الاقتصاد والعلوم الإدارية > الأسواق المالية
الأسهم
يرى المستثمرون الجدد أن سوق الأسهم هي بمثابة "مقامرة قانونية" حيث يضعون رهاناتهم عشوائيّاً وبطريقة مبنية على الغريزة البحتة، فإذا ارتفعت الأسهم التي قاموا بشرائها فسيكسبون مبالغ طائلة أما إذا انخفض سعر ها فسيخسرون.
أليس لهذا السبب وصل الكثير من الناس إلى الثروة خلال الطفرة التكنولوجية و خسر البعض الآخر كل شيء حتى مدخرات التقاعد الخاصة بهم أثناء فترة الركود الاقتصادي الأخيرة؟
ليس بالضبط، ولكن للأسف، هذه هي الطريقة التي يفكر بها الكثير من المستثمرين الجدد في سوق الأوراق المالية حيث ينظرون إليها كأداة استثمارية - قصيرة الأجل - إما أن تجلب المكاسب المالية الضخمة أو خسائر مدمرة. لكن كلما تعلمت المزيد حول الأسهم، و فهمت الطبيعة الحقيقية للاستثمار في سوق الأوراق المالية، كانت إدارة أموالك أفضل.
صحيح أن الاستثمار في أسواق الأسهم قد يبعث على الخوف إلا أن الاطلاع على قدر يسير من المعلومات قد يساعد في تبديد تلك المخاوف، سوف نبدأ ببعض التعاريف الأساسية:
فالسهم حرفياً هو حصة في ملكية الشركة، فعندما تشتري سهماً في شركة ما فهذا يعني أنك تملك جزءاً من أصول و أرباح و جميع ما تملكه هذه الشركة من منتجات و خدمات.
لكن لماذا قد تود شركة ما مشاركة أصولها وأرباحها مع الجمهور؟
بالطبع لأنها بحاجة إلى السيولة ،حيث أنه ليس لدى الشركات سوى طريقتين لجمع المال لتغطية تكاليف بدء أو توسيع أعمالها التجارية: الطريقة الأولى اقتراض المال (وهي عملية تعرف باسم التمويل بالديون) والطريقة الثانية هي بيع الأسهم (المعروف أيضا باسم التمويل بالأسهم)
العيب في اقتراض المال هو أنه يترتب على الشركة سداد القرض مع الفائدة. إلا أنها باتباع طريقة بيع الأسهم فستحصل الشركة على المال المطلوب وبقدر أقل من القيود أو الشروط . فليس هناك فوائد لدفعها ولا حتى لزوم لإعادة المال على الإطلاق. و أفضل من ذلك، فطريقة التمويل بأسهم رأس المال توزع مخاطر الأعمال التجارية بين مجموعة كبيرة من المستثمرين (المساهمين). بحيث إذا فشلت الشركة، لا يفقد مؤسسيها كل أموالهم؛ إلا إنها تفقد بضعة آلاف من حصص من أموال الآخرين. ولعل أفضل طريقة لشرح كيفية عمل الأسهم وسوق الأوراق المالية هو استخدام مثال على ذلك. ، سنستخدم مطعماً افتراضياً للبيتزا للمساعدة في شرح المبادئ الأساسية لإصدار وشراء الأوراق المالية.
بيع الأسهم
لنقل انك لطالما كنت تحلم بافتتاح مطعم للبيتزا وأنك قد عملت كل ما يلزم لمعرفة كم سيكلف افتتاح مطعم البيتزا الجديد ومقدار الكسب المادي المتوقع كل عام. ولنفترض ان البناء والمعدات ستكلف 500000، دولار ، والمصاريف السنوية (المكونات، ورواتب الموظفين، والمرافق) ستكلف مبلغ إضافي قدره 250000 دولار. وكنت تتوقع أن تحقق أرباحا بما يقارب 75000 دولار سنويا.
لكن المشكلة الوحيدة هي أنك لا تملك 750000 $ نقدا لتغطية كل هذه التكاليف. يمكنك الحصول على قرض، ولكن سيترتب عليك دفع فوائد للبنك الذي أقرضك المال. ماذا عن العثور على المستثمرين الذين سوف يعطوك المال مقابل الحصول على حصة من ملكية المطعم؟
هذا هو المنطق التي تستخدمه الشركات عند اتخاذ قرار لإصدار الاسهم للمستثمرين من القطاع الخاص أو العام. انهم يؤمنون بأن الشركة سوف تكون رابحة بما فيه الكفاية بحيث يعود ذلك بربح على المستثمرين. في هذه الحالة، إذا كان المستثمرين قد دفعوا مبلغاً مقداره 750000 دولار كحصة في مطعم البيتزا، فإنهم سيتوقعون كسباً بمقدار 75000 دولار سنويا. وهذا هو العائد الثابت 10%.
كمالك لمطعم البيتزا، يمكنك تحديد السعر الأولي للشركة، فضلا عن العدد الإجمالي للأسهم التي تريد بيعها. ومن المثير للاهتمام، أن ثمن مطعم البيتزا لا يرتبط بالضرورة مع القيمة الفعلية للأصول أو ربحية الشركة الحالية. حيث يمكنك تعيين سعر بحيث يعكس القيمة المستقبلية للاستثمار.
إذا أصدرت الكثير من الأسهم فهذا من شأنه أن يخفض سعر السهم الواحد، وربما يجعل الاسهم أكثر جاذبية للمستثمرين. وهناك اعتبار آخر هو الملكية. فكل شخص يشتري حصة من الأسهم فسيملك أساسا قطعة من الشركة وسيكون له رأي في الطريقة التي تدار بها الشركة. سوف نتحدث أكثر عن المساهمين في جزء لاحق. لكنه الآن فإنه من المهم أن نفهم أنك كمالك، قد ترغب في شراء أغلبية الأسهم المتوفرة لنفسك حتى يتسنى لك سيطرة أكبر في إدارة الشركة.
Reference: هنا