الطب > مقالات طبية
أمل جديد لمرضى السكري من النمط الثاني
يعتبر السكري من أكثر الأمراض شيوعاً وهو مرض يتصف باضطراب الاستقلاب وارتفاع شاذ في تركيز سكر الدم الناجم عن عوز هرمون الأنسولين (النمط الأول) أو انخفاض حساسية الأنسجة للأنسولين (النمط الثاني)، أو كلا الأمرين. ومن المعروف أن السمنة هي من أهم العوامل التي تؤدي للإصابة بالنمط الثاني من السكري، ولكن ما لم يكن معروفاً هو كيف يحدث ذلك.
في هذه الدراسة والتي أجريت مؤخراً قام العلماء بالإجابة على هذا السؤال.
كان من المعروف أن السمنة تؤدي للالتهاب والذي بدوره يؤدي للإصابة بداء السكري من النمط الثاني، ولكن الجديد في هذه الدراسة هو الكيفية التي يؤدي بها الالتهاب لحدوث النمط الثاني من السكري والكيفية التي يمكننها إيقافه بها. قام الباحثون في كلية الطب في جامعة كاليفورنيا باكتشاف جزيء الالتهاب والمسمى LTB4 يقوم بتعزيز مقاومة الأنسولين وهي الخطوة الأولى لحدوث النمط الثاني من الداء السكري.
بل وأكثر من ذلك، حيث وجد الفريق أن الإزالة الوراثية لمستقبلات LTB4 الخلوية أو تثبيطها بواسطة الأدوية يزيد من حساسية الأنسجة للأنسولين في الفئران السمينة .
والأمر يحدث بشكل متسلسل كالتالي :
i. تقوم الخلايا الدهنية الموجودة في الكبد بإفراز جزيء LTB4.
ii. تقوم جزيئات LTB4 بالارتباط بالبالعات القريبة Macrophage - خلايا مناعية - مما يؤدي لتفعيلها (كما في الصورة).
iii. بعد تفعيلها، تقوم البالعات بوظيفتها وهي إطلاق المزيد من جزيئات LTB4 وإشارات مناعية أخرى لتعزز إنتاج المزيد من البالعات ويحدث الأمر بشكل حلقة راجعة إيجابية .
iv. بعد وصول البالعات الجديدة وتفعيلها تطلق هي الأخرى المزيد من جزيئات LTB4 .
تكون هذه الحلقة المناعية الراجعة مفيدة في حال كان الجسم في مواجهة مع عدوى خارجية، ولكن ذلك يكون سيئاً عندما يكون الإلتهاب مزمناً كما هو الحال في مرض السمنة حيث تبدأ جزيئات LTB4 الزائدة بتفعيل خلايا أخرى في الجسم . وذلك لأن الخلايا الدهنية والعضلية بقرب الكبد تمتلك هي الأخرى مستقبلات LTB4 على سطحها الخلوي. والأن وبالعودة لمرض السمنة حيث تصبح هذه الخلايا ملتهبة عند إرتباطها بجزيء LTB4 الأمر الذي يجعلها مقاومة لهرمون الأنسولين الموجود بالدم.
وبعد إكتشاف الفريق لهذه الصلة قامو بعدة تجارب لكسر هذه الرابطة حيث قاموا بنمذجة فئران الفئران السمينة لجلعلها فاقدة لمستقبلات جزيء LTB4 وذلك بطريقتين. الأولى جينياً حيث قام الفريق بتعديل هذه الفئران جينياً وقامو بالتخلص من مستقبلات LTB4 وكانت النتيجة أن تحسنت العمليات الاستقلابية للفئران السمينة بشكل كبير.
وحاول العلماء أن يحجبوا تلك المستقبلات بجزيئات صغيرة مثبطة. وقد وجدوأ أن إستخدام العقار يعمل بشكل جيد في عكس مقاومة الأنسولين وذلك بكفاءة مقاربة للعلاج الجيني .
وقد تم استخدام هذه المركبات المثبطة في التجارب السريرية سابقاً ولكن تم إيقافها عندما لم تعطي النتائج المرجوة بشكل كامل.
وتعتبر هذه الدراسة مهمة جداً حيث تقوم بكشف أحد الجذور الرئيسية المسببة للنمط الثاني من السكري . حيث وبعد فهمنا لجزيء LTB4 وهو العامل الإلتهابي المؤدي لمقاومة الأنسولين و حلقة الوصل في العلاقة بين السمنة والسكري ، يمكننا تثبيط هذا الجزيء وبالتالي كسر هذه الرابطة، مما يعطي أملاً جديداً لمرضى سكري النمط الثاني في العالم.
المصدر:
حقوق الصورة:
moodboard/Corbis
تعديل الصورة داخل المقال: Ramez H-Y
حقوق الصورة داخل المقال:
UC San Diego School of Medicine