الهندسة والآليات > التكنولوجيا
كيف يرى مهندسو الباحثون السوريون التكنولوجيا في عام 2024؟
لنتخيل اليوم كيف سيكون احتفالنا برأس السنة بعد عشر سنوات؟
كيف سيكون تأثير التكنولوجيا والربوتات التى يتم تطويرها كل يوم على أسلوبنا بالاحتفال...
المهندسة غمرة رفاعي :
بعد أكثر من نصف عام من انضمامي لفريق الهندسة والآليات في "الباحثون السوريون" بدأت نظرتي للمستقبل تأخذ منحى طريفاً، فصرت أرى المستقبل يعجّ بتقنيات أكثر تعقيداً من التقنيات المعقدة التي نمتلكها بالفعل،ومليء بالروبوتات ووسائل الراحة وطرق الاتصال التي ستلغي المسافة المتبقية بين الناس والشعوب.
لنبدأ مع شجرة الميلاد، أظنّ أن تزيين شجرة الميلاد من أهم وأمتع النشاطات المرتبطة بالعيد، لكنّها قد تكون متعبة في هذا الوقت من العام الذي يعجّ بنشاطات متنوعة من تنظيف وتسوق وتحضيرات للمناسبة، لذلك عوضاً عن أن تنحني لتلتقط كل قطعة من الزينة على حدة، سيكون بجانبك روبوتك المنزلي اللطيف ليعطيك قطع الزينة المختلفة وبعد الانتهاء سيقوم الروبوت العزيز بتنظيف الفوضى التى حصلت ويكمل تنظيف المنزل بأكمله.
أما زينة السيارة والمنزل سيكون لدينا سيارات وجدران قادرة على تغيير لونها كالحرباء لتعطينا الجو المطلوب للمناسبة، وبالنسبة للأطعمة المختلفة بدلاً من أن تقضي السيدات الساعات الطويلة في المطبخ لطهو الطعام سيكون بإمكانهن أن يبرمجن الطابعة ثلاثية الأبعاد لإعداد الوجبة في التوقيت المناسب وبالكمية المناسبة للضيوف الحاضرين، وبهذا تستغلّ السيدات الوقت الذي كنَّ يقضينه في المطبخ لتستمتعن بتسوق الهدايا للعيد، لكن هذه المتعة تسبب الكثير من التوتر والإرهاق النفسي للبائعين لذلك سيقوم الروبوت الذي يقرأ المشاعر بتخفيف الحمل عنهم لتسعد السيدات بخيارات التسوق المتنوعة.
سيشعر الأفراد الذين ابتعدوا عن عائلاتهم بسبب الدراسة أو العمل بقدر أقل من التعاسة لأنهم لن يُجبروا على قضاء الميلاد وحيدين فعلاً، فهم قادرون على لمس مجسمات أهلهم والتحدث معهم خلال المناسبة السعيدة.
وبالحديث عن السفر، ربما لذلك الوقت سيتمكن الناس من الذهاب في إجازة فاخرة إلى القمر أو المريخ بدلاً من جزر المحيط الهادي والكاريبي وإن لم يكن الذهاب إلى الفضاء من ضمن الميزانية يمكن الذهاب برحلة افتراضية جميلة لعدة ساعات إلى الفضاء.
لكن كل هذه النشاطات تحتاج لقدر هائل من الطاقة، إذ تمّ الاعتماد على الوقود الأحفوري للحصول على هذا النوع من الطاقة فإن كوكبنا الجميل لن يبقى جميلاً، وسيصبح بقاؤنا على الكوكب مستحيلاً، لذا سيعتمد الناس في ذلك الوقت على الطاقات البديلة المتجددة كالطاقة الشمسية وطاقة الرياح وغيرها من المصادر المتجددة النظيفة، فيضيئون أشجار الميلاد وزينة العيد من بطارياتهم الشمسية التي قاموا بشحنها في وقت النهار لتضيء لهم الأشجار بالليل. وبدلاً من أن يصبح كوكبنا غير قابل للحياة ستعود الحياة والطبيعة أجمل على كوكب الأرض بسبب انخفاض انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون وربما ستنخفض أعداد البشر المقيمين على الكوكب أيضاً لأن الكثير منهم سيكون قادراً على السكن في المريخ أو أحد الكواكب الأخرى، وبذلك تنخفض معدلات البطالة بين الشباب لأن الكثير من فـرص العمل سيتم تأمينها على سطح الكواكب الجديدة وعلى وسائل نقل الركاب بين الكواكب.
في عام 2024، سيقود الناس الدراجات والسيارات الطائرة لتنخفض بذلك نسبة الازدحام على سطح الكوكب.
إنّ زيادة فرص العمل وانخفاض الازدحام سيجعل الناس أكثر سعادة واسترخاء أثناء العيد.
العيد عام 2024 يبدو جميلاً جداً و أكاد لا أستطيع انتظار هذه الاختراعات لترى طريقها إلى النور لتصبح بين يدي الجميع.
في النهاية أتمنى عيداً سعيداً للجميع، وأتمنى أن يختار البشر توجيه طاقاتهم للعمل وسعادة البشر عوضاً عن توجيها للحروب والنزاعات.
المهندسة ألاء العلي :
"يا تيتة كنا نوصي عالشجرة قبل بشهر، ونفتل ساعة بالسوق بس لنختار الزينة. وإذا بدنا نعايد أهلنا البعاد نحاكيون عالتليفون، ودموع الفرحة تملي عيونا لما نسمع صوتن.. وصدقني كنا نزعل كتير لما نحس إنو اشتقنا لحدا من يلي تركونا وتمنينا لو انن موجودين وعم يحتفلوا معنا"
هكذا كان الميلاد قبل عشرين سنة وحتى وقتنا الحالي، ولكن بعد عشر وعشرين سنة كيف سيصبح الاحتفال مع كل التقدم التكنولوجي الذي نشهده؟!
- الاشتياق إلى أشخاص غادرونا، الحنين إلى لحظات كنا فيها سعداء، لن تسبب لناالحزن، لأننا سنتمكن من رؤيتهم ليس فقط بمخيلتنا، بل عن طريق آلات العودة بالزمن التي ستتيح لنا عيش تلك اللحظات معهم من جديد والاحتفال مع كل من نحب ونشتاق له.
أما وسائل المواصلات التي تسبب أحياناً الكثير من المواقف المزعجة ستتوقف عن كونها مزعجة، فتخيل نفسك تعيش في بلد بعيد عن عائلتك ولا تستطيع أخذ عطلة في فترة العيد سيكون شعوراً بشعاً بلا شك، لكنك لن تضطر للبقاء وحيداً فالسيارة الطائرة ذات السرعة الكبيرة ستوجد لك الحل وتتيح لك قضاء العيد مع عائلتك. أما الوقود لهذه السيارة لن يكون وقوداً تقليديا فالشمس مصدر الطاقة الذي لا ينضب ستؤمن الوقود عن طريق مجموعة ألواح شمسية مركبة على السيارة مع بطارية لحفظ الطاقة واستخدامها عند المساء .
الطبيعة ذات الأهمية الكبرى لأرضنا ستكون من أولويات المنظمات البيئية، وبهذا لن يكون ممكناً قطع الأشجار من أجل عيد الميلاد. الميلاد من دون شجرة ؟! حتماً سيكون غير مكتمل، لكن الطابعات ثلاثية الأبعاد ستكون قادرة على طباعة الشجرة بالحجم الذي تريده، والزينة لن تكون زينة تقليدية فبعد عشر سنوات من الممكن أن تستطيع المركبات الفضائية أن تجلب لنا قطعاً من الكواكب أو من المذنبات التي ستهبط عليها وهذه القطع ستباع في متاجر خاصة. وتلوين هذه القطع أنت من سيقوم به، وباللون الذي تريده حتى لو كان لون القميص المفضل أو لون الفاكهة التي تحب، وذلك بوساطة أقلام تلوين ذات ذواكر يتم وضعها على القميص أو أية قطعة كانت لتخزن اللون فيها وتلون الزينة.
- الروبوتات ستغزو العالم وبتصميمات مختلفة: غزلان عربة بابا نويل ستصبح روبوتات مزودة بمحركات وحساسات خاصة تمكنها من الطيران و الهبوط بشكل آمن.
المهندسة سعاد رمضان :
من خلال تقنيات الواقع الافتراضي والواقع المعزز أصبح بإمكان أي شخص من أي مكان في العالم حضور حفل رأس السنة والألعاب النارية من خلال خوذة وحجرة خاصة ومجموعات من الكاميرات والحساسات الملائمة بحيث يستطيع الذهاب مع أصدقائه لحضور العد التنازلي في أي بلد في العالم.
في مجال الطب والصيدلة ، سيتم ابتكار صيدلية نانوية داخل الجسم لمعظم الأمراض الشائعة مزودة بحساسات تكشف المرض عند دخوله للجسم وتقوم بإعطاء الدواء اللازم دون أن يشعر الشخص لا بالمرض ولا بالدواء الذي تم إعطاؤه، ويجب تجديد هذه الصيدلية كل خمس سنوات.
وبالنسبة للشخص المصاب بفشل قلبي سيتم وصله مؤقتاًبمضخة خارجية بينما يتم طباعة قلب جديد له من بنك خلاياه الجذعية الذي تم أخذها منه عندما كان جنيناً.
وسيتطور الوضع كثيراً بالنسبة لمن فقد قدميه أو أحد أطرافه حيث سيتم تطوير أطراف صناعية بمرونة حركة توازي الطرف الطبيعي تستمد طاقتها للحركة داخلياً من الجسم مدمجة مع عناصر حيوية متكيفة لنوع الوظيفة المطلوبة منها وبدرجة حساسية فائقة.
ولتتم كلّ هذه التطورات، لا بد من أنظمة إدارة الحياة الذكية التي توفر الوقت بكثير من الأمور، فهي نظام إدارة متكامل مع نظام المنزل الذكي الذي يهتم بإدارة أدق تفاصيل بدءاً من اختيار الخزانة إلى الملابس الملائمة صباحاً، التي يتم اختيارها وفقاًلدرجة حرارة الجو وطبيعة الزيارة المستمدة من البرنامج اليومي للشخص، انتهاءً بمتابعة لوازم المنزل وتنظيم برنامج الأسرة اليومي من خلال التواصل مع الهواتف والأجهزة الذكية. كما تقوم هذه الأنظمةبضبط مستوى التغذية لكل فرد ودرجة الراحة المطلوبة وبمراقبة الحالة المزاجية لأفراد الأسرة لضبط مستويات الإضاءة وتعطير البيت بالعطر الملائم.
المهندس كرم حداد :
في أيام الميلاد تتزين الأشجار والطرقات بالأضواء وتغص الشوارع بالباعة والمتسوقين. إلا أنّ عين المهندس يلفتها أشياء غريبة، كالطاقة المستهلكة في أضواء الزينة والوقود المستهلك في العربات المتزاحمة. وفي ساعة صفا على أحد نواصي الطرقات يغفو صديقنا المهندس، فيرى بخياله كيف يمكن أن تصبح الأعياد بعد عقد من الزمن، عقد مليء بالعمل والبحث والهندسة.
طاف خياله بين البيوت، فرآها مليئة بالروبوتات وتزينت بالأضواء العضوية. ورأى بهجة العيد فاضت بين الأقارب بتطور وسائل الاتصال، فأصبح الوجود في المكان ليس حصراً على الموقع الفيزيائي..
لا شعورياً تسللت رائحة حلويات العيد لتشتت انتباهه وتأخذه إلى غرفة المطبخ، حيث رأى صديقنا المهندس كيف أن كل ما في المطبخ أصبح "ذكياً" .. الفرن.. البراد.. الخفاقة.. لكن بالتأكيد أن هذه الرائحة لم تكن لولا جهد ربة المنزل ولمستها السحرية. وبعد أن تناول مهندسنا بعض الحلوى، سار برحلته ليكتشف كيف أصبح العيد في هذا الزمان.
عاد لغرفة الجلوس ليرى أن العائلة قد اجتمعت حول شيء صغير. لم يستطع أن يرى بماذا هم منشغلون. لكنه سمع الأب ينادي ابنه بأن يحضر له الماء. فما إن جلب الماء، حتى نبتت شجرة كبيرة وارفة، لتشغل فراغ الغرفة. لكنها كانت غريبة لم تكن عادية ولم تكن بحاجة للزينة! بل كانت هي الزينة! فقد تلونت أوراقها بألوان الطيف ونبتت عليها ثمار مختلفة فأصبحت بحد ذاتها شجرة مزينة. فتعجب مهندسنا..وتساءل ألهذه الدرجة وصل التطور في هندسة الجينات والنباتات. وبما أنه مهندس كهربائي، فقد زاد هذا الأمر انبهاره بهذه الشجرة. وضحك في نفسه حينما انتبه أنه ومع هذا التطور فما زالت الشجرة بحاجة لقطرات من الماء كي تنبت وإن اختلفت بالشكل والمضمون.
نظر إلى النافذة ليرى كيف أنّ السيارات غدت جميعها تعمل على الكهرباء، وكيف أنّها أصبحت تهتدي طريقها من غير حاجة لسائق. فخفّ الازدحام وخفّت الحاجة للمواقف. لا سيّما أن سيارة أحدهم، تقله إلى السوق وتمضي، وتعود إليه حينما أراد.
ومع كل هذا، إلا أن ما أدهش وأبهر مهندسنا هو رؤية ألعاب الأطفال. على ما يبدو أن ألعاب الفيديو قد اندثرت وولّت.. والحمدلله. وأنّ الأطفال بدؤوا بتصنيع ألعابهم باستخدام طابعات ثلاثية الأبعاد مناسبة لأعمارهم. فصاروا يصنعون في كل يوم دمية، وفي اليوم التالي يصنعون للدمية حاجياتها من الملابس والمتاع. فرأى صديقنا كيف أن تطور التكنولوجيا قد يستطيع إعادة الماضي بصورة تليق بالمستقبل.
وبعدما صحى المهندس من غفوته، علم أنه لم يكن في غفوة! بل أنّ إضاعة وقته جالساً هو الغفوة، فإن لم يقم ويعمل للوصول لما رأى في الحلم، فإنّ كل ذلك سيبقى جزءاً من الأحلام. فلنقم سوياً ولنباشر بالعمل لمستقبل مشرق، يعود فيه العيد مضيئاً كما كان وأكثر..
المهندس محمد الرغبان :
لا ندرِ ما هو مستوى التكنولوجيا وما هو شكل الحياة بعد عقد من الزمن، لكن التقدم المتسارع الذي تشهده كافة المجالات، والهندسية منها على وجه الخصوص، يمكن أن يعطينا لمحة ولو بسيطة عن التقاليدالمتبعة للاحتفال بعيد الميلاد في عام 2024 وعن طبيعة الهدايا التي سيقدمها الناس لبعضهم.
إن التطور الذي يشهده مجال الطابعات ثلاثية الأبعاد سيجعل من هذه التقنية متاحة للجميع خلال العقد المقبل، وسيكون هناك طابعة من هذا النوع في كل منزل تمكن الإنسان من طباعة التصاميم و الهدايا الخاصة به وبتكلفة مقبولة، كما سيكون بالإمكان إرسال الكود الخاص بتصميم إحدى الهدايا إلى الأصدقاء والأقارب ليستطيعوا صنع الهدايا الخاصة بهم.
ستكون المنازل الذكية قد بدأت بالانتشار وهذه المنازل مزودة بأجهزة لخلق الواقع الافتراضي الذي ترغب به. بالمختصر ستتمكن من تغيير ديكور المنزل وتزيينه كذلك ستقوم بتصميم شجرة الميلاد بالحجم و الزينة المرغوبين.
أما الروبوتات، فستصبح أكثر ذكاءً مما عليه اليوم، وبمقدورها المساعدة في أمور عديدة مثل الاهتمام بالمنزل ورعاية كبار السن ومراقبة الأطفال.
وبالنسبة لاختيار الهدايا فإنّ مواقع التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك و توتير وجوجل ستساعدك باختيار المناسب منها لأصدقائك ومعارفك، فبعد عشر أعوام من الآن هذه المواقع ستعرف عنا وعن أصدقائنا ما يكفي لتحديد نوعية الهدايا التي يمكن إرسالها.
في النهاية هذه التوقعات من الممكن حدوثها بالمستقبل.. ومن يدري ..؟ قد لا ننتظر عشرة أعوام أخرى لنراها فبوادرها الأولى قد بدأت بالظهور قبل سنوات من الآن.
المهندس ميشيل عساف :
وسط هذا التطور التكنولوجي الذي نشهده يوماً بعد يوم، والتقدم العلمي الذي يرافقهفي كلّ سنة جديدة..بل في كل يوم نستطيع أن نلمس التطور الجديد والاختراعات الكثيرة والمتنوعة..
تُرى كيف ستكون حياتنا بعد عشر سنين.. وإلى أين سيصل المهندسون باختراعاتهم التي تفوق كل التصورات خاصة أن التكنولوجيا أصبحت جزءاً لا يتجزأ عن حياتنا منذ اللحظة الأولى لاستيقاظنا ..
هي ليست أحلام.. هي حقيقة..
كما في كل صباح.. استيقظت، وبمجرد قولي للستارة "افتحي" تشرق الشمس على غرفتي..
ثم أرتدي نظارتي.. لا هي ليست نظارة طبية.. في حال رغبتك بالاطلاع عليها واقتناء إحداها يمكنك مشاهدة الفيديو .. هنا
أجمل ما في الأمر أنني لا أضطر إلى التفكير بترتيب سريري فهو يرتب نفسه بنفسه.
وشكراً للطابعة ثلاثية الأبعاد.. فوجبة الإفطار .. أهم الوجبات .. سهلة التحضير، كلّ ما علي فعله هو اختيار الوجبة من القائمة الموجودة بالطابعة ثم الضغط على أمر الطباعة وثوانٍ ويكون الفطور جاهزاً، الواقع أن الأمر ينطبق على كل ما أستهلك من أكل وشرب وألبسة، حيث يتم طباعة كل شيء عن طريق طابعات وفقاً لرغبتي ويعاد تدويره يومياً وهكذا.. حتى أنني أقوم بطباعة ثياب العيد وهداياه ..
أخرج إلى الحديقة لمشاهدة التلفاز.. تسألني كيف نجحت بتوصيل الكهرباء له.. دعني أخبرك أمراً، فالشاشة لم تعد بحاجة لأية وصلات، وأصبح بإمكاني مشاهدة التلفاز بوسط الغابة دون القلق بأمر الكهرباء.. فهي عن طريق الشمس أصبحت تولد الكهرباء.. والأمر نفسه ينطبق على الإنارة بالحديقة التي تستمد طاقتها من الشمس والأشجار والنباتات..
أتصفح الجريدة في هذه الأثناء.. والتي من الممكن مشاهدة فيديو بها عن طريق حبر إلكتروني، حيث يكفي أن يكون لدي تقنية Wi-Gig المتطورة التي تمكنني من الاستفادة من إنترنت سريع..
بالنسبة لاعتمادنا على الورق فقد قلّ بشكل كبير حيث أصبحنا نعتمد على الكتب والصحف الإلكترونية، كما أنّ المدارس والمؤسسات التعليمية ودعت الورق واستبدلته بلوحات "سبورة" إلكترونية والأمر نفسه في الكتب والامتحانات تجرى بنفس الطريقة.
أستطيع تسيير أمور عملي وأنا جالس في المنزل، كل ذلك بفضل مكتبي الافتراضي الناتج عن الواقع المعزز، فلم أعد بحاجة لاستخدام الفأرة أو لوحة المفاتيح فأنا أعطي الكمبيوتر التعليمات بحركات اليدين بالإضافة إلى الكلام..
تذكرت اليوم لدى الأولاد درس في كيفية برمجة الروبوتات.. قد أضطر لمغادرة المنزل مما قد يعطل عملي.. لكن لحظة هنالك سيارة غوغل، هذه السيارة لا وجود لمقود فيها فهي تقود نفسها بنفسها لتأخذ الأولاد ثم تعود لتركن بالكراج لوحدها أيضاً .. الواقع أن الكثير من البشر تخلّوا عن القيادة فسيارات القيادة الذاتية أصبحت من الضروريات لأنها أكثر سلامة وأماناً وتقلل الكثير من الحوادث المرورية ..
أما عطلة رأس السنة، فالوقت فيها قصير وكنت سابقاً أحاول جاهداً الحصول على إجازة لأتمكن من السفر.. لحسن الحظ.. اليوم لم أعد أفكر بالأمر كثيراً فلدي طائرتي الخاصة وأنا لست بحاجة لتعلم الطيران فبفضلها يمكنني الطيران حتى لو لم أكن طياراً..
هههه.. هل تظن أنها تقود نفسها بنفسها.. لا هذه ليست سيارة غوغل.. فأنا أضع الخوذة وعقلي هو الذي يتحكم بالطائرة حينها.. بالتأكيد أحرص على الالتزام بحدود السرعة وأنا في طريقي إلى بيت جدي بنصف المحيط.. فهو لن يسرَّ برؤيتي وقد أفسدت الرحلة بمخالفة من شرطي الجوية.
ميري كره بيت
لقد تطورت التكنولوجيا كثيرا في الأعوام الأخيرة فواقعنا الحالي كان مجرد حلم منذ سنين قليلة، اليوم دخلت التكنولوجيا في جميع المجالات وأصبحت جزءا اساسيا من حياتنا، ورغم أن لا أحد يستطيع أن يجزم كيف سيكون المستقبل الا اننا نستطيع أن نرى بوادر التغيرات الجذرية التي ستحصل.
دعونا نغمض أعيننا ونسافر الى عشية عيد الميلاد في 2024 ....
الطاولة مفروشة بكل أصناف الطعام اللذيذ والساخن الذي لم يستغرق وقتا طويلا كالمعتاد فقد حضرته الطابعات ثلاثية الأبعاد بعد برمجة ربات البيوت لوصفاتهن السحرية، ورغم المسافات التي تفصل بين أفراد العائلة الا أنهم اجتمعوا حول طاولة واحدة ليحتفلوا بالعيد معا.
أما المنزل فقد تزين بأجمل الصور والأضواء وحتى شجرة العيد المضيئة الملونة كل هذا انبعث من الشاشات الكبيرة التي تغطي الجدران فالمنازل أصبحت ذكية مبرمجة لتأمن لنا سائر وسائل الراحة والترفيه، فهي تضبط مستويات الحرارة والرطوبة تلقائيا كما أنها ذاتية التنظيف.
ولن يقلق أحد من مهمات التنظيف التي ستقوم بها روبوتات خاصة مبرمجة لأداء كافة المهام في المنزل حتى الإصلاحات وربما بعض المهام المعقدة كالإهتمام بالصغار وكبار السن ..
والآن لقد حان وقت فتح الهدايا التي تغيرت جدا عما قبل، وها هي الفتاة تفتح هديتها وبعيون تلمع من الفرحة فقد حصلت على ما طلبته روبوت جيني من الجيل الثاني وها قد بدأت صديقتها الجديدة التكلم معها، والولد حصل على مجموعة من المكعبات الصغيرة لم يكن متحمسا لها في الوهلة الاولى الى ان اكتشف أنها مصممة لتكوين أي شكل يريده فكل ما عليه ان يصمم الشكل ثم يدخل بياناته والمكعبات ستتراكب لتشكله، اما الأم حصلت على كتابها المفضل مع سترة لكن لم تكن هذه الهدية اعتيادية فالسترة مصممة لتدخل القارئ الى عالم الكتاب فيحس بما تحسه الشخصيات ويسمع ما تسمعه، وأخيرا حصل الأب على بدلة جديدة مصنوعة من الياف تفاعلية تميز مشاعر الناس وتستخدم تكنولوجيا النانو لتحفز مرتديها ليتفاعل بشكل موافق، فلن نحتار بعد اليوم بمعرفة حقيقة مشاعر الناس وأحاسيسها.
وبعيدا عن عالم الخيال كلنا نسعى لمستقبل أفضل وأكثر راحة وانتاجا للجميع وسبيلنا الوحيد لذلك هو العلم والعمل فهيا نبدأ العام الجديد بكل اصرار واجتهاد ويوما ما سنرى كلما تمنيناه حقيقة
-----------------------------------------------------------------------
الدكتور مهند ملك :
سنستطيع بعد عشرة أعوام من الآن الوصول لأول نانوروبت...
من يعلم قد تكون الخطوة الأولى لنستطيع تحويل أفلام الكرتون إلى حقيقة.. حيث نرسل العديد من الروبوتات إلى داخل الجسم لتصارع تلك المخلوقات الشريرة..
بعد عشرة أعوام سيكون للرياضيات دور عظيم في تطوير مجال البيولوجيا... وسيكون للبيولوجيا الجافة ( تجارب البيولوجيا الافتراضية عبر الكومبيوتر) دور هام جداً في تطوير الأدوية وفهم العالم الذي نعيش فيه.
بعد عشرة أعوام سيكون البشر قد انتهوا من مشروع العقل البشري الإلكتروني وأوجدوا علاجاً للباركنسون والزهايمر.
بعد عشرة أعوام سنستطيع الذهاب إلى المخبر المجاور لمنزلنا ونطلب فك الشيفرة الجينية لنحصل على النتيجة بعد ساعة بكلفة ١٠ دولارات.
بعد عشرة أعوام سنستطيع تسجيل أوّل حلم بشكل كامل ومفصّل... دعوني أحلم.
سنعالج بعض السرطانات.. وسنكتشف أسباب بعضها وسنبقى نبحث عن حل لبعضها.
ستظهر أمراض سببتها بكتيريا مقاومة لكل المضادات الحيوية التي أخذناها دون اتباع ارشادات الطبيب.. سيكون للكوانتم بايولوجي دور هام في فهم العديد من الظواهر التي لم نكن لنفهمها دونها، وسيقتنع الكثير من علماء الطبيعة أنّ الكوانتم بيولوجي حقيقة.
بعد عشرة أعوام.. وربما بالقريب العاجل سيفتتح الباحثون السوريون مركزاً للقيام ببحوثهم في بلدهم محتفلين بعيد انتهاء الحرب في وطنهم الغالي سورية..
هل تظن أن جميع الاختراعات التي تم ذكرها هي محض خيال.. للأسف ظنك ليس بمحله فهي كلّها حقيقة وكلّها اختراعات توصّل إليها العلماء.
كلنا سمعنا عن تقنية Wi-Fi،لكن ماذا عن تقنية Wi-Gig؟ هنا
ما هو الجديد في شبكة الجيل الخامس؟ هنا
نظارة غوغل عين على المستقبل هنا
Google .... تصمم سيارتها و لكنها تنسى المقود هنا
تعال اطبع سيارتك عنا هنا
العالم بعيون تقنية الواقع المعزز هنا
شاشات الحبر الإلكتروني هنا
سرير يرتب نفسه تلقائياً هنا
قراءة صور الوجوه من الدماغ البشري هنا
مادة جديدة تجمع بين الخلايا الشمسية وبين شاشات العرض هنا
التحكم بالطائرة عن طريق عقلك فقط هنا
تدقيق: سارة خلوف