الاكتئاب 2: أسئلة وأجوبة: الأسباب والمؤثرات.

السؤال السادس: ما علاقة علم الوراثة بالاكتئاب؟ - بحكم كون الاكتئاب متوارث في العائلة في بعض الأحيان، فإن ذلك يدلّ على وجود علاقة جزئية على الاقل بين التركيب الوراثي والاكتئاب، فأبناء وأقارب وأهل المصابين بالاكتئاب الشديد يكونون أكثر عرضة للإصابة به من غيرهم من الأشخاص، حيث يساهم تفاعل جينات متعدّدة مع بعضها بطريقة معينة بالإصابة بأنواع الاكتئاب المختلفة الموجودة في العائلة وبالرغم من وجود دليل على انتقال الاكتئاب بالوراثة، إلّا أنه من غير المرجح وجود مورثة وحيدة للاكتئاب، بل أكثر من مورثة يساهم كل منها بتأثير صغير عند تفاعله مع البيئة.

السؤال السابع: هل يمكن لأدوية معيّنة أن تسبّب الاكتئاب؟ - نعم، تساهم بعض الأدوية في حدوث الاكتئاب عند بعض الأشخاص، حيث يرتبط الاكتئاب مع استعمال بعض الأدوية، كالمهدئات (الباربيتورات والبنزوديازيبانات) و(الأكيوتان) المستخدم في علاج حبّ الشباب و خصوصاً عند البالغين، لذلك يجب توخّي الحذر لدى العلاج بالأكيوتان لدى المصابين بحب الشباب الذين لديهم استعدادات و ميول للانتحار. كما تسبّب بعض الأدوية حالة الهوس (وهي حالة ابتهاج ونشاط عالي) تشاهد في الاضطراب ثنائي القطب، وقد تساهم بعض الأدوية في إحداثه، كالكورتيستيرويد أو الأفيونات مثل (المورفين و الكودئين) أو حتى مضادات الكولين المستخدمة في علاج التشنجات المعوية.

السؤال الثامن: بالنسبة للأمراض المزمنة، ما علاقتها بالاكتئاب؟ - تسبب الأمراض المزمنة الاكتئاب عند بعض الأشخاص، و يعرّف المرض المزمن بأنه مرض يدوم لفترة طويلة ولا يمكن عادة الشفاء منه بشكل كامل، و لكن يمكن السيطرة عليه بحمية غذائية، تمارين رياضية، أو تحسين العادات اليومية، بالإضافة للأدوية.

و من الأمراض المزمنة التي يمكن أن تسبب الاكتئاب: السكري، أمراض القلب، التهاب المفاصل، أمراض الكلية، فقد المناعة المكتسب (الإيدز)، الذئبة (مرض جلدي مرتبط بالمناعة الذاتية) بالإضافة لمرض التصلب المتعدد (مرض يتميز بفقدان تناسق العضلات في الجهاز العصبي المركزي) كما يمكن أن يترافق القصور الدّرقي بمشاعر كئيبة.

و يرى الأطباء أن معالجة الاكتئاب قد تساعد أحيانا بتحسن المرض المزمن المرافق له أو المتسبب به!!

السؤال التاسع: ما العلاقة بين الاكتئاب و الشلل الرّعاش (داء باركنسون)؟

- أفادت دراسة حديثة بأن الاكتئاب والقلق أكثر شيوعاً بمقدار الضعف بين مرضى الشلل الرعاشي - الذين تم تشخيص إصابتهم حديثاً - وذلك مقارنة بعامة الناس، كما أورد موقع بي بي سي باللغة العربية نقلاً عن دورية علم الأعصاب الأميركية. حيث أجرى باحثون في كلية الطب بجامعة بنسلفانيا بحثاً شمل عيّنة من 423 شخصاً تم تشخيص حالتهم حديثا بمرض الشلل الرعاشي، وتابعوا صحتهم العقلية على مدار عامين، وفي البداية أظهرت النتائج أن 14 في المئة من المرضى المصابين بالمرض يعانون من الاكتئاب مقارنة ب 6.6 في المئة من مجموعة من المتطوعين الأصحاء. وعلى مدار فترة المتابعة، كانت هناك زيادة ضئيلة في معدل الإصابة بالاكتئاب وشدته لدى المجموعة التي تعاني من الشلل الرعاشي، في حين لوحظ تراجعٌ في المجموعة الأخرى.

وفي بداية الدراسة، كان 16 في المئة من المرضى المصابين بالشلل الرعاشي يتناولون مضادات الاكتئاب، وسجلت هذه النسبة ارتفاعا كبيرا لتصل إلى 25 في المئة بعد عامين.

وقال دافيد بيرن، الأستاذ بجامعة نيوكاسل، والذي يتلقى تمويلا من جمعية "باركنسون" البريطانية، إن الاكتئاب قد يكون مؤشرا للإصابة بداء الشلل الرعاشي وأشار بيرن إلى أنه "من المعروف جيدا أن الأشخاص يصابون بالاكتئاب والقلق قبل إصابتهم بداء باركنسون بفترة تصل إلى عشر سنوات." وأوضح الأستاذ الجامعي أن "الناس يدركون المشاكل المتعلقة بالشلل الرعاش من الحركة والرعشة غير الإرادية، لكن المرض يبدأ فعليا في المخ، مؤثرا على مواد كيميائية بعينها".

عقب وفاة روبين وليامز في ما يبدو منتحراً بتاريخ 11\8\2014، اتضح أن الممثل الأمريكي كان يعاني من الاكتئاب، كان في المراحل المبكرة من داء الشلل الرعاش.

السؤال العاشر: هل يمكن أن يحصل الاكتئاب نتيجة للآلام المزمنة؟ - يعدّ الألم مزمناً عندما يستمر لأسابيع وأشهر، ولا يسبّب الإحساس بالألم فقط بل يعطّل النوم والقدرة على ممارسة التمارين والأنشطة، و يؤثر على العلاقات الاجتماعية و النتاج العملي، و لك أن تتخيل كيف يمكن للألم المستمر أن يشعرك بالحزن و الانعزال والاكتئاب، و لكن يمكن في هذه الحالة أن يساعد برنامج متعدد الجوانب يشمل الدواء و العلاج النفسي ومجموعات الدّعم بتحسين طريقة التعامل مع الألم وتخفيف الاكتئاب المصاحب له.

وبهذا نكون قد وصلنا لنهاية الأسئلة حول مرض الاكتئاب، وسنستعرض في المقالات القادمة المزيد عن مسببات المرض وأنواعه و طرق العلاج، فانتظرونا.

المصادر:

هنا

هنا

مصدر الصورة:

هنا