الكيمياء والصيدلة > صيدلة
تأثير الإفراط في تناول المشروبات الكحولية على جهاز المناعة
تؤثّر ليلةٌ واحدةٌ فقط من الشّرب المفرط على جهاز المناعة، وقد يحصل هذا خلال عشرين دقيقةً من تناول الكحول. نُشرت في مجلة Alcohol نتائجٌ توثّق التأثيرات الفوريّة للكحول على جهاز المناعة لدى البشر.
"بات من المعروف أنَّ الشّرب المفرط يؤثّر على سلوك الإنسان" تقول Elizabeth Kovacs من جامعة لويولا في شيكاغو في بيانٍ صحفيٍّ "لكنّ هنالك وعيٌ أقل فيما يتعلّق بتأثيرات الكحول الضّارة على أجهزة الجسم الأخرى، كتأثيره على جهاز المناعة".
وقد كشفت دراساتٌ سابقةٌ طُبّقتْ على بشرٍ وحيواناتٍ أنَّ السميّة الكحوليّة تُظهر تأثيراتٍ على جهاز المناعة بعد عدة ساعاتٍ أو أيامٍ من تعاطي الكحول، حيث تغدو التراكيز الدمويّة له غير قابلةٍ للكشف حينها.
ولدراسة تأثيرات الكحول أثناء ارتفاع مستوياته في الدم، جمع فريقٌ بقيادة Majid Afshar من جامعة لويولا عيناتٍ دمويةً من سبعة رجالٍ وثمان نساءٍ قبل أن يتناولوا الكحول طوعياً بكمياتٍ مفرطة، حيث تناولوا خمسة أقداحٍ "shots" من الفودكا خلال عشرين دقيقة، وتُعتبر نسبة الكحول في الفودكا مرتفعةً عن غيرها من المشروبات؛ إذ يعادل قدحٌ من الفودكا بسعة 1.5 أونصة كأساً من النبيذ بسعة 5 أونصة أو علبةً من الجعة بسعة 12 أونصة.
جمع الفريق عيناتٍ دمويةً بعد عشرين دقيقةً وبعد ساعتين وبعد خمس ساعاتٍ من بدء الشرب (هذه هي الأوقات التي يصل بها عادةً المرضى المسمومون إلى مراكز الإسعاف لعلاج الأذيّات المرتبطة بالسميّة الكحولية). عزل الباحثون خلايا مناعيةً من العيّنات الدموية، وتمّ بعدها قياس استجابة هذه الخلايا بعد تعريضها لبروتيناتٍ مأخوذةٍ من جراثيم ضارة.
تم إثبات حالة ما قبل التهاب مبكرة عند الدقيقة 20 حيث كانت مستويات الكحول الدموية تساوي تقريباً 130 مغ/دل. كان جهاز المناعة في حالة نشاط عالية؛ فقد كانت هناك زيادةٌ في مجمل الكريات البيض Leukocytes الجائلة في الدوران، الوحيدات Monocytes، والخلايا الفاتكة الطبيعية Natural Killer Cells. إضافةً إلى ذلك كانت هناك زيادةٌ أيضاً بالسايتوكينات (بروتينات تحفّز عمل الجهاز المناعي).
قلّت الاستجابة بعد مرور الوقت وأصبح الجهاز المناعي أبطأ وأكثر وهناً ممّا كان عليه عندما كان المتطوعون صاحين. وفي الفترات عند الساعتين والخمس ساعات بعد قمّة السمية، وجد الفريق حالةً مضادةً للالتهاب مع أعدادٍ أقلّ من الوحيدات والخلايا القاتلة الطبيعية الجائلة في الدوران، ممّا يعني مناعةً أضعف، كما وارتبط هذا مع مستوياتٍ أعلى من سايتوكين مختلفٍ والذي يُخفّض من نشاط الجهاز المناعي.
المصدر: هنا