علم النفس > المنوعات وعلم النفس الحديث
نظرية السيروتونين (الجزء الأول(
أن نعرض عليكم الأطعمة بالتفصيل وتأثير كل منها على الصحة النفسية, علينا أولاً أن نفهم الآلية الكيميائية لعمل هذه الأطعمة, وكيفية استقبال أجسامنا لها.
نظرية السيروتونين: تأثير الكربوهيدرات والبروتين.
إن السيروتونين ناقل عصبي مهم ينتجه الدماغ من الحمض الأميني التريبتوفان الموجود في أطعمة كالمحار والأخطبوط والحبار والموز والأناناس والمكسرات والحليب والخوخ والديك الرومي والسبانخ والبيض. وتتضمن وظائف السيروتونين تنظيم النوم والطعام والنبض. فالمستويات العالية من السيروتونين ترتبط بتنشيط المزاج. وقد طور الباحثان وورتمان عام 1989 نظرية تقترح أن وجبة غنية بالكاربوهيدرات قد تخفف الاكتئاب وتحسن المزاج في اضطرابات كالسمنة المرتبطة بالسكر ومتلازمة ما قبل الطمث والاضطراب العاطفية الموسمية. وأوجدا نظرية أن المريض يلجأ للجرعة المتزايدة من الكاربوهيدرات التي ترتبط بهذه الاضطرابات كمحاولات علاج ذاتي لترفع هذه الكربوهيدرات من تصنيع السيروتونين. وفي المقابل، فإن وجبة غنية بالبروتين تقلل من مستويات سيروتونين الدماغ.
إن تصنيع السيروتونين في الدماغ محدود بتوفر سليفه التريبتوفان. إن الأحماض الأمينية الكبيرة كالتريبتوفان والفالين والتيروزين واللوسين تتشارك في نفس العامل الناقل لها في الجريان الدموي. وإن نقل التريبتوفان إلى داخل الدماغ متناسب مع نسبة تركيزه إلى تركيز مجموع هذه الأحماض الامينية لكونهم يتنافسون على النواقل المتوفرة. وكون الأطعمة الغنية بالبروتين تزيد من كميات الكثير من الحموض الأمينية في الدم دون تأثيرها على التريبتوفان فإن هذه الاحماض الأمينية تتنافس على كمية قليلة من النواقل مما يؤدي إلى تأمين كمية أقل من التريبتوفان لتصنيع السيروتونين. كما أن استهلاك طعام غني بالكاربوهيدرات يمكن له أن يؤثر على مستوى الأحماض الأمينية في الدم، فعندما يرتفع غلوكوز الدم، يفرز الأنسولين ويمكن النسيج العضلي من أخذ معظم الحموض الأمينية عدا التريبتوفان المرتبط مع ألبومين الدم. ونتيجة لذلك، فإن نسبة التريبتوفان للحموض الأمينية الأخرى في الدم ترتفع مما يمكنه من الارتباط بالنواقل النوعية والدخول للدماغ بكميات كبيرة وتحفيز تصنيع الأنسولين.
يتبع...
سيتم ذكر المصدر في نهاية السلسلة