الطب > أمراض نسائية وتوليد
عدد بويضات المرأة يتنبأ بخطر إصابتها بنوبة قلبيّة
لا يعكس عدد البويضات في المبيضين معدل الخصوبة عند المرأة فقط، إنّما يعكس أيضاً سرعة شيخوخة الخلايا عندها وخاصة احتمال إصابتها بأمراض قلبيّة، لنتابع كيف يكون ذلك ...
يحوي مبيض الأنثى منذ ولادتها على العدد الكامل من البويضات الذي يتراجع خلال حياتها، حيث يتزامن نقصان عدد البويضات هذا مع بداية انقطاع الطمث عند السيدة، وبعد انقطاع الطمث يزيد خطر الإصابة بالأمراض القلبية، حتى أن من يدخلن سن اليأس في وقت مبكر (قبل سن 46) تزداد لديهن الخطورة إلى الضعف بالمقارنة مع اللواتي ينقطع عندهن الطمث في سن نموذجي.
وهناك العديد من العوامل التي تتزامن مع انقطاع الطمث تزيد بدورها من خطورة الإصابة أيضاً، بما في ذلك تغيّر نمط الكوليسترول الذي ينتجه الجسم، إعادة توزيع الدهون في الجسم وزيادة ضغط الدم، كما يُعتقد أن انخفاض مستويات هرمون الأستروجين يلعب دوراً في ذلك، حيث يساهم الأستروجين في المحافظة على مرونة الأوعية الدموية.
لكن هل يبقى السبب الأساسي في تزايد خطر الإصابة بالنوبات القلبية هو انقطاع الطمث في وقت مبكر؟
لنرى ماذا يخبرنا التيلومير عن ذلك ... ما هو التيلومير؟ ..."التيلوميرات هي تسلسلات نكليوتيدية صغيرة في نهاية الصبغي تقصر في كل مرة تنقسم فيها الخلية، وبالتالي يعبر طولها عن عمر الخلية"
أخذ الباحثون عينات دم من 1100 امرأة لم ينقطع طمثهن بعد تتراوح أعمارهن بين 25 و45 عام، من أجل قياس الهرمون المضاد لمولر AMH)) الذي يعطي مؤشر لعدد البويضات في كلا المبيضين، وتأكدوا من العدد عن طريق عد الجيوب المملوءة بالسائل والتي تدعى الجريبات حول كل بويضة باستخدام الأمواج فوق الصوتية. ولحساب عمر المرأة البيولوجي، قام الباحثون بقياس طول التيلوميرات في خلايا الدم البيضاء.
ب
عد حوالي خمس سنوات لاحقة، تمكن الباحثون من تقدير درجة خطورة الإصابة بأمراض قلبية عند 250 امرأة في العقد القادم، وتعرف هذه الدرجة بدرجة فرامينغهام، الذي يأخذ بعين الإعتبار عوامل خطورة أخرى مثل مستويات الكوليسترول، ضغط الدم و وزن الجسم، حيث وجد الفريق أن المرأة التي يقل عدد بويضاتها تحصل على درجة فرامينغهام أعلى، كما أنها تملك تيلوميرات أقصر. وقد أشارت دراسات سابقة أن التيلوميرات الأقصر ترتبط مع الأمراض القلبية، الخرف، السرطان وأيضاً مع عمر أقصر، لذلك فالنساء مع عدد أقل من البويضات هن على درجة خطورة عالية للإصابة بالأمراض الأخرى المرتبطة بالعمر.
ماذا عن الإنذار المبكر؟
نعتقد أن المبيض أكثر حساسية لعمليات الشيخوخة، والفرضية الواعدة جداً أن الشيخوخة الإنجابية يمكن أن تكون بمثابة نافذة على صحة القلب والأوعية الدموية وعملية الشيخوخة الخلوية.
نؤكد أن عدد البويضات وسن انقطاع الطمث، يرتبطان بخطر الإصابة بالأمراض الوعائية والقلبية التي تعتبر السبب الأول للوفاة عند النساء في جميع أنحاء العالم، لكن غالباً ما يتأخر التشخيص عند النساء بالمقارنة مع الرجال، لذلك تم إيجاد طرق لتحديد من هم على درجة خطورة عالية، حيث تخضع العديد من النساء لاختبار AMH لدرجة الخصوبة، ومن لديهن عدد بويضات أقل يمكن أن نتوقع إصابتهم بأمراض القلب والأوعية الدموية لذلك ننصحهم بتغيير نمط حياتهم في سن مبكرة.
AMH* هو هرمون بروتيني تنتجه الخلايا الحبيبية في بطانة الجريبات داخل المبيض، من خلال قياس مستوياته في الدم نعرف إذا كان المبيض يعمل كما يجب، وتقدر درجة خصوبة المرأة.
المصدر:
مصادر الصور: