الهندسة والآليات > الطاقة
الخلايا الشمسية العائمة
يوماً بعد يوم يزداد وعي البشر حول موضوع استغلال المساحات لتوفير معظم الاحتياجات المطلوبة وغالباً ما تكون البحار والمحيطات هي المستهدفة لإجراء أي توسعات جديدة لما توفره من مساحات ضخمة تسهل إقامة المشاريع المختلفة. ولطالما كانت دول شرق آسيا كاليابان وغيرها من الدول الرائدة والسباقة في هذه المجالات وربما يعد مطار Kobe من أبرز الأمثلة على ذلك. أما آخر الأفكار التي ظهرت مؤخراً للعلن فهي مشروع الخلايا الشمسية العائمة لتوليد الطاقة الكهربائية التي ظهرت في كل من اليابان والهند. لنتعرف أكثر على هذ الموضوع من خلال المقال التالي..
بدأت الشركات في كل من اليابان والهند بتأمين متطلباتها من الطاقة الكهربائية عن طريق حقول شمسية عائمة على مسطحات مائية نظراً لقلة المساحات المتوفرة على اليابسة في كلا البلدين فضلاً عن الارتفاع الباهظ لأسعار الأراضي في هذه البلدان.
وبما أنه لا يوجد استخدامات فعلية للمسطحات المائية مثل البحيرات وخزانات المياة الصناعية المتشكلة خلف السدود، فإن إنشاء حقول عائمة لتوليد الطاقة الشمسية على سطح الماء له إيجابيات عديدة، فهو يساهم في إستثمار جزء واسع غير مستخدم على كوكبنا ألا وهو الماء، كما أنه يفيد في توفير مساحات على سطح اليابسة لإستخدامها في أغراض أخرى ، بالإضافة إلى أن الألواح الشمسية المستخدمة في المسطحات المائية تصبح أكثر فعالية من تلك الموجودة على اليابسة وذلك بسبب الآثار المبردة للماء.
ففي الهند ، ستقوم شركة (National Hydro Power Corporation) الحكومية ببناء محطات طاقة عائمة في منطقة (Kerala ) الجنوبية وتقدر تكلفة المشروع بنحو 40 مليون دولار بطاقة إنتاجية تصل إلى نحو 50 ميغا واط ، مما سيجعله أكبر حقل شمسي من نوعه في العالم . ويقول أحد الباحثين في كلية الطاقة البديلة في الهند "يوجد مساحات مائية واسعة في منطقة (Kerala) والتي نعمل على تسخيرها من أجل الطاقة الشمسية، وقد تم تطوير تقنية الطاقة الشمسية العائمة هذه في كلية الطاقة البديلة ومن ثم تم تطبيقها في المدينة ".
وقد تم تحديد موعد العمليات التجريبية لها في شهر تشرين الأول لعام 2014 ، وفي حال نجاحها سوف يتم نشرها وتطبيقها في مناطق جنوبية عديدة في الهند حيث توجد سدود ومسطحات مائية أكبر .
وفي اليابان تهدف مجموعة من الشركات إلى بناء حقلي طاقة عائمين لصالحها في محاولة لتأسيس مشاريع طاقة شمسية ضخمة دون مفاقمة أزمة نقص المساحة الدائم في اليابان. وتبلغ الطاقة الإنتاجية لهاتين المنشأتين 1.7 ميغا واط و 1.2 ميغا واط على التوالي ومن المقرر أن تدخلا حيز العمل في شهر نيسان عام 2015 في منطقة شرق اليابان، و تهدف هذه الخطوة لاحقاً إلى بناء 30 محطة بطاقة إنتاجية تبلغ 2 ميغا واط لكل منها .
بدأت هذه الشركات مشروعها في شهر آب عام 2012 بهدف تطوير منشآت الطاقة الشمسية في اليابان لتصل إلى قدرة إنتاجية تبلغ حوالي 90 ميغا واط، وبالتالي فقد بدأت بالفعل عمليات إنتاج 22 ميغا واط من قيمة الإنتاج الكلية للمشروع .
مارأي متابعينا الأعزاء بموضوع استغلال المساحة والتوسع باتجاه البحار والمحيطات؟ وكيف سيكون توجه الإنسان بالمستقبل بخصوص هذا الموضوع؟ وما هي المشاريع اللي ممكن إقامتها على المسطحات المائية لتحسين أستغلال المساحات على اليابسة؟
المصدر