طريقة جديدة في تحديد العامل الممرض المسبب للسل عن طريق الطفرات

السِّل أو التدرن هو مرض تنفسي مميت منتشر حول العالم، تسببه سلالات مختلفة من بكتريا المتفطرة السِّلية Mycobactrerium tuberculosis. و على الرغم من أنه غالباً ما يصيب الرئتين إلَّا أنه من الممكن أن يصيب أي عضو من أعضاء الجسم، و يستغرق علاجُه بالمضادات الحيوية قرابة ستة أشهر.

وطبقاً لمنظمة الصحة العالمية (WHO) فإن السِّل يحتل المرتبة الثانية بعد نقص المناعة المكتسب من حيث أكبر عدد من الوفيات التي يتسبب بها عامل ممرض واحد حول العالم. هذا المرض يصيب أكثر من 8 ملايين شخص كل عام ويتسبب بموت ما يزيد عن المليون، و معظم هذه الوفيات تحدث في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل.

يقوم جهاز المناعة بحجز العامل الممرض (البكتريا) في حجيرات وذلك في الأشخاص الحاملين للسِّل الذين لا تظهر عليهم أعراض المرض، لذلك فإن الأشخاص الذين ليس لديهم عِلم بأنهم حاملون للمرض يمكنُ أن يقوموا بنقل العامل المسبب للممرض حول العالم.

وقامت دراسة تم نشرها في مجلة "Nature Communications" بوصف العمل الذي قام به فريق بقيادة مدرسة لندن للصحة والطب الاستوائي في المملكة المتحدة باكشتافهم شيفرة وراثية لمساعدة الأطباء والباحثين للتعرف بسهولة على الأنماط المختلفة من مرض السل.

و يقول الدكتور " Taane Clark" كبير المؤلفين والمحاضر في قسم الأوبئة الوراثية والإحصاء الجيني في المدرسة: "هناك اهتمام متزايد بالتقنيات التي تساعد هؤلاء الذين يعالجون مرضى السِّل. إن هذه الشيفرة الجديدة يمكن و بسهولة أن تُطبَّق تُستَخدم في تحديد نوع السلالة التي يتعاملون معها".

أما الدكتور "Ruth McNerne" الناشر المساعد و الخبير في السل والمحاضر في قسم علم الأحياء الممرضة والتشخيص في المدرسة فيقول: "التقنيات الحديثة تجعل من السهل تعقب الطَّفرات، ولكن المادة الوراثية معقدة للغاية ونحن نأمل أن هذه الشيفرة البسيطة ستساعد الناس في أبحاثهم" .

على مدى السنوات ال 70،000 الماضية، كانت بكتيريا السل تتطور جنباً إلى جنب مع البشر، متنوعة إلى عائلات من السلالات والتي تصيب العديد من الناس بطرق مختلفو، وتنتقل من شخص لآخر عبر الهواء.

ولتحديد أصول السل و تتبع كيفية حركته حول العالم قام الدكتور " Clark" و زملاؤه بفحص أكثر من 90 ألف طفرة وراثية في 1600 جينوم لبكتريا المتفطرة السلية، ولاحظ أنَّ ما يقارب ال 7،000 طفرة من أصل ال 90،000 طفرة كانت مميزة للسلالات المختلفة. ولكن الفريق اكتشف أن 62 طفرة فقط كانت كافية لترميز وتحديد كافة السلالات المعروفة من السل.

يقول القائمون على الدراسة بأن الشيفرة هي الأولى التي تغطي كافة السلالات الرئيسية وتُصنِّف العدد الأكبر من السلالت الفرعية بشكل أفضل من الطرق البديلة الحالية، وكما يقول الدكتور "Clark" أيضاً بأنهم سيقومون بجعل اكتشافهم متاحاً لكافة الأطباء والعلماء العاملين على السل كي يستطيعوا أن يتعرَّفوا على السلالات التي يتعاملون معها.

المصدر

هنا