علم النفس > القاعدة المعرفية

اضطراب قصور الانتباه وفرط الحركة ADHD.

إنّ اضطراب قصور الانتباه وفرط الحركة 'ADHD' هو أحد أكثر اضطرابات الطفولة شيوعاً، وقد يستمر خلال المراهقة والرشد، حيث تشمل الأعراض صعوبة التركيز وتشتت الانتباه، وصعوبة السيطرة على السلوك، بالإضافة إلى الحركة المفرطة.

يصنف هذا الاضطراب إلى ثلاثة أنماط فرعية: 1. نمط يغلب عليه الاندفاع وفرط الحركة: تصنف فيه معظم الأعراض (6 أو أكثر) ضمن الاندفاع وفرط الحركة، وتقل فيه الأعراض التي تشير إلى قصور الانتباه (أقل من 6 أعراض)، إلا أن قصور الانتباه يبقى حاضرا إلى حد ما.

2. نمط يغلب عليه قصور الانتباه: تصنف فيه معظم الأعراض (6 أو أكثر) ضمن قصور الانتباه، ويشير القليل منها (أقل من 6 أعراض) إلى الاندفاع وفرط الحركة، لكنه يبقى حاضرا إلى حد ما. هذا ويواجه الأطفال في هذا النمط صعوبات أقل في الانسجام مع أقرانهم، ويجلسون بهدوء دون إبداء أي الانتباه لما يقومون بفعله؛ وبذلك قد يغفل الأهل والأساتذة عن كون الطفل يعاني من هذا الاضطراب للأسف!

3. نمط مشترك: يجمع بين قصور الانتباه وفرط الحركة: تظهر 6 أعراض أو أكثر لقصور الانتباه بالإضافة إلى 6 أعراض أو أكثر لفرط الحركة في هذا النمط. وهو النمط الأكثر شيوعا.

ما هي أسباب ADHD؟ لا يستطيع العلماء تأكيد أسباب هذا الإضراب، على الرغم من أن دراسات عديدة أشارت إلى أن الجينات تلعب دورا كبيراً. وكالعديد من الامراض فإن ADHD هو نتاج مجموعة من العوامل. فبالإضافة إلى الوراثة؛ يرى العلماء من العوامل البيئية والأذيات الدماغية والتغذية والعوامل الاجتماعية أسبابا تساهم في ADHD.

الجينات (المورّثات)*: أشارت دراسات عالمية على التوائم أن ADHD يشاهد في العائلات؛ ويبحث العلماء عن الجينات التي يحتمل أنها سبب الاضطراب. فقد تساعد المعرفة بدور الجينات في هذا الاضطراب في منعه قبل تطور الأعراض. كما أن تحديد الجينات المعنيّة سيقود لعلاج أفضل.

الأطفال الذين يعانون من ADHD والذين يحملون نسخة من جين معين؛ يمتلكون نسيجا دماغيا أقل ثخانة في المنطقة الدماغية المرتبطة بالتركيز، ويشير بحث لـNIMH أن هذا الأمر لم يكن ثابتا، وعلى كل حال فإن أدمغة الأطفال مع هذا الجين كانت قد تطورت لاحقا بشكل طبيعي وبثخانة نسج طبيعة وقد تزامن ذلك مع تحسن الأعراض.

العوامل البيئية: تشير الدراسات إلى رابط محتمل بين الاضطراب وبين التدخين وتناول الكحول أثناء الحمل. بالإضافة إلى ذلك، فإن الأطفال قبل سن المدرسة والمعرّضين لمستويات عالية من الرصاص هم أكثر عرضة لتطوير ADHD.

الأذيات الدماغية: الأطفال الذين كانوا قد تعرضوا لأذيات دماغية قد يُظهرون أعراضا شبيهة لأعراض ADHD، في حين أنّ نسبة ضئيلة من الأطفال مع اضطراب ADHD كانوا قد عانوا من أذية دماغية! السكر: تنتشر فكرة شائعة حول إمكانية أن يسبب السكر اضطراب الـ ADHD ولكن الأبحاث التي تنفي هذه الفكرة أكثر من تلك التي تدعمها. في إحدى الدراسات أعطى الباحثون الأطفال أغذية تحتوي إما على السكر أو على بدائله؛ ولم يُظهر الأطفال الذين تناولوا السكر فرقا في السلوك أو في القدرة التعلمية عن الأطفال الذين تناولوا بدائل السكر . وأظهرت دراسة أخرى أن أطفالا تناولوا كميات أعلى من المعدل المتوسط لتناول السكر نتائج مشابهة للدراسة السابق ذكرها.

وفي دراسة أخرى، أُعطي الأطفال ذوي الحساسية للسكر الأسبارتام (وهو محلٍّ صناعيّ) كبديل للسكر، وعلى الرغم من أن الأسبارتام كان قد أُعطي لجميع الأطفال في هذه الدراسة؛ إلا أن أمهات نصف الأطفال أُخبِرُوا أن أطفالهن قد تناولوا السكر، وأُخبِرَ النصف الثاني منهن أن أطفالهن قد تناولوا الأسبارتام فقط.

وتقول الأمهات اللواتي "ظنن" أن أطفالهن قد تناولوا السكر بأن الأطفال صاروا أكثر نشاطا من غيرهم وكانوا أكثر حدة في سلوكهم، مقارنة بالأمهات اللواتي ظنن أن أطفالهن قد تناولوا الأسبارتام! المواد المضافة للأغذية: تشير دراسة بريطانية حديثة إلى رابط محتمل بين استهلاك مواد معينة تضاف للأغذية كالألوان الاصطناعية والمواد الحافظة، وبين ارتفاع النشاط. في حين أن الدراسة مازالت جارية لتأكيد النتائج ومعرفة المزيد حول العلاقة القائمة بين زيادة النشاط والمواد المضافة.

سنتحدث في الجزء القادم عن الطرق المتبعة في تشخيص هذا الاضطراب، فترقبونا :)

المصادر:

هنا