المعلوماتية > عام
مشروع «الدراسة الأساسية» من غوغل لتحديد ما يعنيه أن يكون الإنسان ذو صحةٍ جيدة
غوغل وما أدراك ما غوغل...
الظاهر اني ما رح تتركنا بحالنا إلا لما تعرف كل شاردة وواردة عنا، وطعامها المفضل والوحيد هو البيانات...
خير ليش شو في جديد؟
اتفضل اقرأ هالمقال وعطينا رأيك بالموضوع
منذ ظهورها وعلى مدى الأعوام الماضية،عودتنا غوغل أن طموحها لا حدود له فمنذ انطلاقها كمحرك بحث على الشبكة العنكبوتية
وهي تزداد في التوسع بشكلٍ هائل موفرةً العديد من الخدمات هنا
والابتكارات المميزة فمن سيارتها ذات القيادة الآلية إلى مشروع البالونات لتوفير الإنترنت للمناطق النائية في العالم، ثمّ تبهرنا وتصنع نظاراتها الخاصة هنا
(Google Glass)، هنا بعدها تعدّ العدة وتغزو سوق أجهزة الإنذار والحماية المنزليّة الذكيّة هنا
ثمّ تدخل عالم الروبوتات من أوسع أبوابه، والآن تحضر أدواتها وتختارها بدقة للبدء في عملية تشريح ودراسةٍ دقيقة لجسم الإنسان.
فقد أعلنت غوغل عن إضافة مشروعٍ جديد يدعى (الدراسة الأساسية Baseline Study) إلى مركز أبحاثها السري غوغل اكس " Google X"، وقد صدر هذا الإعلان من مدير المشروع «أندرو كونراد» " Andrew Conrad".
يهدف هذا المشروع ببساطة إلى جمعِ المعلومات الوراثية والجزيئية عن العديد من الناس بأفضل وسيلةٍ ممكنة لتحديد ومعرفة ما يعنيه أن يكون الإنسان ذو صحةٍ جيدة.
فإن كان بالإمكان تحقيق ذلك. فمن المنطقي عندها أنّ أيّ إنسانٍ يحيد عن هذا المعيار يجب أن تكون حالته مدعاةً للقلق، لأنّه قد يكون لديه ميلٌ لتطوير نوعٍ معينٍ من المرض. بعبارةٍ أخرى، إنّها محاولةٌ شاملة لتطوير الطب الوقائي.
«أندرو كونراد»- والذي كان جزءًا من الفريق الذي طور اختباراتٍ منخفضة التكلفة للكشف عن مرض الإيدز في دم المتبرع به- يعمل على هذا المشروع منذ أكثر من عام ٍ مضى، وقد قام بالاستعانة بفريقٍ كبيرٍ من الباحثين، بالإضافة إلى 175 متطوعًا سوف يتبرعون بـ: الدم، والبول، واللعاب، والدموع للتحليل الجزيئي والحمض النووي DNA .
في نهاية المطاف، سيقوم المتطوعون بارتداء أجهزة رصد لتعقب ضغط الدم، ومعدل ضربات القلب، وغيرها من المؤشرات الحيوية، ومن المحتمل أن يضعوا العدسات اللاصقة لرصد نسبة الجلوكوز في الدم، هنا والتي تطورها غوغل منذ فترة سابقة من أجل مرضى السكري.
على مدى السنين سيتم الاستعانة بالمزيد من المتطوعين، وسيضيف كلٌ منهم إلى البيانات الضخمة (BigData) التي يتمّ جمعها، ثمّ ستقوم غوغل باستخدام أدواتها المتطورة في معالجة البيانات لتشكيل صيغةٍ متصورة حول ما يبدو عليه الإنسان ذو الصحة الجيدة، أو بالأحرى، ما يبدو عليه الشخص الذي لديه ميلٌ لتطوير مرضٍ معيّن.
لذا يمكننا القول أنّ الفكرة هي تشكيل دراسة الأساس الذي سيسمح بتحديد العلامات البيولوجية لأكبر عددٍ ممكنٍ من الأمراض في أقرب وقتٍ ممكن.
على الرغم من كل إيجابيات هذا المشروع ستبقى هنالك بعض المخاوف حول موضوع الخصوصية بالطبع، فمن سيملك صلاحيات الدخول الى كل تلك البيانات، و ماذا عن خصوصية المتطوعين؟
بالنسبة لهذا السؤال، فإنّ غوغل كانت على درايةٍ بهذه المخاوف لذا، قامت باتخاذ إجراءاتٍ مناسبة للتأكد من أنّ البيانات المجموعة للمشروع لن يتمّ استخدامها لأيّ غرضٍ آخر، حيث ستسلمّ البيانات المبدئية بالتوافق مع قوانين حماية خصوصية المريض بواسطة مراكز بحثيّةٍ مستقلة، وستتمّ إزالة المعلومات الشخصية قبل أن يتمّ تسليمها إلى كونراد وفريقه.
نقطةٌ أخرى هامة علينا التفكير بها وهي النتيجة النهائية…
فماذا لو نجحت غوغل بمشروعها هذا؟ هل سيتوجب على الناس حينها الخضوع للفحوص الطبية الشاملة قبل الاشتراك بالتأمين الصحي، بحيث تتمّ مقارنة النتائج بتلك الصادرة عن دراسة غوغل؟
إن كان ذلك سيحدث فعلًا، هل ستؤدي بعص العلامات البيولوجية إلى إقصائهم؟ وهل يمكن استخدام العلامات البيولوجية ضد الناس بطرقٍ أخرى، مثل تحديد الحق في الإنجاب أو الترشح للمناصب العامة؟
إنّ مثل هذه السيناريوهات يصعب التنبؤ بإمكانية حدوثها أو عدمه، ولكنّ الشروع في هذا المشروع الجديد سيخوض في الكثير من الانتقادات والآراء المؤيدة والمعارضة قبل الوصول إلى تنفيذ هذا المشروع كما تراه غوغل وتسعى إلى إتمامه بنجاح.
مازلنا لا ندري ما الذي سيحمله لنا هذا المشروع الضخم...
يا ترى، هل سيكون نعمةً أم نقمة؟
أنت ما رأيك؟
المصدر: