العمارة والتشييد > جوائز ومسابقات معمارية
جائزة AUDI للتصميم العمراني المستقلبي لعام 2014
تقوم شركة أودي Audi كل عامين باستضافة جائزة التصميم العُمراني المستقبلي (AUFA) حبث تُجري مسابقة بين عدة مدن من مختلف أنحاء العالم لاستكشاف توجهات التنقل في المستقبل، والتوصل إلى حلول مبتكرة. وفي هذا العام اختارت منظمة AUFA كل من (مكسيكو سيتي وبوسطن وبرلين وكان ).
هدف المشاركة في التحدي هو الرد على السؤال التالي: كيف ستُشكل بيانات تنقل المدن الكبرى في المستقبل؟ حيث طُلب من المجموعات المُشكلة في المدن الأربع خلق رؤية لكيفيّة تحقيق الفائدة لمدينتهم من استخدامهم للبيانات الرقمية بطريقة استراتيجية، مع الأخذ في الاعتبار الحلول المبتكرة للطاقة والاستدامة والجدوى وإمكانية تنفيذ هذه الأفكار في مدينتهم و في مدن أخرى.
احتل فريق مكسيكو سيتي المركز الأول بفكرتهم التي اطلقو عليها اسم "نظام المنطوق للتنقل في المناطق الحضرية"، والذي تركز حول قاعدة البيانات التي يمكن للمدن استخدامها لهيكلة التخطيط و حركة المرور من خلالها . واستند نظامهم حول فكرة أن المواطنين أنفسهم يمكن أن يصبحوا "مانحي البيانات" ومستخدمي هذا النظام لاتخاذ قرارات الأفضل بشأن كيف التنقل حول المدينة. وتألف الفريق من المعمارية (José Castillo )، والباحث (Gershenson Carlos) ومختبر الحكومة المدينة التجريبي (Laboratorio para la Ciudad) .
تواجه مدينة مكسيكو حالياً العديد من التحديات في مجال التنقل مثل: النقل بطيء، والمسافات الطويلة لخطوط النقل، ومحدودية خيارت التنقل. فيستغرق الشخص وسطياً ساعة و 21 دقيقة للتنقل داخل المدينة. وبالإضافة إلى ذلك، ثُلث التنقلات تتم عبر استخدام السيارة، حيث تُعتبر هذه الوسائل الآلية للنقل مسؤولة عن 76٪ من التلوث البيئي في منطقة العاصمة.
وبناءً على هذه الإحصائيات، اصبح المشي وركوب الدراجات؛ الخيارات الأكثر شعبية فيما يتعلق بعمليات التنقل والحركة. حيث يبلغ تعداد سكانها 21 مليون!
وواحدة من المشاكل الرئيسية التي تواجه التنقل في مكسيكو سيتي هو ندرة ما يتم احصاؤه من بيانات حديثة .حيث كانت الدراسة الأخيرة للتنقل في المدينة في عام 2007، و لم تظهر هذه البيانات إي تغير في أنماط التنقل منذ ذلك الحين.
وبذلك أصبحت في السنوات الأخيرة تطبيقات التنقل أكثر شيوعا، فمن خلال برامج مثل خرائط جوجل يمكن لأي شخص استخدامها هواتفهم للعثور على الطريق الأسرع للتنقل في جميع أنحاء المدينة. مما يمكننا من الحصول على معلومات دقيقة بتكلفة منخفضة ويتم تحديثها باستمرار، وعملية الحصول على البيانات هي واحدة من المهام الرئيسية للمشروع الذي يتبناه فريق يُعرف بـ "AUFA المكسيك".
مشروع AUFA المكسيك أو ما يعرف (التنقلات المعيشة )، يقوم على جمع البيانات من أكبر عدد ممكن من المصادر، بما في ذلك الشركات والبنية التحتية الحضرية العمرانية، مع التركيز على المعلومات التي يُمكن أن يُساهم فيها طوعاً.
يُطلق على هؤلاء المواطنين والشركات "مانحي البيانات"، وبمساعدتهم يصبح من الممكن معرفة الحركة والتنقل ضمن المدينة وقت محدد، ويمكننا ايضا التنبؤ بما سوف يحدث في المدينة في المستقبل القريب. وذلك تطبيقاً لفكرة إنشاء قاعدة بيانات جماعية بحيث تكون مُتاحة عبر الإنترنت من خلال مختبرات المدينة (Laboratorio para la Ciudad) وكما يتم من خلالها توفير الوصول المجاني والمفتوح لكل من يهمه الأمر.
وستكون الجهات المانحة للبيانات موثوقة لتبادل نشرة الطرق اليومية دون الكشف عن المصدر ، بما في ذلك متوسط السرعة، والأسلوب الأفضل للتنقل ومزايا وعيوب مختلف السبل للتنقل يومياً.
إن النموذج الأولي من نظام هذه الفكرة من يتطلب الكثير من البيانات لتوفير معلومات مفيدة وتسمح للمواطنين اتخاذ قرارات ذكية بما يتعلق بمساراتها. إذا ان هذا النظام قابل لأن يصبح أكثر تعقيدا من خلال تدفق الكبير والمستمر للبيانات، بألية لسبر المعلومات لا تتوقف على مساعدة المواطنين اتخاذ قرارات ذكية على أساس التنقل يومي فحسب ، بل وأيضاً مساعدة في اتخاذ قرارات على المدى الطويل كقبول وظيفة جديدة أو استئجار شقة جديدة، والحد من مقدار الهدر بالوقت والمال والجهد بشكل يومي.
ومن شأن هذا النظام أيضاً خلق المزيد من التفاعل بين المواطنين ومدينتهم؛ ما يصل من البيانات والمعلومات قد تؤثر بقرارات البعض كترك سيارتهم في المنزل، استئجار شقة في ضواحي المدينة أو المساهمة اختيايات التنقل على أساس منتظم.
في النهاية، وبعد سنوات من الاستخدام واتخاذ القرارات الذكية، يُمكن تحويل نظام التنقل الحالي في مكسيكو سيتي، ويصبح المواطن العادي جزءاً من شبكة بيانات القرارات التي تُساهم في عملية التنقل الفعال .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وبذلك رغم صغر حجم المقياس الأنساني في مفهم المدينة ككل ، ولكنه المؤثر الأول والأقوى في عملية التفاعل والتنقل واتخاذ القرار الأسلم ، ذلك لتوفير الوقت والجهد لمجمل حركة التنقل في المدينة ، واثبات فكرة ان الجهد الجماعي والفكر الجماعي هو الفكر الأكثر فعالية في تطور هذه المدن .
المصدر:
حقوق الصور:
© Audi Urban Future Iniative