الاقتصاد والعلوم الإدارية > اقتصاد
أنت وأطفالك والدخل المحدود... ما الحل؟
يتغاضى الكثير من الأهل عن الحديث مع أولادهم بخصوص المال عندما تكون الأوضاع المالية جيدة، وعندما تسوء الأوضاع يتجنب الكثيرون الحديث مع الأولاد في هذا الموضوع.
لا يحبّذ الأهل الذين يعيشون ضائقة مالية مناقشة هذا الموضوع، فهم يخافون من إزعاج أولادهم، لأن هؤلاء الأولاد سيشعرون بخطأ ما، و لكنهم ببساطة لا يفهمون المشكلة.
كيف يعرفون؟
يتلقى الأطفال المعلومات و يستوعبونها سريعاُ، فهم يسمعون بعض الأحاديث من زملائهم في المدرسة أو من أولاد الجيران أو من الراديو و التلفزيون. و يمكن للأطفال القادرين على القراءة قراءة عناوين الصحف والمجلات و تصفح الانترنت. كما يلتقطون أيضاً بعض العبارات من الأخبار والأحاديث التي تجري همساً.
و يُعتَبر سلوك الوالدين مصدراً آخر للمعلومات، فحتى لو لم تتحدّث أمامهم عن تأثير الانهيار الاقتصادي سيلاحظون ذلك عندما تتوقف أمهم عن الذهاب إلى المطعم مع صديقاتها، أو عندما يتوقف والدهم عن الذهاب للعمل.
في مجتمع يعجّ بالأخبار، يمتلك الأطفال مصادر للمعلومات ذات نطاق واسع، و لذلك عوضاً عن تركهم يجمعون القطع بأنفسهم قد ترغب بمساعدتهم ليفهموا المشهد العامّ.
كيفية التعامل مع الموضوع:
يبني الأطفال ردود أفعالهم بناء على المعلومات التي يتلقّونها من البالغين، لذلك بإمكانك مساعدتهم في تشكيل فكرة حول صعوبة الظروف الاقتصادية عن طريق شرح التطورات بطريقة واقعيّة.
تذكّر أنّك إذا كنت منفعلاً فهم سينفعلون كذلك، و إذا تذمرت فسوف يتلقون الأخبار التي تحاول إيصالها لهم بشكل سلبي.
عوضاً عن الانزعاج بشأن الاقتصاد، ابدأ بالحديث عن المال، قم بشرح كيفية الحصول عليه وكيفية استخدامه، تحدّث عن عملك و اشرح لهم لماذا لم تذهب للعمل، قم بتوضيح أي تغييرات في وضعك العائلي، تحدّث عن طرق الادّخار و قم بطمأنة أولادك بأن كل شيء سيكون على ما يرام.
حتى لو كنتم مضطرين للانتقال إلى منزل أصغر، أو لإحداث أي تغييرات في نمط حياتكم، عليك التركيز على القضايا غير المالية (الصحة والعائلة) لكي تجعلهم يفهمون أن هناك اشياء أثمن من المال في الحياة.
عندما يكون أطفالك في سن أكبر، يمكنك الحديث معهم عن القروض والرهون العقارية والدورات الاقتصادية. إنّ توضيحك لفكرة أن الركود الاقتصادي هو جزء طبيعي و متوقع في دورة الأعمال يمكن أن يساعد الأولاد في تقبّل أخبار الهم والكآبة، و إفهامهم أنها ليست حدثاً مأساوياً كما تظهر في وسائل الإعلام.
كن قدوة لهم ليتعلموا:
إذا كان إنفاقك ضمن الحدود المعقولة، ما رأيك أن تجلس مع أولادك لبعض الوقت و تتبادل معهم الخبرات. عرّفهم على مفهوم الإنفاق ضمن المعقول و تكلّم معهم عن الادّخار. إذا لم يكن لدى طفلك حساب توفير و لديك القدرة على فتح حساب، اصطحبه إلى المصرف وافتح له حساباً و قم بتسجيل البيانات باسمه.
قم بإشراك أولادك عندما تذهب للتسوق أيضاً، و دعهم يساعدوك في البحث عن أفضل سعر في محلات البقالة. دعهم يرافقوك عندما تتسوق بحثاً عن أشياء مهمة كالأجهزة الكهربائية أو السيارة. يتعلم الأولاد من تجاربهم المعيشية لذلك دع عاداتك الجيدة تساعدهم في تشكيل حياة تدعمها هذه الخبرات.
حتى دفع الفواتير يمكن أن يكون تجربة تعليمية تساعدهم في تشكيل فكرة عن الشيكات و بطاقات الائتمان، و تجعلهم يدركون الحاجة إلى وجود ما يكفي من المال في البنك لتغطية النفقات، و هذا درس قيّم بلا شك.
يُعتَبر التمويل الجامعي موضوعاً رائعاً بالنسبة للمراهقين، حيث يمكنك وصل النقاط بين العلامات الجيدة و المنح الدراسية و الادخار المالي. كما يمكنك أيضاً شرح مزايا البرامج الدراسية المختلفة التي ترعاها الدولة.
إذا وجدت نفسك في ورطة مالية اشرح لهم ما حدث لك، علِّم أولادك كيف ينتشلون أنفسهم من هذه الأوضاع. إنّ القدرة على التعلم من أخطائك ستساعد أولادك على تجنب الوقوع في الأخطاء ذاتها.
دروس من أجل الحياة:
إن الأشياء التي يتعلمها الأولاد وهم صغار وسريعو التّأثّر يمكنها أن تقطع بهم أشواطاً طويلة باتجاه تشكيل الخبرات التي سيمتلكونها لاحقاً في حياتهم، و حتى الأوقات الاقتصادية الصعبة يمكن أن تتحول إلى دروس حياتية قيّمة.
المصدر: