الموسيقا > سلسلة الرقص
التانغو ... الرقصة الشهوانية الحارة.. والغامضة
التانغو هي الرقصة المسرحية الثنائية الرنانة الهازلة و النابضة بالحياة و التي تفسح المجال للارتجال و التعبير و الاتصال، و غالباً ما يتم وصفها بالرقصة العاطفية العميقة الشهوانية بسبب الاتصال القريب الذي يحدث بين الشريكين. و هي رقصة عالمية تُؤدّى في العديد من بلدان العالم.
يمكننا القول أن رقصة التانغو تُشبه الوقوع في الحب، ففي بداية وقوعك في الحب ينتابك شعور فاتن و جميل و ساحر بأنك لا تستطيع الاكتفاء، بحيث أنك تريد أن تقضي كل دقيقة مع الشخص الذي تحبه، و في النهاية تهمل أصدقاؤك و النشاطات الأخرى. لكن، و مع مرور الزمن يقلّ هذا الشعور و تبدأ بملاحظة أخطاء و عيوب حبيبك و ربما تصبح محبطاً و غاضباً و يخيب أملك و تبدأ بالشّك، لكن إن لم تستسلم فإن مشاعرك ستتطور و تنضج و ستبدأ بقبول حبيبك بمساوئه و ستكون علاقتك به أفضل و أقوى. كذلك التانغو، فهي بدون شك لم تكن مثاليّة و متقنة في كل الأوقات، و عندما يبدأ الناس بالشّعور بالتانغو فإن حياتهم كلها تدور حولها، و ستأتي نقطة يكتشفون فيها الخلل الحاصل بالتانغو متضمناً التكبّر و الغرور و اختلال الوزن و نوع الجنس و ربما بعد ذلك يتخلّصون منه. هكذا نجد أن هذا الشيء هو جزء من رحلة التانغو حيثما تبدأ بقبول الرقصة و تحبها على ما هي عليها و بكل شيء فيها.
فبإمكان التانغو أن تكون عدّة أشياء لأشياء مختلفة، و من خلال اللّغة الفريدة للرقص تستطيع أن تفهم التانغو و تعكسها مع الشخص الذي ترقص معه، و هي تُؤدّى اجتماعيّاً حيث تنفذ الخطوات و تتبع بطريقة ارتجاليّة مع وضعية مريحة و طبيعيّة. و على الرغم من أن المشي يكون السائد في التانغو، لكنها تمتلك أسلوب المطاردة و التسلل على عكس الرقصات التي ترقص في قاعات الرقص، أما على حلبة الرقص فإن التانغو تُرقص بعكس اتّجاه دوران عقارب الساعة مع إحساس أقل من الإلحاح مقارنة مع الرقصات السلسة الأخرى.
و عند الحديث عن التانغو، فإن أول ما يتراود إلى ذهننا هو التانغو الأرجنتيني، و ذلك لأنه تم وضع و إنشاء العديد من خطواتها و أنماطها في الأرجنتين، بالإضافة إلى الموسيقى التي تجذبك إلى الاستماع إليها. و إن أي موسيقى باستطاعتك أن تمشي عليها فذلك يعني أنه من الممكن أن ترقص التانغو من خلالها.
في التانغو أحد الشريكين يكون القائد و الآخر يتبعه أي يكون التّابع، و من خلال العناق يقوم القائد بتوجيه دعوات للتّابع إلى مكان و كيفية الخطوات التّالية و هذا الأخير يقرر بأنه بأي طريقة يمكنهم قبول دعوات القائد، لكن كلاهما يحاولان الحفاظ على الانسجام و التواصل خلال العناق و الموسيقى حيث يولد الرقص. مثل رمز الين و اليانغ فإنَّ كل من القائد و التّابع لديه شيء قليل من الآخر. إذاً فالتانغو هي عملية تعاونية تكاملية تدعم و تشجّع تطور الرقة و الحساسية و الوضوح و الصّفاء و الثّقة و المسؤولية و الأمان.
يقولون أنه عند رقص التانغو ليس هنالك ماضي و لا مستقبل، بل هنالك شريكٌ و موسيقى في تيار مستمر، و هي لحظة مشاركة الألفة و المودة و الصداقة الحميمة و فهم الشريك و وضع جميع المخاوف جانباً.
إنه سحر حقيقي عندما يستطيع أن يرقص شخصين و كأنهما شخص واحد متصلين مع بعضهما البعض و مع الموسيقى أيضاً، تلك هي رقصة التانغو.
وللتعرف أكثر عن مقطوعة La Cumparsita التي تشاهدونها في الفيديو تابعو معنا هذا الفيديو المترجم هنا
المصادر: