الطب > طب الأنف والأذن والحنجرة
العطاس.. ما هو؟.. ومغالطات شائعة عنه
تبتعد قليلاً وتمسك المنديل، أو تضع يدك على فمك، تُغمض عينيك، ترفع رأسك، ومن ثم.. تعطس بصوتٍ مدوٍّ غالباً، وقد يترافق الأمر مع خروج مادة مخاطية يختلف لونها حسب الحالة الصحية (القشع)، لذلك يُنصح باستعمال المنديل. لكن لماذا نعطس، ولماذا نغلق عيوننا أثناء العُطاس، وهل يتوقف القلب أثناء ذلك؟ لنعرف الإجابة على هذه الأسئلة دعونا نقرأ المقال التالي..
العُطاس أو ما يعرف علمياً بـ Sternutation هو عملية فيزيولوجية تهدف إلى التخلص من الأجسام الغريبة في المجرى التنفسي في الجسم، بُغية حماية الرئتين وباقي الأعضاء الداخلية.
يحدث العُطاس عندما يدخل جسمٌ غريبٌ إلى المجرى التنفسي ويؤثر على الغشاء المخاطي لظهارة الأنف (النسيج الخلوي الظهاري المُبطّن للأنف) مما يؤدي إلى تحريض العصب القحفي الخامس - الذي يُسمى أيضاً العصب ثلاثي التوائم – وينقل هذا العصب بدوره التنبيه إلى الدماغ ممّا يحرض منعكس العُطاس.
ولا تقتصر عملية العُطاس على الجهاز التنفسي لوحده، إنما يُشارك الجهاز العضلي (الذي يؤمّن القوة اللازمة للعطسة) والجهاز العصبي نظير الودي** وتؤدي هذه الأجهزة معاً إلى عطسة سريعة قد تصل سرعتها إلى حوالي 150 كيلومتر في الساعة.
لكن ما الذي يُسبب العُطاس؟
هناك العديد من العوامل التي تؤدّي إلى تهييج الغشاء المخاطي الأنفي، الأمر الذي يُسبب العُطاس، ومن بينها نزلات البرد، بعض المواد المُحسّسة كغبار الطلع، الشعر، الريش ووبر الحيوانات و قد يساهم الدخان والتلوث في ذلك أيضاً؛ وعوامل أخرى موجودة في البيئة مثل العفن، الغبار والهواء البارد قد تكون مسؤولة هي الأخرى عن العُطاس.
قد تكون هذه المُسببات مألوفة بالنسبة لكم حتى قبل أن تقرؤوا المقال، لكن الأمر المثير للدهشة أن البعض قد يعطس عندما يقتلع بعض أشعار وجهه بالملقط، كما قد يحرّض التعرض للضوء العُطاس عند بعضهم وهذا ما يُسمّى Photic sensation ونسبة الذين يعانون من هذه الظاهرة هي 1 من 10 أشخاص وقد تصل إلى 1 من 3 أشخاص (وما تزال الإحصائيات مستمرة)؛ وإن لم يكن ذلك غريباً كفايةً، سأخبركم أن البعض يعطس نتيجة امتلاء المعدة وهو ما يُسمى Snatiation، وإذا كنتم تريدون مزيداً من الغرابة فهناك من يعطس نتيجة الوصول إلى "هزّة الجماع" أو حتى بمجرّد ممارسة الجنس.
لكن لماذا قد تسبب أمور لا علاقة لها بحماية الجهاز التنفسي كتلك المذكورة سابقاً العُطاس؟!
يقترح بعض العلماء أن الأمر يتعلق بأخطاء في أماكن خروج الأعصاب من منطقةٍ في الدماغ تٌسمى Medulla oblongata، وهي المنطقة التي تتحكم بردود أفعال الجهاز العصبي نظير الودي بخصوص بعض النشاطات مثل الجوع والضوء الساطع والشهوة الجنسية.
ولماذا نغلق عيوننا عندما نعطس؟
الإجابة الشائعة عن هذا السؤال، مفادها أنّ ذلك يحمي عيوننا من الخروج من مكانها!
بالتأكيد هذه الإجابة غير صحيحة، فعضلات العين غير كافية لدفعها إلى الخارج. لكن لا توجد إجابة مؤكدة حتى الآن، فالبعض يعتقد أن ذلك يحمي العين من الأجسام التي قد تخرج من الأنف أثناء العُطاس، وربما كان جذع الدماغ هو من يُعطي تعليمات للعضلات المعصرة حول العين أثناء العُطاس كي يتم إغلاق الجفن.
وماذا عن المقولة الشائعة بأن القلب يتوقف عن الخفقان عند العُطاس؟
في الواقع هناك إجابة مؤكدة بأن ذلك خاطئ، فالقلب لا يتوقف عن الخفقان مهما كانت قوّة العطسة.
ويجب أن نعرف أنه من غير الممكن أن نعطس أثناء نومنا، فالأعصاب المسؤولة عن ذلك لا تعمل عند النوم.
الحاشية:
*العصب القحفي الخامس: هو أحد الأعصاب التي تتواجد بشكل ثنائي و تخرج مباشرةً من الدماغ-على عكس الأعصاب التي تخرج من النخاع الشوكي- وعددها عند الفقاريات العليا(الزواحف، الثدييات، الطيور) 12 عصب.
**الجهاز العصبي نظير الودي: هو جزء من الجهاز العصبي الذي ينظم ويتحكم بالأعضاء الداخلية اللاإرادية -أي دون تدخل من الكائن الحي-.
***هزة الجماع: حالة فيزيولجية تتصف بمرحلة عالية من الإثارة الجنسية والرضا، يتبعها حالة من الراحة واسترخاء العضلات.
المصادر:
مصادر الحاشية:
مصدر الصورة: