المكتب الإعلامي > مقابلات
لقاء اعلامي مع د.هاني حرب
د.هاني حرب مؤسس وصاحب شركة أستيو للخدمات الطلابية قدمت للسوريين وغيرهم الكثير من المشورة والخدمات للدراسة في ألمانيا كان لنا معه هذا اللقاء.
** مرحبا بك وتحياتي لك د. هاني حرب، أترك لك التعريف بنفسك على المستوى الشخصي والأكاديمي لو تفضلت مشكورا ::
أهلاً وسهلاً بحضرتك و أتشرف بهذا اللقاء و بمبادرة الباحثون السوريون التي تعتبر الأهم حالياً على مستوى الوطن العربي لنشر العلم والثقافة عبر شبكة الإنترنت.
" اسمي هاني حرب من مواليد دمشق و قد درست الصيدلة في الأردن أولاً، وبعدها أنهيت الماجستير في الطب النظري بتخصص المناعة و الأحياء الدقيقة في جامعة ماربورج في ألمانيا، وبقيت في نفس الجامعة حتى أنهيت الدكتوراه في المناعة الجينية وأعمل حالياً كباحث في المناعة الجينية في قسم الطب المخبري في المشفى الجامعي لجامعة ماربورج. "
** أود أن أبدأ لقاءنا هذا بتهنئتك - في سياق الحديث أكاديمياً- عن مشاركتك مؤخراً بمقال علمي في مجلة”The Journal of Allergy and Clinical Immunology”، وعن مشاراكات علمية أخرى لك، يأتي هنا السؤال الذي يراود كثير من الطلاب والباحثين ومتابعي مبادرتنا.
ما أهمية النشر في هكذا مجلات علمية محكمة على المستوى الشخصي الأكاديمي وعلى المستوى العلمي العالمي؟
" تتمثل أهمية النشر في مثل هذه المجلات المُحكمة علمياً من قبل أفضل الأساتذة والعلماء على مستوى العالم، في كونها تفتح الآفاق للباحثين الجدد لنشر أعمالهم العلمية على مستوى عالمي، وليدخلوا الساحة البحثية، وليتركوا بصماتهم فيها، كبيرة كانت أم صغيرة.
هذه المجلات العلمية هي المقياس الأساسي والأكبر للمجهود العلمي والمجهود الأكاديمي للباحث، ودونها يبقى العمل حبيساً ضمن جدران المخابر والمشافي، وبالتالي لن يستفيد منه الآخرون. "
** هل توافقني الرأي بأن على كل باحث أن يضع له بصمة في مجلة علمية محكمة محلية أو عالمية كنوع من تحقيق الذات والغرض من أهمية البحث العلمي بما يعود على المجتمع من تطوير في مختلف المجالات ؟
" لا ونعم، الأمر ليس لتحقيق الذات فالبحث العلمي في النهاية هو للآخرين. ولا يقوم العلماء أبداً بالعمل لتحقيق ذاتهم، وحسب.
بل إن الحصول على السعادة الشخصية الحقيقية هي بقدر مساعدة الآخرين، ورؤية علمهم يُستخدم في سبيل رفاهية و صحة الناس.
بالطبع هنالك رغبة شخصية لدى كل باحث وعالم بالنشر في أهم المجلات العلمية الضخمة و لكن هذا الأمر أساسه الرغبة بنشر الفائدة للجميع حتى لو كانت نتيجة البحث الذي تم إجراءه سلبي.
التركيز على مصادر المعلومات هو من السمات المميزة لمبادرتنا، أبحاثك ومقالاتك العلمية المحكمة والموثقة قد تكون أحد هذه المصادر في الترجمة أو مرجعاً في إعداد المقالات العلمية. "
** كيف تعتمد مصادرك للمعلومات في البحث وكتابة المقالات العلمية؟
" المصدر الأول و الأهم لأي باحث في المجالات الطبية و الصيدلانية هو US National Library of Medicine - National Institutes of Health هنا يمكن إيجاد جميع المقالات البحثية المحكمة المنشورة منذ عام 1900 حتى اليوم و عبرها يمكن للباحث إيجاد مصادر المعلومات المطلوبة للكتابة. "
** ماهي نصيحتك الذهبية لكل أكاديمي أو باحث أو مهتم من حيث اعتماد مصادر المعلومات؟
" النصيحة الأهم لأي أكاديمي وباحث: اعتمد المقالات الرئيسية Original Articles لا تعتمد على الويكيبيديا. لا تعتمد على مقالات الصحف فهي تحوي مغالطات كبيرة لتفيد كاتب المقالة و داعمها. "
** في ظل غياب أو ندرة المحتوى العلمي -عربي ومعرب- كمرجع موثق عن شبكات المعرفة الإلكترونية هل تؤيد الحركة العلمية والمعرفية الإلكترونية في النشر أو التعريب التي تقوم بها مبادرة "الباحثون السوريون" ؟
" العمل الذي يقوم به فريق مبادرة الباحثون السوريون أمر هام جداً وضروري جداً بموضوع التعريب رغم وجود بعض التحفظات ببعض مواضيع النشر والتعريب. "
** أين تجد قوة هكذا عمل تطوعي يهدف إلى دعم المحتوى العلمي العربي على الشبكات الإلكترونية؟
" قوة الباحثون السوريون هي بتنوعها الضخم ولكن لدعم المحتوى العلمي العربي بشكل أكبر يجب على الفريق (رأي شخصي طبعاً) البدء بترجمة الأعمال العلمية الأساسية التي قام بها باحثون عرب.
كالدكتور مهند مالك كأبسط مثال، أو ترجمة الأعمال العلمية إلى اللغة العربية التي قام بها البروفيسور الراحل حنين صعب. فترجمة المقالات البسيطة وحده لا يكفي لإثراء المحتوى العلمي العربي بالشكل المطلوب. "
** قلة هم من يعرفون أن د.هاني حرب هو مؤسس وصاحب شركة "أستيو" للخدمات الطلابية التي قدمت للسوريين وغيرهم الكثير من المشورة والخدمات للدراسة في ألمانيا.
" مشروع "أستيو" قد يبدو للجميع أو لي شخصياً أنه لا يخدم تخصصك الأكاديمي، ولكن أستطيع أن أجزم أن صعوبة ما واجهتك باتخاذ قرارك في الدراسة في الخارج، جعلت من هذا الشغف في اطلاق مشروعك ضرورة أكثر منها عملاً(إن صح التعبير). "
** هل لك أن تحدثنا عن هذه الصعوبات التي تواجه الطالب بدون دليل أو مرشد أكاديمي فترة ما بعد التخرج؟
" شكرا للسؤال عن "أوستيو" فهو مشروع مهم حاولت به أن أخفف على الطلبة مشاكل الخداع والمعلومات المغلوطة التي يحصلون عليها عادة.
من أهم المشاكل التي تواجه الطالب هو الضياع بعد التخرج، وأتناول نفسي كمثال على الأمر، بعد التخرج كصيدلاني كانت الدنيا كما درستها في الجامعة مفتوحة لأي تخصص أريده، لأفاجأ بعدها أن الحصول على أماكن للماجستير أو تخصصات الماجستير أمر ليس سهلاً بل أمر معقد جداً من ناحية ، ومن ناحية أخرى لا يمكن للصيدلاني على سبيل المثال دخول العديد من البرامج لأنها تتبع لكليات أخرى كالكيمياء أو الطب و لطلابها الأولوية في الحصول على مكان للماجستير فيها. من هنا بدأت فكرة "أوستيو" التي هي في النهاية شركة ربحية يجب أن نعترف، ولكنها تقدم 250 استشارة مجانية يومية للطلبة من المحيط إلى الخليج بجميع التخصصات دون توقف على مدار 18 ساعة يومياً. هدفنا إيصال المعلومة و موقع "أوستيو" هو منارة للدراسة في ألمانيا لا علاقة له بالعمل الربحي للشركة و نقوم يوميا بإثراء المحتوى المعلوماتي حتى يتمكن الطالب من إيجاد الطريق المناسب للدراسة. "
** ماذا تقدم هكذا مشاريع للطلاب وهل فعلا تقوم بدورها عربيا؟
" المشاريع كأوستيو وغيرها بوجود الفكرة الأساسية الصحيحة أمر مهم جداً للطلبة، لأن الجامعات العربية لا تقوم بدورها بتعليم الطلبة وتوجههم بالشكل الأصح والأمثل. والمشكلة هي أن هكذا مشاريع بهذه الضخامة تحتاج إما لفرق هائلة من المتطوعين "كالباحثون السوريون" ، أو طريقة ربحية معينة لتستطيع تقديم هذه الخدمات بالشكل الأمثل. "
** في ظل هذا الإقبال السوري والعربي على الدراسة في الخارج بشكل عام وفي ألمانيا بشكل خاص ، هل كل قرار في صدد الدراسة في الخارج يكون صائباً؟ وماذا يميز هذه الدول أكاديمياً عن غيرها من خبرتك الشخصية؟
" للأسف لا. تواجه الطلبة مشكلة كبيرة و هي مشكلة السمسرة. هنالك العديد من التجار من يقول تعال لأعطيك قبولات جامعية لتسافر إلى ألمانيا أو فرنسا و هناك تقوم بتدبير أمورك بنفسك.
للأسف لا يوجد دراسة أكاديمية حقيقية للطلبة وهذا ما تقوم به "أوستيو" بشكل أو بآخر ضمن الإمكانيات التي لديها. العديد من الطلبة غير مناسبين للدراسة في ألمانيا.
يكرهني العديد من الطلبة عندما أخبرهم بالأمر و لكن الطالب الذي يسأل هل الدراسة صعبة...
أو كم عدد الساعات التي يجب أن أدرسها لأنجح و عند سماعه برقم 12 أو 13 ساعة يومياً يقوم بالاستغراب و استصعاب الأمر، فهذا مكانه في دولة أقل كفاءة علمية من ألمانيا. الألمان لديهم فكر عام...القبول سهل..تعال و أبدأ الدراسة و لكن الاستمرار بها أمر عصيب جداً و كم من طلبة عرب تركوا ألمانيا لأنهم لم يتجاوزا السنة الثانية في دراسة الطب أو الصيدلة أو حتى الهندسات.
ألمانيا تتميز بشيء غير موجود في جميع الدول الاوروبية و هو مجانية التعليم. الجميع يمكنه دخول الجامعة و الدراسة بها، والجميع له الحق بالاستفادة من أبنية ومخابر الجامعة.
حتى أنا كطالب ماجستير ودكتوراه استفدت من مخابرها و أساتذتها و بشكل مجاني بدورات صيفية لطلبة سوريين في السابق.
هذا الأمر يجعلها مقصدا أساسياً. أحد الأساتذة السوريين في ألمانيا كان يقول في ألمانيا العلم في الشارع....تمشي لتجد الكتب موضوعة على الأرصفة من شخص لم يعد بحاجتها ليأخذها شخص ليقرأها. والمكتبات منتشرة في كل حي في ألمانيا. والقراءة هو تقليد في ألمانيا....هذا الأمر يجعل من ألمانيا الأقوى.
أهم أمر يجب أن لا أهمله في ألمانيا يأخذ كل حق حقه.
إن كنت من بلاد الواقواق و جاداً و قوياً بعملك تحصل على النتيجة و على الإشادة و على حقك كاملاً. لن يقوم أي شخص بأكل حقك أو أخذه عنوه. "
** قد يبدو سؤالي غريباً نوعاً ولكن سأطرحه عليك فهناك الكثير من الصعوبات التي واجهت معظمنا على الطريق الأكاديمي والعلمي والمعرفي ، متى ستتوقف عن التعلم؟
" العلم لا يتوقف. في اللحظة التي يقول بها الباحث بشكل خاص و الإنسان بشكل عام أني تعلمت كل شيء فهذه هي اللحظة التي يعلن بها عن انتهاءه أكاديمياً و اجتماعياً.
العلم يستمر حتى آخر يوم من حياة الإنسان ... "
** نيابة عن "مبادرة الباحثون السوريون" من متطوعين ومتابعين، وختاماً لهذا اللقاء أشكرك د.هاني حرب ونتطلع دائماً لقربك من الساحة العلمية العربية مرشداً وناصحاً للطلاب الأكاديميين والباحثين والمهتمين بالمعرفة.
" أشكرك جداً على الأسئلة الممتعة والشيقة، وإعطائي المجال للإجابة بالشكل المفصل الذي قمت به.
من الأمور التي أجدها جميلة جداً في الباحثون السوريون هو التنوع، وأتمنى أن تبقوا على هذا الشكل من التنوع الرائع بالأفكار والمجالات، والاتجاهات السياسية والدينية لتكون في المرتبة الثانية بعد العلم، فالعلم حقيقةً هو الحل. "
** أشكرك مرة أخرى ونرجو لك كل التوفيق وحياة سعيدة مليئة بالعلم والعمل الملهم لغيرك، ونعدُك فخراً سورياً عربياً لكل من على طريق العلم والمعرفة.
قام بالحوار ضياء زينة