الكيمياء والصيدلة > صيدلة
اكتشاف استراتيجيّة جديدة لإنقاص التّأثيرات الجانبيّة في العلاج الحديث للسّرطان
يعدّ ظهور التّأثيرات الجانبية الشديدة بالإضافة إلى تطوير مقاومة للعلاج اثنين من أكبر المشاكل الّتي تقف عائقاً في وجه العلاج الحديث للسّرطان. فحتّى أحدث الأدوية المستهدفة للسّرطان كمثبّطات الّتيروزين كيناز مثل تارسيفا (Tarceva(R وسوتينت (Sutent (R لم تسلم من هذه المشاكل الّتي من الممكن أن تؤدّي في النهاية إلى إيقاف العلاج.
يعتمد تأثير هذا الصنف من المثبّطات على التثبيط النوعيّ لبروتينات معينة يتمّ التّعبير عنها بشكل مفرط في الخلايا السّرطانية، مما يؤدّي إلى النّمو الخلوي غير الطبيعي. وكان من المفترض أن تقتصر فعالية هذه المركبات على الأورام الخبيثة بانتقائيّة عالية. لكن أظهر الاستعمال السريري لهذه الأدوية أنّه -ونتيجة للوظائف الفيزيولوجية لهذه البروتينات في النّسج السليمة- فإنّ تثبيطها يمكن أن يؤدّي إلى آثار جانبية شديدة.
وبالتالي نحن بحاجة ماسة إلى استراتيجيات تحد من التأثيرات الجانبية لهذه الأدوية الجديدة الواعدة الأكثر انتقائيّة للأورام الخبيثة.
قام مجموعة من الباحثين بتطوير مُثَبّط مُحسَّن من مثبّطات الّتيروزين كيناز بحيث يكون غير فعّال عَمَلياً في الحالة العادية ويتفعّل فقط بشكل انتقائيّ في النّسج الخبيثة، وذلك بهدف منع آثاره الضارة على النّسج السليمة وتقليل التأثيرات الجانبية عند المريض. وتمّ نتيجة لذلك اصطناع هذا المُثَبّط وربطه مع الكوبالت ثلاثي التكافؤ .
أدّى تحضير الدّواء بهذه الطريقة إلى عدم تفعيل بدئي وبالتالي انعدام الفعالية تحت الظروف الفيزيولوجية الطبيعية. وما إن يصل المركب الدوائي إلى النّسج الورمية حتّى يتمّ إرجاع الكوبالت ثلاثي التكافؤ إلى الكوبالت ثنائي التكافؤ تحت ظروف نقص الأكسجة الّتي تسيطر في الخلايا السّرطانية نتيجة عملية النمو السريع، مسببة بذلك تحرر الدّواء الفعال. وقد تمّ إثبات هذه الفعالية الانتقائيّة للأورام في كل من الخلايا الحيّة والعضويّات الحاملة للأورام.
وحتّى الآن لا يوجد استراتيجية أُخرى مُماثلة لإنقاص التأثيرات الجانبية الشديدة لمثبّطات التّيروزين كيناز، وتُعقد الآمال في المستقبل على هذه الطريقة لتحسين القدرة على تحمّل العلاج بشكل يفيد المرضى الذين اضطروا سابقاً إلى التوقّف عن استخدامه نتيجة آثاره الضارة.
المصدر: هنا