الطب > علوم عصبية وطب نفسي

هل يمكن تصنيف الاكتئاب مع الأمراض المُعدية؟

نشرت مجلة Biology of Mood & Anxiety Disorders العلمية بحثًا يقترح إعادة النظر في الاضطراب الاكتئابي الحاد (الشديد) (Major Depressive Disorder (MDD، وإمكانية اعتباره كأحد الأمراض المعدية.

قاد هذه الدراسة الدكتور تورهان كانلي، من جامعة ستوني بروك Stony Brook University في نيويورك، حيث اقترح كانلي أنّ الاكتئاب الحاد يُمكن أن يَنتُج عن عدوى طُفيلية أو بكتيرية أو ڤيروسية. كما قدّم أمثلةً تُوضّح الطرق المحتملة التي تستيطع من خلالها هذه الكائنات المجهرية أن تساهم في التسبب في هذا الاضطراب.

يُعدّ الاضطراب الاكتئابي الحاد مرضًا واسع الانتشار، حيث أن 15 – 20% من السكان قد يعانون منه في مرحلةٍ ما من حياتهم. كما أن الانتكاس (عودة المرض بعد فترة من التعافي) شائعُ بين المرضى، والعلاجات الدوائية لم تتغير بعد.

ولأن الجوانب المسببة لهذا المرض لا تزال غير محدّدة بوضوح، فإن البحث لإيجاد الأسباب يُعدّ ضرورةً أساسيةً للمساعدة في تحسين وتطوير العلاجات.

ويُعلّق دكتور كانلي على هذا البحث قائلاً: "نظراً لهذا السجلّ الحافل للاضطراب الاكتئابي الحاد، فإني أقترح أن ننظر إليه من منظور آخر؛ أي كنوع من الأمراض المعدية". ويُضيف: "إن الأبحاث المستقبلية يجب أن تتركز حول الطفيليات أو البكتيريا أو الڤيروسات التي يمكن أن تلعب دور المسبب لهذا الاضطراب".

قدّم الدكتور كانلي في بحثه ثلاث حججٍ تُوضّح أن إعادة النظر في الاضطراب الاكتئابي الحاد كمرضٍ مُعدٍ قد تكون محاولة مثمرة؛

أولاً، أشار كانلي إلى أن الذين يعانون من الاضطرب الاكتئابي الحاد يظهرون سُلوكًا مَرضيّاً كفقدان الطاقة. كما أن المؤشرات الحيوية الالتهابية لديهم تقترح أصولاً مرضيةً لهذا الاضطراب.

ثانياً، قام بوصف أدلّة بأن الطفيليات والبكتيريا و الڤيروسات قد تصيب البشر بطريقة قد تُغيّر بها سلوكهم العاطفي.

ثالثاً، أعاد طرح مفهوم الجسم البشري كنظام بيئي للكائنات المجهرية، إضافةً إلى دور العامل الوراثي والجينات في نشوء الأمراض.

وبناءً على هذه النقاط، يرى الدكتور كانلي أن إجراء دراسات واسعة النطاق تتضمن مرضى الاكتئاب والشواهد (ممن لا يعانون من الاضطراب الاكتئابي)، مع تطبيق البروتوكولات المتعلقة بالأمراض المعدية، ستكون خطوة بحثية كبيرة في سبيل تحديد الارتباط أو العلاقة السببيّة بين الأمراض المعدية والاكتئاب.

المصدر:

هنا

مصدر الصورة:

هنا