كتاب > روايات ومقالات
فيرونيكا تقرر أن تموت.. بين إرادة الموت و الحياة
قد تكثر الأقنعة التي نرتديها ولا نتمكن من إزالتها حتى في خلوتنا، لكن ماذا لو علمنا أن وجوهاً تحتها لم نألفها ستكون محببة لنا لوعرفناها، ماذا لو خرجنا إلى النور وحدقنا في أرواحنا، لربما كشفنا كنوزاً كثيرة، وأزلنا مخاوف متشبثة في أجسادنا دون مبرر، ماذا لو قررنا أن نحيا من جديد في عالم آخر وبروح جديدة؟
تخيل أن سوداوية أفكارك دفعتك للانتحار وبدل أن تجد نفسك قد وصلت إلى الخلاص، تستيقظ لتجد روحك مكبلة بمخاوفك في سرير داخل جحيم من نوع آخر، ماذا كنت ستفعل؟
فيرونيكا بطلة الرواية قررت أن تكسر قيود الحياة التي كبّلتها لسنين طويلة بعد أن توازى عندها الموت والحياة لتختار الموت، فاختارتها الحياة.
باشرت بالانتحار ثم استفاقت في ذهول لتعي أنها في جحيم الحياة لا الموت، وجدت نفسها في مصح عقلي مع مجموعة من المجانين، أُخبرت بأنها ستموت في غضون أيام بسبب أذية في قلبها بعد محاولة الانتحار، إلا أن الفترة الفاصلة بين الحياة و الموت أعادت نظرها في معنى الوجود من جديد لتقرر أن تعيش حياة بأكملها في الأيام المتبقية بعد أن أهدرت سنيناً في الانصياع لرغبات الآخرين بعيداً عن أحلامها ورغباتها، عندما اقتربت من النهاية سمحت لنفسها أن تعيش في عالم من التناقضات، فأدركت معنى الحب والغضب، الحقد والكره، الرغبة والفضول، في عالم لا تفرّق به بين الجنون و التّعقّل.
تدور أحداث الرواية لتسرد حياة خمس شخصيات تعيش في المصح العقلي، تعود في واقعها لأشخاص لهم مكانتهم في هذا المجتمع إلا أن انقلاب دورة الحياة أوصلتهم إلى هذا المصح، تتراوح حالاتهم بين الفصام والاكتئاب والذعر ومحاولة الانتحار ويجمعهم الجنون، إلا أن موت فيرونيكا الوشيك والذي علم به الجميع قد بث فيهم ذبذبات الحياة من جديد.
تصل إلى نهاية الرواية لتجد نفسك في دوامة التفكير من جديد في معنى الجنون، فكلنا بشكل أو بآخر مجانين لكن كل على طريقته، كما وتضيء لنا جانباً بسيطاً في حياتنا التي نمارسها كل يوم، لتدعنا نقف حائرين بين أن نختار الموت في عالم الأحياء أم ندع الشمس في حياتنا تشرق من جديد.
الرواية: فيرونيكا تقرر أن تموت
الكاتب: باولو كويلو
دار النشر: دار الهلال
ترجمة: ظبية خميس
عدد الصفحات: 202 قطع متوسط.