الكيمياء والصيدلة > صيدلة
مستويات الفيتامين B12 مؤشر لحجم الدماغ ووظيفة الإدراك
قد لا يحصل كبار السن على ما يكفي من فيتامين B12، وهذا من شأنه أن يؤثر على تفكيرهم وحجم أدمغتهم، وفقاً لدراسة جديدة.
فقد تابع البحث الذي نُشِر في مجلة علم الأعصاب والذي أجراه فريق من العلماء بقيادة الأستاذة Christine Tangney، مجموعة من 121 شخص أعمارهم حوالي 65 سنة أو أكبر ب 4 سنوات ونصف. حيث قاموا بقياس مستويات الفيتامين B12 ومستقلباته في الدم لدى المشاركين في البحث، كما اختبروا أداءَهم في اختبارات المهارات الفكرية، وأجروا لأدمغتهم تصويراً بالرنين المغناطيسي.
ووجد الباحثون أنَّ المستويات المنخفضة من الفيتامين B12 مرتبطة بالحجوم الصغيرة للأدمغة الحاصلة على الدرجات الأقل في الاختبارات المعرفية. كما أنّ الفيتامين B12 عامل مهمّ لتشكيل كريات الدم الحمراء الطبيعية، وإنتاج عوامل مهمّة أخرى للحفاظ على سلامة الدنا DNA، والهرمونات والبروتينات والدهون التي يحتاجها الجسم.
ولاختلاف الخبراء فيما إذا كانت مستويات B12 في الدم تعكس بدقّة كمية الفيتامين التي يستخدمها الجسم حقّاً، بدأوا البحث عن مركّبات تتشكّل عندما لا يوجد ما يكفي من الفيتامين B12 وعندما لا تتمّ عمليات الجسم التي تعتمد على هذا الفيتامين، وتشمل هذه المركّبات الهوموسيستئين homocysteine وميثيل حمض المالونيك (MMA).
ففي الواقع، كُلَّما ارتفعت مستويات هوموسيستئين وميثيل حمض المالونيك لدى المتطوعين في الدراسة، تراجعت نتائجهم في اختبارات المعرفة الشاملة، والذاكرة والإدراك؛ أي أنَّ عوز B12 يتناسب عكسياً وبشكلٍ كبيرٍ مع الوظيفة المعرفية، وهو ما يعني أنّه كلما ازداد هذا العوز، سيكون هناك انخفاض في حجم الدماغ وأداء أسوأ في الاختبارات المعرفية.
بدأت الأستاذة Tangney التحقيق في تأثير مستويات الفيتامين B12 على الإدراك عندما لاحظت الارتفاع النسبي في مستويات MMA بين كبار السن في دراسة سابقة كانت قد أجرتها. أي أنّ MMA هو مؤشّر أفضل عن حالة الفيتامين B12 لأنّها تعكس كمية الفيتامين B12 التي يتمُّ امتصاصها حقيقةً من قبل الأنسجة، ويدلّ تراكمه على عدم وجود ما يكفي من الفيتامين B12 لإتمام العمليات الاستقلابية.
إنّ نقص الفيتامين B12 مُقْلِقٌ بشكلٍ خاصٍّ عند كبار السن، كون امتصاصه يتناقص مع التقدّم في العمر. ويوصي الخبراء بتناول مقدار 2.4 ميكروغرام من فيتامين B12 يومياً على الأقل، حيث تشمل الأطعمة الغنية بB12: الحبوب، الأسماك، اللحوم (خصوصاً الكبد)، الدجاج، البيض، الحليب ومنتجات الحليب.
يشكّل عوز الفيتامين B12 مشكلةً لدى العدد المتزايد من المرضى السكريين الذين يتناولون الميتفورمين، الدواء الأشيع لعلاج السكري من النمط 2، حيث يتداخل هذا الدواء مع امتصاص B12.
وفي الدراسة الحالية يقوم فريق من أطباء الأعصاب والممرضين والفنيين بسلسلة من 17 اختباراً لوظائف الدماغ على متطوعين من كبار السّن، وتشمل تقييمات منتظمة لاستذكار قائمة من الكلمات، والذاكرة المنطقية، والاستذكار المتآخر، وترتيب الأرقام، والتسمية ومهارات القراءة. وقارنوا حجم الدماغ مع المستويات المنخفضة والمرتفعة من مدخول B12.
واستناداً إلى النتائج التي توصلت إليها Tangney، فإنّها توصي معظم البالغين الأميركيين بتناول مكمّلات B12، كون أنّ هذا الفيتامين عامل مهمٌّ جداً لوظائف الدماغ، خصوصاً مع التقدّم في العمر. وقد يكون التحرّي عن وجود عوز B12 وسيلةً جيّدةً لمساعدة العديد من كبار السن على تجنّب المشاكل الإدراكية المرتبطة بالتقدّم في العمر، ومساعدتهم على المحافظة على نشاطهم الفكري.
وتقول الأستاذة Tangney أنَّه في حال اكتشاف وجود عوز، يمكن أن يبدأ الناس في تناول مكمّلات B12 أو الحصول على جرعات من الفيتامين، والتي قد تمنع أو حتّى تعكس تراجع الوظائف المعرفية.
المصدر : هنا