هيلسمان ودالي ... عندما يجتمع الفنّ والجنون

التقى المصوّر الأمريكي" فيليب هيلسمان " في عام 1941 بفنان السوريالية ( مافوق الواقعية ) العظيم والأكثرُ شهرةً "سلفادور دالي" وقرّرا التعاون والعمل سويةً، وكان ذلك في مدينة نيويورك في أواخر أربعينيات القرن الماضي.

ليأتيا في العام 1948 ويقدما لنا ما يسمى "التّعليق" كأسلوبٍ حديث يحمل العديد من التأثيراتٍ الجديدة من خلال صورة فوتوغرافية أطلقوا عليها اسم ( Dali Atomicus )

نرى في هذه الصوة بشكل واضح وجليّ كيف أن الأشياء تظهر فعلاً وكأنّها معلّقة في الفراغ .

تأخذنا هذه الصورة بموجة من الجنون و الذهول و الحركة لنرى ثلاثَ قططٍ تبدو وكأنها تطير في الهواء، و نرى المياه تنسكبُ من دلوٍ ما مُتحديةً الجاذبية، و حاملُ لوحاتٍ لا يحتوي على أيّة لوحة يقفز مرتفعاً عن الأرض، وكرسيٌّ للقدمين يرتفع أيضاً كما بقية العناصر، وأخيراً بالطّبع دالي "النموذج" مندمجاً مع المكونات المحيطة ومحلّقاً في الهواء هو الآخر، بملامحه المجنونة تلك، وبيدهِ فُرشاته كما هي العادة.

على اليمين، وخلف القطتين نجد لوحته الشهيرة " ليدا إتيموكا " Leda Atomica والتي استُوحيَ منها اسم الصورة( Dali Atomicus )

"هيلسمان " قال أنه نجح بالتقاط هذه الصورة بعد 28 محاولة فقط !، إلى أن وصل إلى هذه النتيجة المُرضية .

تُعتبَر هذه الصورة - النسخة غير المُعَدَّلة - التي نشرتها صحيفة " LIFE " آنذاك .

وطبعاً تم التقاط هذه الصّور والعمل عليها قبل أن تكون هنالك برامجُ تعديلٍ للصّور كـ "الفوتوشوب" وغيره من التطبيقات التقنية التي قد ظهرت فيما بعد.

ومن الأعمال الأخرى التي أثمر عنها هذا التعاون بين دالي و هيلسمان صورة (In Voluptas Mors ) والتي يظهر فيها دالي بجانب جمجمة كبيرة الحجم مكوّنة من تداخل أجساد سبع فتياتٍ عاريات ، حيث استغرق هيلسمان ثلاث ساعات في ترتيب العارضات ليظهرنَ بهذا الشّكل الذي قام دالي برسمه بدايةً .

و الجدير بالذّكر أنّه قد تمّ استخدام نسخة من هذه الصورة في المُلصق الدعّائي للفيلم الشهير " صمت الحملان ".

المصادر :

هنا

هنا