البيولوجيا والتطوّر > بيولوجي

العثور على المسار الجزيئي الذي يساهم في انتشار الميلانوما (سرطان الجلد)

الميلانوما أو سرطان الجلد، من الأمراض التي ازداد معدّل الإصابة بها 5 مرات مما كان عليه قبل 40 سنة. فأكثر من 13000 شخص يتم تشخيص حالاتهم بالميلانوما كل عام في المملكة المتحدة. وكل سنة، يموت نحو 2200 شخص بهذا المرض.

اكتشف الباحثون بأن خلايا الميلانوما تعطي لنفسها "الضوء الأخضر" للتحرك باستخدام جزيئ يدعى LPA؛ وهو نوع من المواد الكيميائية الدهنية –ليبيد- يسمى حمض الليزوفوسفاتيد lysophosphatidic acid LPA)، حيث تحفزهم هذه الإشارة للتحرك والانتشار في الجسم.

حيث وجدَ الباحثون في مجال الخلايا السرطانية والفئران، أنّ الخلايا الورمية تبدأ رحلتها عن طريق تفكيك مصدر مجاور لجزيئات LPA. وبمجرد انتهاء المستويات القريبة من LPA، تنتقل الخلايا الورمية للبحث عن المزيد، وهذا يخلق مساراً يؤدي إلى مجرى الدم، ومنه إلى موقع جديد في الجسم. وكان من الضروري على خبراء معهد باربراهام أن يقوموا بتحديد التغيرات في تركيز LPA وتعيين المسار الجزيئي أيضاً.

وعلى عكس أنواع السرطان الأخرى التي تلتصق فيها الخلايا بإحكام بجاراتها، فإن بنية خلايا الميلانوما معدّة للانتشار منذ البداية. حيث تتحرك حالما تتلقى الوجهات التي تعطى من قبل LPA. وهذا يعني بأن هذا السرطان قد يكون صعب العلاج، لأنه ينتشر بسرعة وعدائية.

قام الباحثون بتصوير الخلايا، حيث وجدوا أنها تتحرك بسرعة، وتنتشر في جميع أنحاء الجسم بمعدل عدة ميليمترات يومياً، هذه السرعة تعني بأن الخلية يمكنها الوصول إلى أي مكان في الجسم خلال أسابيع قليلة.

يرجى الاطلاع على الفيديو التالي:

ويقول البروفسور روبرت أنسول Robert Insall، وهو عالم في معهد Beatson للأبحاث السرطانية في المملكة المتحدة: "تُظهر اكتشافاتنا المثيرة بأن خلايا سرطان الجلد تعطي إشارة أو "ضوءاً أخضراً" إذا صح التعبير للبدء بالانتشار، ويتم استدراجها للتنقل في أنحاء الجسم عن طريق مسار من هذه الجزيئات الدهنية".

"ستكون الخطوة المقبلة هي اكتشاف كيفية تفكيك خلايا الميلانوما لجزيئات LPA، لمعرفة إذا ما كانت ستؤدي إلى إيجاد طرق جديدة لوقف السرطان من الانتشار. مازال بحثنا في مراحله الأولى، لكننا نأمل بأن هذا النوع من الأبحاث يمكن أن يساعد الأطباء على منع انتشار السرطان في المستقبل".

ويقول البروفسور مايكل وايكلام Michael Wakelam، وهو مدير معهد باربراهام: "توضح هذه الدراسة التعاونية أهمية العلوم الأساسية في فهم كيفية تطور الأمراض. حيث يوفر معهد باربراهام مورداً لوصف وقياس نسبة الدهون مثل LPA، الأمر الذي جعل هذا البحث ممكناً".

وأيضاً يضيف البروفسور نيك جونز Nic Jones، وهو رئيس فريق العلماء في مركز أبحاث السرطان في المملكة المتحدة: "للأسف هناك عدد قليل من الخيارات المتاحة للمرضى الذين انتشر لديهم الميلانوما، وخاصة أن هذا النوع من السرطان قد ارتفع معدّله بسرعة منذ السبعينيات، ويجب عمل مثل هذه الأبحاث لإيجاد طرق فعالة للحد من انتشار الأورام، وزيادة فرص العلاج لتصبح أكثر نجاحاً في الشفاء من هذا المرض الرهيب".

"يمكننا جميعاً أن نقلل من خطر الإصابة بسرطان الجلد عن طريق الابتعاد عن خطر الشمس، حيث يفضل ستر الجلد بالملابس عندما تكون الشمس قوية، وقضاء الوقت في الظل لحماية البشرة من حروق الشمس".

المصدر: هنا