الاقتصاد والعلوم الإدارية > موارد بشريّة
10 نصائح لتجنب النزاعات في أماكن العمل (الجزء الثاني)
نتابع المقال السابق مع النصائح العشر لتجنب النزاعات في أماكن العمل مع النصيحة رقم 5 :
5- لا تأخذ الخلافات بصفة شخصية (لا تشخصن الخلافات)
من المهم جدا ألا تعتبر الخلاف أمراً شخصياً. حاول أن لا تعتبر آراء الآخرين المخالفة لوجهة نظرك رأياً سلبياً بك كشخص أو كزميل عمل، إذ من الطبيعي أن يكون للزملاء آراء مختلفة في المشاريع. فإذا كان لشخص ما وجهة نظر مختلفة، هذا لا يعني بالضرورة أنه يشكك بقدراتك كشخص أو كزميل عمل.
كن متقبلاً للنقد البناء، و تذكر دائماً أن الاستفادة من الخلافات قد يكون مفيداً جداً لمسيرتك المهنية. و لكن إذا كان من الواضح أن الطرف الآخر يهاجمك بشكل شخصي، فأفضل ما يمكن عمله هو الانسحاب وتجنب الرد.
يمكنك بالطبع الرد بهجوم شخصي مضاد، و لكن هذا لن يعكس عدم المهنية فحسب، و لكنه قد يؤدي إلى تصعيد الموقف لمستويات غير مريحة على الإطلاق، و قد يتسبب بعواقب سلبية على المدى الطويل.
إذا قمت بكل هذا و استمر الهجوم الشخصي عليك، ربما حينها عليك التفكير في توثيق ما يحدث و تقديم تقرير عنه لمدير قسم الموارد البشرية في مؤسستك.
4- كرر كلمات خصمك بصوت عال
عندما تكون في خضم صراع ما، كل ما تريده هو أن ينصت لك الطرف الآخر ويفهم موقفك. و لكنك تنسى أن هذا بالضبط ما يريده هو أيضا، أن تستمع له وتستوعب ما يريد إيصاله.
بالطبع إذا كنت تكره شخصاً ما فإنه من السهل جدا تطوير آلية تفكير عدائية أو تنافسية ضده. و مع هذا النوع من التعامل ستتحول الخلافات لمشكلة دائمة، و سيصبح من المستبعد أن تتفهم أي شكوى أو فكرة صادرة عن هذا الشخص.
لهذا عندما يشرح خصمك وجهة نظرة حول أمر ما، أجبر نفسك على الإصغاء، و أثبت انتباهك من خلال اقتباس أقواله. أعد صياغة كلماته بصوت عال ليدرك بأنك مصغ له بانتباه.
إن تكرار كلمات زميلك لن يكسبك فقط تقديره لإصغائك، و لكنه سيمنحك فرصة أفضل لتفهم موقفه. و في النهاية سيصبح حوارك بناءً أكثر، و قد ينشأ بينكما احترام متبادل يكون له أثر كبير على أي تعامل بينكما في المستقبل.
3- كن مستعداً للتنازلات ( تقبل التسويات)
إن التمسك بالضغائن غالباً لن يكون مفيداً في نزاعات العمل، كما أن النظر إلى الخلاف كصراع بين الصح و الخطأ أو الأبيض و الأسود سيزيد من التوتر و سيتسبب في استياء زملائك منك. إن العناد يعطي إشارة للطرف الآخر أنه لا نية لديك للإصغاء أو لتفهم وجهة نظره في القصة. لذلك، لا تدع الخلاف يصل لطريق مسدود. بدلاً من ذلك، أظهر استعداداً للتنازل في بعض جوانب الخلاف. فإن استعدادك لتقبل التسوية يظهر أنك لا تسمح لمشاعرك السلبية بالتحكم بسلوكك أو التأثير على مهنيتك و موضوعيتك. و تذكر أنك إذا كنت تجد صعوبة في تقبل وجهات نظر الآخرين فإن موقفك هذا غالبا لن يكون الحل الأفضل للوضع بغض النظر عما تعتقده. باختصار، إيجاد تسوية مرضية للجميع هو الحل الأفضل لجميع الأطراف.
2- أوجد وسيطاً
إن بعض الخلافات في العمل قد تتحول إلى معارك شرسة جديرة بالتحول لفيلم حربي. فإذا وجدت نفسك تخوض معركة من هذا النوع مع أحدهم قد يكون هذا هو الوقت المناسب لاستشارة وسيط (طرف ثالث).
و يمكنك الحصول على هذه الاستشارة بشكل رسمي أو غير رسمي، فإن طرح الموضوع على شخص نزيه يتمتع باحترام الطرفين يساعد على مناقشة المشكلات بعيدا عن الرسميات، و يجنبك العواقب السيئة المحتملة لاستشارة وسيط رسمي.
ولكن إذا لم يؤد هذا الغرض المطلوب، قد تحتاج للتوجه للمشرف للمساعدة على وضع حل للنزاع. و لكن تذكر إذا قمت بذلك أن تحافظ على أعلى درجة من المهنية، ابتعد تماماً عن الهجوم الشخصي على خصمك، و اطرح مشكلتك بشكل موضوعي و لا تظهر موقفك كردة فعل عاطفية ضد شخص يخالفك بالرأي.
إن الوسيط الرسمي سيساعدك على توضيح الجوانب المختلفة للأمر، فالمراقب الخارجي قد يساهم في تحديد القصور في وجهة نظرك بشكل قد لا تستطيع تقبله من زميل لا تحبه أو على خلاف معه. و هنا تكمن فائدة الوسيط، فهو يساعد في نقل النزاع إلى حيز موضوعي يحقق عدالة أكبر لجميع الأطراف.
1- تقبل الخلافات
و أخيراً، لا شك أن فكرة وجود بيئة عمل خالية تماماً من النزاعات ستكون جذابة جداً، و لكنها فكرة مستحيلة، إذ من غير الممكن تجنب النزاعات بشكل كامل. علينا بدلاً من ذلك أن نتقبل وجود الخلافات كجزء من حياتنا العملية في مرحلة ما على الأقل.
واجبنا هنا هو تعلم كيفية التعامل مع النزاع بشكل إيجابي. لا تدع الخلافات الصغيرة تتراكم ككرة الثلج لتتحول إلى أزمة كبيرة، بل عالجها بأسرع ما يمكن و حاول إيجاد الحلول قبل أن تستفحل الأمور.
يفضل العديد من الناس بالطبع تجنب المواجهة، أو يميلون إلى السلبية العدوانية تجاه الطرف الآخر، و لكن غالبا ما يؤدي هذا إلى جعل الوضع يبدو أسوء.
عندما تعمل على حل مشكلة ما، يجب أن تحرص على أن يكون هذا الحل مرضياً للطرفين. فإذا كنت تشعر بأنك قد انتصرت في هذا النزاع و حققت مرادك، بينما يشعر الطرف الآخر بالانزعاج و الظلم و عدم الرضى عن النتيجة، فتوقع بقوة انفجار المشكلة من جديد.
و أخيراً ...كلما تعلمت مهارات أكثر في التواصل كلما كنت موظفاً أفضل و شخصاً حالاً أسعد بشكل عام.
المصدر: