المعلوماتية > عام
نظام نطق جديد لستيفن هوكينغ من شركة انتل
منذ ثلاثة عقود، قدمت شركتي "Words Plus" و"Speech Plus" للعالم الفيزيائي البريطاني ستيفن هوكينغ نظاماً حاسوبياً يسمح له بالتحدث بعد فقدان قدرته على الكلام عام 1985 إثر اصابته بإلتهابٍ رئوي عند زيارته لمركز أبحاث "CERN" في جنيف(هنا)، بالإضافة إلى أنه كان يعاني سابقًا من مرض التصلب الجانبي الضموري (ALS) (هنا) الذي سلبه القدرة على التحكم بوظائفه الحركية مذ كان عمره إحدى وعشرين سنة.
يستخدم ستيفن هوكينغ حساساً مثبتاً على خده يقوم بالتزامن مع مفتاحٍ ذي أشعة تحت الحمراء مثبتٍ على نظارته، ومن خلالهما يتمّ إرسال إشاراتٍ إلى البرنامج الحاسوبي كلما حرّك خدّيه أو عينيه. بعد ذلك، تترجم هذه الإشارات إلى كلمات وجمل، كما لو أنه يقوم بالكتابة على لوحة المفاتيح، ومن ثم يتمّ تحويلها إلى كلامٍ منطوق باستخدام مولّفٍ صوتي في حاسوبه المحمول من نوع «لينوفو».
يعتبر النظام المستند على ويندوز بالغ الأهمية للعالم الفيزيائي من أجل القيام بعمله، فمن خلاله يستطيع القيام بمعالجة النصوص الأساسية وتصفح الإنترنت، لكنّ هذا البرنامج أصبح غير ملائم مع تقدم هوكينغ بالعمر، حيث أصبح يواجه صعوبة أكبر في التحكم بتعابير الوجه، كما أن النظام غير قادرٍ على التكيّف مع سرعة هوكينغ في الكتابة التي انخفضت إلى كلمةٍ واحدةٍ في الدقيقة، وذلك لأنّ برنامج تنبؤ الكلمات كان بدائياً، حتى أنه لم يكن بمقدور هوكينغ أن يرفق ملفاً في رسالة بريد إلكترونية دون مساعديه.
اليوم - وللمرة الأولى منذ عشرين عام - تكشف الشركة التقنية العملاقة «إنتل» عن نظام التواصل الجديد المطور والمصمّم خصيصاً للعالم ستيفن هوكينغ بناءً على احتياجاته اليومية.
يدعى هذا النظام المطور "أدوات إدراك السياق المساعدة" (Assistive Context Aware Toolkit)، وكان حصيلة ثلاثة أعوامٍ من التطوير من قبل إنتل بالتعاون مع شركة سويفت كي (Swiftkey) وستيفن هوكينغ.
مـكّـن هذا النظام الجديد العالم الفيزيائي هوكينغ من مضاعفة سرعة الكتابة، وأتاح له تصفح الإنترنت والتبديل بين المهام بسهولة أكبر. كما تمّ تحديث برنامج التنبؤ بالكلمات بفضل التقنية المتكاملة من قبل سويفت كي، والتي أنشأت نموذج لغوي شخصي لستيفن هوكينغ بالإعتماد على أعماله الكثيرة من أبحاثٍ وكتبٍ ومحاضرات، حيث يقوم البرنامج بالتعلم منه للتأكد من أنه يتوقع الكلمات ذات الصلة بالسياق، كما أنّ لديه القدرة على تحليل محتوى كتابٍ معيّن أو محاضرةٍ يعمل عليها. هذا يعني أنه مع تعرّف البرنامج على أنماط هوكينغ في التواصل بشكل أكبر، لن يحتاج هوكينغ إلا لكتابة 20% من مجمل الأحرف التي كان يكتبها سابقاً، حيث سيتولى البرنامج مهمة إكمال البقية.
من المشاكل التي كان يواجهها هوكينغ في نظام التواصل القديم هي حضور بعض المناسبات كحفلات العشاء المفاجئة، فكما وضحنا سابقاً كان هناك حساساً مثبتاً على خده، و كان ينتج سلسلةً من النصوص العشوائية في كل مرة يقوم بعملية المضغ أثناء تناول وجبة طعامه مما يؤدي أحياناً إلى ظهور بعض الكلمات المحرجة، ولم يكن يوجد آنذاك زرٌ لكتم الصوت، أما في النظام الجديد فقد تم تدارك هذا الأمر وأصبحت هذه الميزة موجودة.
إضافةً إلى جميع الميزات التي ذكرناها، أفضل ميزة هي أن النظام الجديد مفتوح المصدر! حيث ستقوم شركة «إنتل» بإصدار الشيفرة البرمجية الأساسية وإتاحتها للجميع بحلول الشهر الأول من السنة القادمة، مما يتيح الفرصة للباحثين والتقنيين للتعديل على البرنامج بطرقٍ مختلفة قد تجعله ملائماً لثلاثة ملايين شخص يعانون من الشلل الرباعي وداء العصبون الحركي وتمنحهم حياةً أفضل.
فيديو:هنا
ويذكر أنّ ستيفن هوكينغ قد حضر المؤتمر الصحفي الذي أقامته «إنتل» في لندن لعرض نظام التواصل الجديد والتحدث عن دور تطور التقنيات وأثرها الكبير الذي يمكن أن ُتحدثه للأشخاص الذين يعانون من هذه الأمراض، حيث قال:
"وقفت إنتل إلى جانبي ودعمتني لما يقارب العشرين عاماً، هذا ما سمح لي أن أفعل ما أحبه كل يوم. إنّ لتطوير هذا النظام القدرة على تحسين حياة الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة حول العالم، وقيادة الطريق فيما يتعلق بالتفاعل البشري وفي القدرة على التغلب على حدود التواصل التي وقفت فيما مضى عائقاَ في الطريق."
وإن كنتم تتساءلون عن الصوت الالكتروني المميز لستيفن هوكينغ، فإنه يعود إلى المهندس في معهد ماساتشوستس التقني «دينيس كلات»، حيث اخترع أول جهازٍ يقوم بتحويل النص إلى كلامٍ منطوق يدعى "DECtalk"، كما قام بإنشاء ثلاثة أصواتٍ أساسية من خلال تسجيل كلٍ من صوت زوجته وابنته وصوته ليمثلوا كل من صوت المرأة والطفل والرجل، وفيما بعد أصبح ذلك صوت ستيفن هوكينغ الذي شارك به في تسجيل العديد من الوثائقيات والمحاضرات العلمية والمشاريع الفنيّة حين سجّل أغنيتين مع فرقة الروك بينك فلويد عام 1994 و2014.(هنا)
يمكنكم مشاهدة هذا الفيديو لمقابلة مع ستيفن هوكينغ يجيب فيها على بعض الأسئلة العلمية بشكل طريف:
كما يمكنكم قراءة التطوّرات التي مرّت على نظام التواصل الجديد لستيفن هوكينغ بالتفصيل من خلال الرابط التالي:
وللاطّلاع على قصّة حياته بشكلٍ أكبر ننصحك عزيزي المتابع بمشاهدة الفيلم الوثائقي "Hawking" وفيلم "The theory of everything"
المصادر: