الفيزياء والفلك > علم الفلك
إدوين هابل (1889- 1953)
لقّبه الكثيرون بوالد علم الكون الحديث،فقد حقق إدوين باول هابل العديد من الاكتشافات الهامة التي غيرت نظرة العلماء الى الكون .ولد عام 1889،بدأ حياته المهنية كمحامٍ،لكنه ترك المحاماة بعد سنة واحدة من مزاولتها وقرر دراسة الفلك وبعد بضع سنوات فقط حصل على شهادة الدكتوراة في علم الفلك.
بعد تخرجه،دعي للعمل في مرصد جبل ويلسون في كاليفورنيا،لكنه اضطر لتأجيل قبوله حيث خدم كجندي في الحرب العالمية الأولى وعند عودته للحياة المدنية،اتخذ موقعه في المرصد.حيث كان باستطاعته العمل على أكبر تلسكوبين في العالم ، تلسكوبيّ هوكر العاكسين بقطر 2.54 متر و1.5 متر.غادر المرصد مرة أخرى عام 1942 للخدمة في الحرب العالمية الثانية،حيث كرم بوسام الاستحقاق.
قبل وفاته عام 1953 بعمر 63،أشرف على بناء تلسكوب هيل ذومرآة عاكسة بقطرخمسة أمتار على جبل بالومار،والذي اعتبر حينها أكبر تلسكوب على الأرض حتى بناء التلسكوب الروسي BTA-6 عام 1976 .
في عشرينيات القرن الماضي،كان يُطلق على البقع الصغيرة المنتشرة في السماء مصطلح السُّدُم،(أجرام سماوية مكونة من غبار كوني وغازات) واعتُقِد أنها موجودة في مجرة درب التبانة. إلا أن هابل خلال دراسته لصور عدة "أجرام" NGC 6822، M33، M31 بشكل فردي ، لاحظ وجود نوع من النجوم النابضة المعروفة باسم المتغيرات القيفاوية (نسبة لوجود بعض هذه النجوم ضمن كوكبة قيفاوس) .هذه النجوم مميزة لأن نبضاتها تسمح بمعرفة درجة سطوعها الفعلية وبالتالي بقياس مسافتها بشكل دقيق. قام هابل بحساب بعد كل متغير قيفاوي (أي بعد كل سديم) واكتشف أنها أبعد من أن تكون في مجرة درب التبانة.أدرك العلماء أن هذه السدم كانت في الحقيقة مجرات كمجرة درب التبانة،كل منها تحوي المليارات من النجوم.
في الوقت نفسه نشر هابل نظام تصنيف معياري للمجرات.ففي ذلك الوقت،كان هناك نظام وصفي كما تم اقتراح نظامين أخرين بعد فترة وجيزة،الا أنها لم تكن كافية.تركزت طريقة هابل الواضحة في تنظيم مختلف الأنواع في ثلاث أنواع مجرات هي:اهليليجية،حلزونية وحلزونية خيطية وغير نظامية.سمي هذا النظام مخطط "الشوكة الرنانة "اعتقد هابل أن المجرات تطورت من الاهليليجية الى الحلزونية،الا أن العلماء الآن اكتشفوا أن شكل كل مجرة يتحدد في وقت مبكر من حياتها.
تنبأ هابل بعد دراسته لمجرات مختلفة أن الكون ليس ثابتاً،بدلاً من ذلك تقريباً فكل مجرة تسرع بعيداً عن الأرض (مجرة المرأة المتسلسلة بدلاً من ذلك تندفع نحونا وستصطدم مع مجرة درب التبانة خلال خمسة مليارات سنة)سارع العلماء لاختبار حساباته على المجرات الأخرى،ووجدوا أن بعضها يتحرك بسرعة 90 مليون متر في الثانية في الاتجاه المعاكس.دعيت الحسابات التي تحدد معدل تمدد الكون بقانون هابل،بالرغم من أنها اقترحت بالأصل من قبل جورج لومتر في عام 1927.ووفقاً للحساب فان الكون يتمدد بمعدل ثابت،عرف بثابت هابل.قبل عقد من نشر هابل لعمله، دعت نظرية العالم المشهور ألبرت أينشتاين النسبية العامة الى تمدد الكون.لكن أينشتاين أضاف في المعادلات حداً ثابتاً لتتماشى مع الفكرة السائدة حينها في أن الكون ثابت وأزلي،لكن بعد أن أثبت هابل أن الكون في الحقيقة يتوسع ،زار أينشتاين هابل في مرصد جبل ويلسون ،ووصف قراره في تغيير المعادلات "أكبر خطأ في حياته".
على الرغم من أنه اكتسب الشهرة بسبب هذه الاكتشافات الا أن له العديد من الاسهامات الأخرى في مجال علم الفلك،كما حاز على العديد من الجوائز.لكنه لم يحصل على جائزة نوبل،على الرغم من دوره الكبير في تحسين فهم الكون. فخلال فترة حياته لم يكن علم الفلك يعتبر فرعاً من الفيزياء بالنسبة للجنة جائزة نوبل .هابل حاول عبثاً تغيير ذلك مما يسمح للفلكيين أمثاله بالاعتراف بإسهاماتهم لكن للأسف لم يحدث ذلك حتى عام 1953 نفس سنة وفاة هابل.وبما أن جائزة نوبل لاتمنح بعد الوفاة.خرج هابل من الترشيح.
في عام 1990،بعد 37 عام على وفاة هابل.أطلقت وكالة ناسا تلسكوب الفضاء هابل في مداره حول الأرض.التلسكوب المسمى تيمناً بالعالم ادوين هابل،قدم معلومات وفيرة عن الكون للعلماء على الأرض من خلال مئات الآلاف من الصور،مما فتح المجال لحسابات أدق عن عمر الكون، ،مظهرةً المجرات في كل مراحل تطور الكون،ولاعبةً دوراً رئيسياً في اكتشاف الطاقة المظلمة،القوة التي تسبب تسارع توسع الكون.
المصدر: هنا