البيولوجيا والتطوّر > بيولوجي
هل تساهم الخلايا الجذعية في حليب الأم في بناء أجسام أطفالها؟
كثيرة هي فوائد حليب الأم ويُعتبر غذاءً متكاملاً؛ ولكن هل من الممكن أن يتضمن ذلك نقل خلايا جذعية عبره لتتحول إلى أجزاء من جسم الرضيع! عندها تكون الإجابة أن ذلك حدث فعلاً عند الفئران، وبما أن ذاك حدث عندها فمن المرجح أن ذلك يحدث أيضاً عند البشر.
للخلايا الجذعية قدراتٍ غير اعتيادية تتجلى في التجدد التلقائي والتطوّر إلى أنواع مختلفة من الأنسجة مما جعلها مصدراً علاجياً سواءً تم أخذها من الأجنة أو الحبل السري أو الدم أو أنسجة البالغين، وقد تمَّ الكشف عن وجود الخلايا الجذعية في حليب الثَّدي منذ سبع سنوات لكن السؤال كان: هل لهذه الخلايا فائدة تقوم بها في جسم الطفل؛ أم انها تتسرب إلى الحليب بدون سبب؟
وُجد - في الفئران على الأقل – أن هذه الخلايا الموجودة في الحليب تتسرب من المعدة إلى الدم وتلعب دوراً وظيفياً في حياتهم لاحقاً، وقد أكد بعض الباحثون ذلك بعدة خطوات حيث أنتجوا فئران معدلة وراثيَّاً تضمنت جيناتهم جين يسمَّى "tdTomato" -يجعلهم يتألقون باللون الأحمر تحت ضوء الفلورسنت (الضوء المُفَلوَر)- بعد البلوغ، تزاوجت الفئران الإناث بشكل طبيعي ولكنهنّ أعطين بالولادة فئراناً طبيعيةً غير معدَّلة وراثيَّاً (وبذلك كان وجود الخلايا الحمراء فيهم مصدرها حليب الأم ودليلاً على انتقالها لهم من الأم.
وعندما تحولت هذه السلالات الفتية إلى أفراد بالغة، وُجدت الخلايا الحمراء في دمهم وأنسجة أخرى متضمنةً الدماغ ، التيموس، البنكرياس، الكبد والكليتين. وباستخدام تقنيات معيَّنة وجد العلماء أن هذه الخلايا الجذعية قد تحولت إلى خلايا ناضجة، فتلك التي وُجدت في الدماغ أخذت شكل العصبونات، والتي وجدت في الكبد تقوم بتصنيع بروتين الألبيومبن، والتي وجدت في البنكرياس كانت لها قدرة تشكيل الأنسولين، وبذلك تحولت هذه الخلايا إلى خلايا وظيفية فعّالة.
فهل تلعب هذه الخلايا دوراً في النمو الطبيعي والتطور؟ أم أنها تساعد السلالات الفتيَّة كي تتحمَّل خلايا الأم و بروتيناتها فتقلل بذلك ردود الفعل والحساسية لحليب الثَّدي؟ لا بد وأنَّ في ذلك ميزة تطوريَّة.
وبالنظر إلى قدرة الخلايا الجذعية في تشكيل أنسجة مختلفة يمكنها أن تدخل مجالاتٍ علاجية عديدة. ورغم أن لها قدرة أقل على الانقسام من نظيرتها الجنينية فإنَّ ذلك لا يعد شيئاً سيئاً بل بذلك تكون أقل خطورة في التحول إلى شكل ورمي شاذ عند استخدامها في العلاج. وبما أن هذه البحوث لا يمكن أن تُجرب على الإنسان فإنه سيتم تجريبها على القردة. ويأمل العلماء مستقبلاً أن يتم تطبيق هذه التقنيات على الإنسان للمساعدة في تجديد أنسجته وأعضائه.
المصدر: هنا
مصدر الصورة: هنا