الفلسفة وعلم الاجتماع > الفلسفة
الأنانية الشرطية
إن أحد أنواع الأنانية هو الأنانية الشرطية، هي النظرية التي تجعل من الأنانية مقبولة أخلاقياً أو صحيحة إذا ما قادت إلى نهايات مقبولة أخلاقياً. كمثال على ذلك، فإن السلوك المهتم بالنفس يمكن أن يكون مقبولاً ومشجعاً إذا ما قاد إلى تحسين المجتمع ككل. فإن الاختبار النهائي لا يعتمد على تفضيل النفس وإنما يعتمد على إذا ما تطور المجتمع بالنتيجة. إن مثالاً شهيراً لهذا النمط من التفكير من كتاب #Adam_Smith بعنوان #ثروة_الأمم والتي يحدد فيها المنافع العامة الناتجة عن سلوك نفعي شخصي (مستعيراً نظرية من من الكاتب الأسبق #Bernard_Mandeville وكتابه #خرافةـالنحل ) ويكتب سميث: "إنه ليس من إحسان الجزار، أو الخباز أننا نتوقع عشاءنا، ولكن ذلك من اهتمامهم بمصالحهم الخاصة. إننا نهتم بأنفسنا، ليس بسبب إنسانيتهم وإنما لحبهم للذات، ولا نحدثهم عن ضرورياتنا، وإنما عن منافعهم".
كما يعترف سميث بنفسه، إذا ما قاد التصرف الأناني إلى ضرر المجتمع، فيجب عليه أن يوقف. وبالتالي فإن نظرية الأنانية الشرطية تعتمد على هدف أخلاقي أعلى كفعل قد يصب في المصلحة المشتركة، والتي هي المنفعة العامة. والمشكلة الكبرى التي تواجه الأنانية الشرطية هي اعتماداً على أية معايير يجب أن تستند حدود الأنانية؟ بعبارة أخرى، ما هو تعريف طبيعة المنفعة العامة؟ فإذا ما كان شخصاً مكلفاً كمحكم كبير للجمهور، فإنه ليس من الأكيد ما إذا كان هنالك ضمانة أنه يجسد أو يدافع عن المعيار المحايد للخير وليس من أجل منفعته الشخصية. وأما إذا كان معيارا محايدا هو الذي يضع هذه الحدود، معياراً يمكن تحديده من أي شخص منطقي، فحري بالفلاسفة أن يشرحوا طبيعة هذا المعيار.
في معظم نظريات "الصالح العام"، فإن هناك افتراضاً أن هنالك كيانا جماعياً فوق كل الأفراد التي يتألف منها: العرق، الأمة، الدين، والدولة كأمثلة عن ذلك. ومن ثم فإن الجامعين يحاولون أن يشرحوا ماذا بالتحديد يجب أن يعتمد كمصلحة للجماعة. حتماً، وعلى أية حال، ستظهر الصراعات نتيجة اختلاف المصالح الجزئية، ومن ثم يجب أن تقدم القرارات. وبينما يدعو البعض لحوار دائم (بدلاً من التبديل)، يدعو البعض الآخر إلى الحاجة للقوة للحد من النزاعات التي تبدو مستعصية على الحل. ومع ذلك، فإن الظلال المختلفة للأنانيات تقدم انتقادات صحيحة للنظرية الجمعية: إن الأفراد تفعل... بينما الجماعات لا! وأعمال كارل بوبر عن الفردية المنهجية مصدر مفيد في انتقاد التفكير الجماعي.
المصدر: هنا
مصدر الصورة: هنا