علم النفس > القاعدة المعرفية
اضطراب قصور الانتباه وفرط الحركة: العلاج ودور مضادات الاكتئاب خلال الحمل.
تعمل أساليب المعالجة حالياً على تخفيف حدة الأعراض وتحسين أداء الوظائف، وليس الشفاء؛ إلا أنه من الممكن للكثير من المصابين بهذا الاضطراب أن يحققوا النجاح في الدراسة ومجالات الحياة. تتنوع أساليب العلاج، من الدوائية إلى النفسية والسلوكية أو حتى التعليم و التدريب، وتكون الحاجة للعلاج الدوائي أقل لدى المرضى الذين يتلقون علاجا سلوكياً. إنّ الأدوية الأكثر شيوعا في هذه الحالة هي المنشطات، كالريتالين (Ritalin)، على الرغم من أنّ استخدام المنشطات لعلاج اضطراب كهذا يبدو غير أمراً غير اعتيادياً؛ إلا أنها في الحقيقة تملك تأثيرا مهدئاً على الأطفال المصابين بالـ ADHD.
من الهام جداً الالتزام بالجرعات الصحيحة، فعدم التقيد بها سيجعل الأمر أسوء، و خاصة في الحالات التي تترافق مع اضطرابات أخرى كالاضطراب ثنائي القطب (Bipolar Disorder). ويعمل الباحثون على تطوير المزيد من العلاجات الفعالة، ويستخدمون تقنيات جديدة كتصوير الدماغ، وذلك لتحقيق فهم أكبر للحالة وإيجاد المزيد من الطرق الفعالة للعلاج والوقاية.
- الأدوية المضادّة للاكتئاب و ADHD: أجريت دراسة في مستشفى 'Massachusetts' العام في الولايات المتحدة شملت 7800 طفلاً بين عمري 2 و 19 سنة، وجدت أنّ خطورة تعرض الأطفال لاضطراب ADHD تزداد لدى تناول الحوامل لمضادات الاكتئاب أثناء الحمل، حيث تبين أن هؤلاء الذين تعرضوا لمضادات الاكتئاب أثناء الحياة الرحمية هم أكثر احتمالاً للإصابة بـ ADHD، وفي حال توقفت النساء عن تناول هذه الأدوية أثناء الحمل فإن الخطر سيتناقص بشكل واضح. تعاني واحدة من كل سبع نساء من الاكتئاب أثناء الحمل، لذا تنصح NHS (National Health Service) الأطباء بتوخي الحذر عند وصف مضادات الاكتئاب للحوامل والاقتصار على وصفها فقط في حال كان الخطر الناتج عن الاكتئاب أهم من أي مخاطر أخرى؛ ذلك أنّ تناول مضادات الاكتئاب أثناء الحمل هو أمر غير محبّذ أثناء الحمل وخاصة في مراحله المبكرة.
هذا وتعتمد الاستثناءات على حدة الاكتئاب، فإن كانت المرأة مصابة أصلاً بالاكتئاب، فإن إقلاعها عن العلاج سيزيد من حالتها سوءاً، ويشير هذا البحث إلى وجوب الحذر والانتباه إلى أهمية الموازنة بين خطر ADHD وبين خطر الاكتئاب، حيث أن الاكتئاب أثناء الحمل يتسبب للطفل وأمه باختلاطات صحية، وإنّ إيقاف مضادات الاكتئاب أثناء الحمل سيضاعف خطر النكس بمقدار خمس مرات.
وفقا لـ NHS فإن اضطراب ADHD ينتشر بسرعة في المملكة المتحدة، ويرى البعض أن السبب وراء هذه النتائج هو الوعي المتزايد حول وجود هذا الاضطراب! أي بمعنىً آخر، إن مزيداً من الأهالي بدؤوا بملاحظة أعراض هذا الاضطراب على أطفالهم ومراجعة الطبيب بفضل انتشار الوعي عن المرض. ووجدت الدراسة الجديدة -والتي شملت 2200 طفلا من ذوي ADHD و5600 طفلا سليما- أنّ ارتفاع فرص الإصابة بـADHD عند الأطفال الذين تناولت أمهاتهم مضادات الاكتئاب أثناء الحمل هو ذو خطورة متوسطة، كما وأشارت إلى عدم وجود رابط بين تناول مضادات الاكتئاب أثناء الحمل وبين ارتفاع خطر إصابة الأطفال بالتوحد، لذا ينبه 'Roy Perlis' والذي قام بقيادة البحث إلى أن النتائج التي توصل إليها البحث الجديد لا يجب أن تثني الحوامل المصابات بالاكتئاب عن الالتزام بالأدوية الموصوفة لهن، حيث أنّ الاكتئاب الذي لا يخضع للعلاج يشكل خطرا حقيقياً على كل من الأم وطفلها. وبالتالي، يجب على النساء الخاضعات للعلاج بمضادات الاكتئاب واللاتي حملن أو كنّ يخططن للحمل أن يعلموا أن الأدوية الموصوفة لهن لن ترفع من خطر إصابة أطفالهن بالتوحد.
ليس من الواضح بعد كم يُعدّ تأثير مضادات الاكتئاب على خطورة الإصابة بـ ADHD مهماً، لكنه يُعدّ أصغريّاّ مقارنة بالعوامل الجينية، ولذا، فإن الأمر بحاجة للمزيد من الدراسة والبحث الأشمل. من منظورٍ آخر؛ فإن احتمال أذية الطفل بسبب ارتفاع خطر إصابته بـ ADHD أو بالتوحد هو أقل بكثير من الخطر الذي يحدق به عندما تعاني والدته من الاكتئاب، ناهيك عن أن اكتئاب الأم خلال حملها قد يودي بها نحو الانتحار.
المصادر: