الطب > مقالات طبية
فقراتك الرقبية تستغيث .. هل عليك التخلص من هاتفك؟!
اقترحت دراسة جديدة أنك بحني رأسك للأسفل لتفقّد هاتفك المحمول تطبق من القوة مقدار 27 كغ على رقبتك! أي ضغط يعادل آكل نمل ضخم ... أو 4 كرات بولينغ كبيرة!
وتقوم بذلك عدة مرات يومياً.
ربما عليك إعادة النظر بهذا السلوك فعمودك الرقبي أكثر أهمية من أي شيءٍ آخر .. بما فيها عالم الفيس بوك!
في الواقع إننا نقضي ما يقارب 4 ساعات وسطياً كل يوم في النظر للأسفل للقراءة أو تصفح الهواتف، وهذا يساوي 1400 ساعة في السنة من الضغط المفرط على الفقرات الرقبية من عمودنا الفقري، وقد اقترحت دراسة جديدة أننا في كل مرة نفعل ذلك نضع بين أكتافنا وزناً يعادل 27 كغ، تحمله كاملاً تلك الفقرات الرقبية الصغيرة والفائقة الحيوية! فيما أشار Olga Khazak لمجلة The Atlantic أنّ هذا يساوي وزن طفل بعمر ثماني سنوات أو أربع كرات بولينغ! ولكن مازلنا نجهل العواقب بعيدة المدى.
تولّى هذه الدراسة كبير جراحي العظام والفقرات في طب الجراحة والـتأهيل الفقري في أحد مشافي نيويورك Kenneth Hansraj والذي استخدم مجسماً ثلاثي الأبعاد للعمود الفقري الإنساني لقياس الـتأثيرات الناتجة عن انحناء الرأس المستمر من أجل تفقد الهاتف. ونتيجةً لثقل وزن الرأس والذي يعادل 5.5 كغ تقريباً فحين نقوم بحني الرأس للأسفل مراراً وتكراراً لفترات مطولة نضاعف تأثير الجاذبية عليه.
فعندما يميل الرأس إلى الأمام تزداد القوة المطبقة إلى 12 كغ عندما يميل الرأس 15ْ درجة إلى الأمام، 18كغ عند 30ْ درجة، 22 كغ عند 45ْ، و27 كغ عند 60ْ درجة.
أورِدت هذه الأرقام ضمن تقرير الجراح Hansraj في صحيفة Surgical Technology International التي أضاف فيها "إن الوزن المطبق على العمود الفقري يزداد بشكل كبير عند ثني الرأس للأمام بدرجات مختلفة، ومن الممكن أن تؤدي هذه الضغوط إلى حوادث مبكرة مثل الإنهاك أوالتمزق أوالتنكس وبالتالي إمكانية الاحتياج للعمل الجراحي".
ولكن، مهلاً.. قبل أن تفزع وتلقي بجوالك عبر النافذة وتسترجع معدات المراسلة الورقية التي أكل الدهر عليها وشرب، اقرأ ما أدلى به المعالج الفيزيائي للجهاز الهيكلي والعضلي تامر ثابت Tamer Sabet في إحدى اللقاءات في سيدني، حيث أشار إلى أنّ آلام الرقبة تنتج عن مجموعة من العوامل مثل السن والجنس وطبيعة المهنة والضغوط المتنوعة، التي تتضمن -وليست مقتصرة على- استخدام الهاتف المحمول.
ويتابع بقوله "تبدو النتائج المقترحة منطقية من منظور فيزيائي بحت، ولكن يغلب الظن بأن للألم أبعاد متعددة، فهناك مجموعة متزايدة من المعلومات حول الاستعداد الوراثي، والسمات الشخصية والمزاجية، والبيئة الفيزيائية لارتباط هذه العوامل بألم الرقبة".
وفي الختام ينوه الدكتور Hansraj إلى أنه ليس من المنطقي التخلص من الهواتف المحمولة لوقاية العمود الرقبي من التلف، ولكن الوعي بأهمية هذه المشكلة ومحاولة تصحيح الوضعية المتبعة أثناء استخدام الهاتف يسهمان في الوقاية على المدى الطويل.
المصدر:
مصدر الصورة: