كتاب > روايات ومقالات
أجمل مكتبات العالم..الجزء الأول.
"المكتبة هي الذاكرة الوحيدة المؤكدة والمستمرة للفكر الإنساني" هكذا يعرف الفيلسوف شوبنهاور المكتبة.
المكتبات معابد القُراء وهي الأماكن التي يجدون فيها المتع كاملة فرائحة الكتب بالنسبة لهم أجمل وأغلى الروائح على قلوبهم، فمنها يستقون علمهم وفنهم وأدبهم.
ونحن اليوم نطوف بكم في شتى أرجاء العالم، ونختار لكم أجمل المكتبات في جنبات الأرض ونضعها بين أيديكم.
لعلنا نضطلع وإياكم على إبداع الإنسان في تكريم صناعة الحرف وتمجيدها.
مكتبة جورج بيبودي، جامعة جون هوبكينز، بالتيمور، أمريكا:
تتميز مكتبة بيبودي بجمالها الآسر. حيث تبدأ قصةُ هذا الجمال من مدخلها الذي يعد الأجمل على مستوى العالم، و يميز بناءها التناغم الساحر بين ألوان الرخام الأبيض والأسود في منظر يبعث على الهيبة لدرجة تشعر بأنك في معبد، وهذا ما جعل أول رئيس لها ناثانيال موريسون يطلق عليها اسم "كاتدرائية الكتب".
تحتوي هذه المكتبة على أهم مجلدات علم الآثار في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر بالإضافة إلى الكثير من مجلدات التاريخ والأدب في بريطانيا وأمريكا.
ولا تُقصد هذه المكتبة فقط للقراءة، إنما تستضيف حفلات الزواج وبعض المناسبات الخاصة وذلك بسبب قاعتها الرائعة الجمال والتي تشكل مدخل المكتبة.
حقاً إنها واحدةٌ من أجمل مكتبات الولايات المتحدة الأمريكية.
المكتبة الملكية، كوبنهاغن، الدنمارك:
تعرف هذه المكتبة باسم الماسة السوداء، وقد بنيت عام 1999 كإضافة لمجمع المكتبة الملكية الأصلي، وجاء هذا اللقب نتيجةً لتناغم المعدن مع الزجاج والغرانيت الأسود في بناءها الخارجي. وللمكتبة إطلالة بديعة على المرفأ. تحتوي أيضاً على قاعة موسيقية وصالات عرض عديدة.
كما تحتوي المكتبة على أكثر من 33 مليون مادة موزعة بين الكتب والصور والمخطوطات، ويبلغ كنزها الإلكتروني حوالي 400 جيجا بايت.
شهدت هذه المكتبة خلال العقد الثامن من القرن المنصرم أكبر حادثة سرقة كتب في العالم، حيث نجح أحد العاملين فيها بسرقة ما يزيد على 1600 كتاب ومخطوطة يقدر ثمنها بـــ 50 مليون دولار، ولم تكشف ملابسات القضية حتى وفاة السارق عام 2003 ومحاولة عائلته بيع الكتب والتخلص من هذه الزوائد في المنزل.
مكتبة الكلامنتينوم، براغ، التشيك:
الكلامنتينوم (نسبة للقديس كلامنت) هو في الأساس مجمّع واسع من المباني التاريخية التي تعود للقرن الحادي عشر في ساحة مريان وسط براغ عاصمة التشيك، ومكتبة الكلامنتينوم واحدة من هذه المباني التاريخية. تزين جدرانها وأسقفها لوحات فنية تعود لعصر الباروك الذي تميز بالزخرفة الفائقة الدقة والأبهة الفنية.
تضم هذه المكتبة العديد من الآثار والكتب التي تؤرّخ للديانة المسيحية، واختير المجمع كثالث أكبر كلية مسيحية في العالم. كما يحتوي المجمع على أقدم جهاز تسجيل للتنبوءات الجوية استخدم منذ العام 1775 وما زال إلى يومنا الحاضر.
تقول الأسطورة أن باني المكتبة لم يكن يملك سوى كتاباً واحداً عند البدء في البناء وحالما انتهى كان عدد الكتب في المكتبة قد وصل إلى 20 ألف مجلد.
غرفة القراءة الملكية البرتغالية، ريو دي جانيرو، البرازيل:
بنيت المكتبة البرتغالية بجهود مجموعة من المهاجرين البرتغاليين عام 1880، وقد صممت معمارياً لتعكس الفترة التي كانت فيها البرتغال سيدة العالم بالمكتشفين والرّحالة. وواجِهة المكتبة تعتبر تحفة فنية فريدة، مزينة بتماثيل لأهم المكتشفين والرّحالة البرتغاليين أمثال الأمير هنري والرّحالة فاسكو دي جاما وبيدرو ألباريس جابريال، ولغرفة القراءة في المكتبة شكل الكاتدرائية، حيث القبة الزجاجية الملونة والأروقة الخشبية والرفوف المزخرفة البديعة.
تحتوي المكتبة على أكبر عدد من الكتب البرتغالية التي نشرت خارج البرتغال، ويُسجل لها بأنها أول بناء في ريو دي جانيرو تم فيه استخدام الدعائم المعدنية.
مكتبة الكونغرس، واشنطن، أمريكا:
من أهم المعالم الرئيسية في العاصمة الأمريكية واشنطن، تعتبر أكبر مكتبة في العالم والأكثر تكلفة أيضاً،
أنشئت عام 1800 لخدمة أعضاء الكونغرس وبقيت إلى الآن ملحقة به. تتكون المكتبة من ثلاث مبانٍ لكلٍ منها قصة إبداع عمراني فني مختلف وهي: جيفرسون وآدامز وماديسون وهم من أوائل الرؤساء الأمريكيين.
تعتبر المكتبة المرجع العالمي الأول للكتب والمخطوطات، فهي تضم أكثر من مئة وثلاثين مليون مادة، وتملك نسخة من إنجيل جوتنبيرغ وهو واحد من 42 نسخة موجودة في العالم، بالإضافة إلى الكثير من المقطوعات الموسيقية النادرة.
يذكر أن المبنى الرئيسي للمكتبة أُحرق عام 1814 فقام الرئيس الأمريكي توماس جيفرسون بالتبرع بمجموعة كبيرة جداً من كتبه للمكتبة.