علم النفس > الأطفال والمراهقين
ألعاب الفيديو وفوائدها على الأطفال.
اللعب هو نشاط موجه أو غير موجه يقوم به الأطفال من أجل تحقيق المتعة و التسلية و يستغله الكبار عادة ليسّهم في تنمية سلوكهم وشخصياتهم بأبعادها المختلفة العقلية والجسمية والوجدانية ،وإنّ اللعب في الطفولة هو وسيط تربوي هام يعمل على تكوين الطفل في هذه المرحلة الحاسمة من النمو الإنساني فهو يسهم في التكوين النفسي للطفل و تكمن فيه أسس النشاط الجسدي و العقلي، فيبدأ الطفل بإشباع حاجاته عن طريق اللعب حيث لكل لعبة قوانين و هنا يبدأ الطفل يعي و يفهم تماماً معنى الحقوق والواجبات لأنه أمر ملموس بشكل واضح في كل لعبة يلعبها وبالإضافة لذلك فإنه يسعى من خلال اللعب إلى تطوير الضبط الذاتي لديه (Self control) مما يساعده في تنسيق سلوكه مع الأدوار و المواقف التي تضعه لعبته فيها كما يؤدي نشاط اللعب دوراً كبيراً في النمو اللغوي للطفل وفي تكوين مهارات الاتصال لديه، و قد استخدم اللعب كوسيلة علاجية أيضاً في كثير من الحالات النفسية عند الأطفال لما له من أثر بالغ على نفوسهم و قدرة على التأثير بهم وذلك ما اعتمده عالم الطب النفسي المتميز فرويد حيث سخر من اللعب علاجاً في كثير من المواقف التي أراد أن يتخلص فيها من خوف الأطفال.
و هنالك الكثير من الدراسات حول التأثير السلبي لألعاب الفيديو على الأطفال، لكن واحدة من هذه الدراسات قامت بالتركيز على التأثيرات الإيجابية والسلبية، وتؤكد بأن الأطفال الذين يلعبون أقل من ساعة كل يوم أفضل وأكثر تأقلمًا مع الوسط المحيط من الأطفال الذين لا يلعبون أبداً أو الذين يلعبون ثلاث ساعات أو أكثر .
تؤكد دراسة أجريت من جامعة أوكسفورد(( Oxford)) على 5000 طفل وطفلة بين العمر 10 و15 سنة ، قاموا بسؤالهم عن عدد الساعات التي يقضونها في اللعب بألعاب الفيديو أو الألعاب التي تعتمد على الكمبيوتر، وعن نشاطاتهم اليومية وكم من الاهتمام يعطونه لنشاطاتهم اليومية وعن علاقاتهم مع أهلهم .
من خلال هذه الدراسة وجد أن أكثر من 75 % من الأطفال والمراهقين يلعبون يومياً بتلك الألعاب ، لأكثر من نصف وقت فراغهم بدون مراقبة وبالتالي تضيّع من وقت نشاطاتهم الأخرى وتدفعهم أكثر لأن يتصرفوا كالبالغين، وتبعدهم أكثر عن عالمهم الواقعي من أهل وأصدقاء .
ويوجد في الجانب الأخر من تلك الدراسات مقارنة للأطفال الذين لا يلعبون بتاتاً بتلك الألعاب مع الأطفال الذين يلعبون ساعة يومياً، وكانت النتائج أنَّ الأطفال الذين يمارسون لعب ألعاب الفيديو يوميًا لديهم ثقافة اجتماعية أعلى وقدرة على الانخراط في المجتمع أسرع ، وأنهم نادراً ما يعانون من مشاكل في علاقاتهم الاجتماعية في المدرسة وفي العائلة أو أي مشاكل عاطفية ، لكن تبقى هذه الفائدة محدودة بين فئة صغيرة من الأطفال مقارنة مع الأضرار التي تسببها ألعاب الفيديو .
ففي الولايات المتحدة الأمريكية تشير الإحصائيات إلى أكثر من سبع ساعات يقضيها الطفل الأمريكي في متابعة الإعلام الالكتروني و بمعدل ساعتين و أكثر لألعاب الفيديو مما يسبب التأثير الحتمي على نمو عواطف و مشاعر هذا الطفل في المستقبل و قد حذر خبير الصحة النفسية (بريزي بلسكي Andrew Przybylski ) من ذلك و أكد على ضرورة جلوس الطفل مع أمه و أبيه فترات أطول لضمان صحة نفسية و سلوكية أجود .
لذلك هناك العديد من التساؤلات حول فوائد ومضار تلك الألعاب على حياة الطفل، وتحتاج العديد من الدراسات لتحديدها بشكل دقيق و لا سيما التأثير على البصر كون العين ستتعرض إلى فترات طويلة من الإنـّارة المثيرة و بالتّالي الإجهاد الكبير و أضف إلى ذلك نزعات العنف كألعاب القتال و المخاطرة كألعاب السّيارات التي قد تزرعها بعض الألعاب في نفوس الأطفال.
المصادر:
علم نفس الطفولة و المراهقة الدكتور مالك سليمان مخول - منشورات جامعة دمشق.