علم النفس > الأطفال والمراهقين
خبر قد يصعق الكثيرين: بابا نويل كذبة..!
قد يرتبك الأهل حيال تقبّل أبنائهم لحقيقة بابانويل، إلا أن معرفة الأبناء لهذه الحقيقة تسبّب المزيد من القلق لأهاليهم...!
هذه هي النتيجة التي توصل إليها عالما النّفس في جامعة تكساس 'Carl Anderson' و 'Norman Prentice'، حيث قام هذان العالمان في إحدى الأبحاث في مجلة علم نفس الطفل والتّطور البشري بإجراء مقابلات مع 52 عائلة ممن لديهم أطفال في المرحلة الإبتدائية و قاموا بسؤال كلّ من الأهل والأطفال عن تجربة العائلة فيما يخصّ بابا نويل، و ما وجدوه كان مفاجئاً فعلاً!
فقد كانت ردّة فعل الأطفال إيجابيّةً بشكل مفاجئ إبان اكتشافهم حقيقة بابا نويل كونه كذبة، و بينما وصف الأهل شعورهم تجاه اكتشاف أولادهم للحقيقة بالحزن، كان شعور الأطفال بخيبة الأمل و الحزن و الغضب محدوداً و قصيراً، أضف إالى ذلك أنّ %58 منهم تظاهر بتصديق وجود بابانويل حتى لا يخيّبوا أمل أهاليهم.
بالنسبة لردة فعل الأطفال عند معرفة الحقيقة فقد أظهروا مشاعر إيجابيّة وسلبيّة أقوى من الوالدَين، تراوحت بين الاندهاش، الفرح، الرّاحة، الحزن، وخيبة الأمل، إلّا أن هذه المشاعر لم تكن بشديدة، ولم يكن الأطفال الذين علموا الحقيقة من أهاليهم أكثر حزناً من الذين علموا بها بأنفسهم، وذلك بعكس التوقع السائد.
وأما الأهل، فحين طُلب منهم وصف شعورهم إزاء معرفة أبنائهم لحقيقة بابا نويل، كان الحزن (%40) هو الشّعور الأكثر وصفاً لديهم تجاه هذه التجربة التي تدلّ على مدى النضج الذي وصل إليه أولادهم، بينما شعر (%26) منهم بالرّاحة، (%24) بخيبة الأمل، و(%6) فقط بالفرح والسّرور، فيما لم يبدِ أيّ منهم شعوراً بالغضب.
ومن الأسئلة المثيرة للاهتمام هو كيف يقوم الأهل بإبقاء هذه الأسطورة على قيد الحياة، وفيما كانت جهودهم هذه تعود بأية نتائج؟
في إطار الإجابة وجدت الدراسات أن تصرّفات الأهل دعمت اندماج أبنائهم بأسطورة بابانويل لما تأمّنه من الإثارة والمرح %94 إضافة إلى شعور اللحمة الذي تسبّبه الأسطورة %85.
قام الأهل بتعزيز هذه الفكرة لدى أبنائهم عن طريق قراءة قصص، مشاهدة أفلام، و غناء أغنيات لسانتا، بالإضافة إلى تلفيق قدومه إلى المنزل وترك آثار أقدامه على الأرض.
بالنسبة للطريقة التي يكتشف بها الأطفال الحقيقة عن بابا نويل، ففي %54 من الحالات قام الأطفال باكتشاف هذه الحقيقة بأنفسهم، بينما قام الأهل بإخبارهم بها في ثلث الحالات تقريباً %33
أمّا باقي الحالات، فقد علموا بها نتيجة فهمهم و تحليلهم الخاص لهذه الفكرة أو سؤال أهلهم عنها %13. يشير التّحليل الدقيق لمعطيات هذه الدّراسة إلى أن الفهم النّهائي لهذه الحقيقة كان على شكل عدم تصديق متدرّج وليس فهم مفاجئ لها.
فعند سؤال الأطفال إن كانوا قد شكوا سابقاً بإمكانية كون بابانويل غير حقيقياً، أجاب 41 طفل أي %79 من الأطفال بوجود شكوك سابقة حيال هذا الموضوع.
وأخيراً، فإن تقدير الأهل للسّن الذي علم فيه الطفل كان مشابه لما صرّح به الطفل أيضاً، وهو سن السابعة تقريباً، وتباين ذلك بشكل بسيط بين الفتيان الفتيات، كما لوحظ اكتشاف مبكّر لهذه الحقيقة عند الأطفال ذوي نسبة الذكاء IQ المرتفعة.
المصدر: