الطب > السرطان
تصنيف الخلايا السرطانية المهاجرة للتنبؤ بانتشار وعدوانية الورم
يبدي الأطباء والباحثون في مجال السرطان اهتماماً كبيراً في أساليب تحليل الخلايا السرطانية المتنقلة لأنها توفر طرقا ً لتحديد مدى عدوانية الورم دون الحاجة إلى أخذ خزعات مباشرة منه.
إن الأجهزة التي تقوم بالتقاط الخلايا السرطانية المتنقلة في مجرى دم مرضى السَّرطان هي قيد الاستخدام حالياً، ولكنها لا تستطيع التمييز بين الأنواع المختلفة من الخلايا السرطانية، فهي ببساطة تقوم بعدّهم جميعاً معاً، وتعطي مؤشراً على عدوانية الورم، فكلَّما زاد عدد الخلايا السَّرطانية في الدَّم زادت احتمالية انتشار السَّرطان. ولكنها لا تستطيع تحديد ما إذا كانت العينة تحتوي على نسبة عالية أو منخفضة من الخلايا السرطانية الأكثر عدوانية.
قام الباحث Shana Kelley وهو بروفيسور في كلية الصَّيدلة في جامعة تورنتو بكندا وزملاؤه وبحسب البحث المنشور في مجلة Angewandte بتطوير جهاز يستطيع فرز الأنواع المختلفة من الخلايا السرطانية المتنقلة، والقيام بتنبؤ أفضل حول إنتشار السرطان.
يعمل الجهاز عن طريق تعليم الخلاية السرطانية المتنقلة بواسطة الجسيمات النانوية ثم تصنيفها إلى مجموعات فرعية منفصلة على أساس نمطها الظاهري (phenotype) أو خصائصها الجزيئية، مما يعطي لمحة عن وضع الخلايا السَّرطانية الموجودة في دم المريض.
وقد أثبت الجهاز أنَّه أكثر فعالية من طرق الفرز المستخدمة حالياً.
تم إختبار الجهاز الجديد على عينات تم جمعها من 20 مريضاً يعانون من سرطان البروستات، ووجد الباحثون مستويات كبيرة من الخلايا السرطانية المتنقلة في جميع المرضى، ولكن لم يكن لجميع العينات المزيج نفسه من هذه الخلايا - كانت التصنيفات الثانوية للخلايا متنوعة بشكل كبير - على الرَّغم من أنَّ جميع المرضى قد تلقوا تشخصيات سريرية متشابهة جداً.
ورغم أنَّ الدراسة لم تشمل سوى عدد قليل من المرضى، يخطط الباحثون الآن لاختبار الجهاز على عينات لكل من مرضى سرطان الثدي، القولون، المبيض، الرئة والبنكرياس. ويعملون حاليا ً على تطوير حساسية الجهاز ليكون في النهاية قادر على إعطاء معلومات مفيدة عن الخلايا السرطانية المتنقلة، ممَّا يؤدي إلى تشخيص ونتائج أفضل للمرضى، ويأمل الباحثون باستثمار فرص جديدة للبحث تؤدي لدقة تشخيصية أكبر بدون اللُّجوء إلى الجراحة.
المصدر:
مصدر الصورة: