نيس شمال اسكتلندا معلماً سياحياً يقصده الناس علـّـهم يحظون بفرصة رؤية وتوثيق هذا الوحش الغامض. وهنا قد يسأل سائل ... هل من المعقول أن اللغز لم يعد لغزاً وأن الحقيقة القائلة بعدم وجود وحش أو مخلوق من أي نوع قد تم إخفاؤها عن العامة فقط لتبقى البحيرة نقطة جذب سياحية ؟! .... ربما!
أخيراً فإذا كنتم من هواة الألغاز والظواهر الغريبة فليس لكم إلا الانضمام إلينا في انتظارنا ظهور الوحش أو ظهور دليل على وجوده يقطع الشك باليقين.
المصادر:
مصدر الصورة: