الطب > مقالات طبية
التدخين مضر بصحة المراهقين، وإن كان متقطعاً!
التدخين هو أحد أكثر العادات السيئة شيوعاً، مع ما يقارب 46،6 مليون مدخن بالغ حول العالم، ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية WHO فإن التبغ يعد المسؤول عن قتل ما يقارب 6 ملايين شخص سنوياً. وبالتأكيد فما من أحد منا لم يعرف شخصاً مدخناً في حياته، إن لم يكن هو واحداً منهم.
تنقسم فئة الشباب المدخنين إلى عدة أقسام:
- مدخنون بشكل يومي وكثيف.
- مدخنون بشكل يومي ولكن لعدد قليل من السجائر.
- مدخنون "في المناسبات" هنا وهناك.
- مدخنون للشيشة "الأركيلة/النرجيلة".
ومنهم من لم يجرب التدخين قط في حياته.
تكمن المشكلة في اعتقاد الكثير من الشباب بأن التدخين بشكل خفيف أو متفرق "في المناسبات" غير ضار. إلا أن دراسة جديدة تقول بأن هذا ليس صحيحاً إطلاقاً.
وفقاً لجمعية الرئة الأمريكية فإن السجائر تحتوي على أكثر من 7 آلاف مادة كيميائية؛ 69 مادة منها مسببة للسرطان، وبكل سيجارة يدخنها الشاب فإنه يعرض جميع أعضاء جسده لهذه المواد الكيميائية الضارة بشكل مباشر حتى ولو كانت سيجارة واحدة كل بضعة أيام، بل حتى السجائر التي تدخنها من وقت لآخر بشكل متقطع قد تؤدي إلى مشاكل صحية جدّية وخطيرة في المستقبل.
أجريت دراسة على 24658 من المراهقين المدخنين "الدائمين أو بشكل متقطع"، اعتقد حوالي 25% منهم أن التدخين الخفيف والمتقطع لا يسبب أي ضرر، وعلى وجه التحديد فإن 35% من المدخنين بشكل خفيف (بضع سجائر باليوم)، و16% من المدخنين بشكل متقطع (بضع سجائر كل عدة أيام) قد صرّحوا أن مستويات التبغ التي يتعاطونها ليست ضارة باعتقادهم. ومن جهة فقد أجمعوا على أن التدخين المستمر له أضرار كبيرة على الجسم، إلا أن هذا الضرر يصبح أقل بالتوازي مع الانخفاض في معدل التدخين من جهة أخرى في رأيهم.
في حين نجد أن 64% من المراهقين المشمولين بالدراسة قد صرحوا بضرر التدخين الكبير حتى ولو كان بشكل خفيف "بضع سجائر باليوم"، بينما قال 33% فقط أن التدخين على فترات متقطعة قد يكون مضراً جداً.
على الرغم من نجاح حملات التوعية الصحية في إقناع الشباب بمدى ضرر التدخين بشكل مستمر، إلا أن الرسالة لم تصل بشكل كامل بعد، فالضرر هو ذاته سواء أكان التدخين مستمراً أو متقطعاً أو حتى في المناسبات.
من جهة أخرى نجد أن التخلص من التدخين في مراحله الأولى "أي عندما يكون التدخين بسيطاً ومتقطعاً" يكون أكثر سهولة، ذلك أن الإدمان على النيكوتين لا زال في بدايته ومن السهل العودة عنه. وبوجود المساعدة المناسبة التي توضّح مخاطر التدخين، فسينجح بالإقلاع عن التدخين والعودة لحياته الصحية، وكلما كانت هذه المساعدة أبكر كانت حاسمة أكثر، خصوصاً أن معظم المدخنين قد بدؤوا بالتدخين في سن الثامنة عشرة أو قبله بقليل.
أخيراً، فإن توعية المراهقين عن أضرار التبغ تعد من أهم الخطوات وأكثرها فعالية، والتي يجب على منظمة الصحة العالمية WHO وجميع المنظمات الصحية القيام بها.
يجب علينا أن نتأكد من أن جميع الشباب قد فهموا جيداً مدى خطورة التبغ، تلك هي الخطوة الأولى للحد من تعاطي التبغ على المستويين الوطني والعالمي.
المصدر:
مصدر الصورة: