باليه الجمال النائم. The sleeping beauty ballet

استمع على ساوندكلاود 🎧

من وحي قصة خيالية كُتبت في القرن الثامن عشر بواسطة الفرنسي Charles Perrault وُلدت إحدى الباليهات العظيمة، إنها باليه "الجمال النائم The Sleeping Beauty" للموسيقار الروسي بيتر إليتش تشايكوفسكي.

جمع تشايكوفسكي العظمة والدفء والجمال والمتعة ليخلق تلك الموسيقى التي أتحفنا بها في ثاني باليه له بعد باليه بحيرة البجع، وبجودةٍ واضحة ونفحةٍ من الرومنسية مع مجموعة ظلالٍ خيالية مرتبطة بكل شخصية من شخصيات العمل، نسج المؤلف العبقري نوتاته لتشعرك كأنك تعيش داخل القصة، تاركاً قلبك يرفرف مع كل حركة يؤديها الراقصون.

في عام 1888 ، طلب مدير المسرح الإمبراطوري في موسكو من تشايكوفسكي تأليف موسيقى لباليه الجديدة ، وكانت النتيجة إشعال المسرح فرحا لثلاث ساعات متواصلة من الموسيقى التي صُنعت في غضون 40 يوماً فقط!.

كان العرض الأول للباليه في سان بطرسبرغ في كانون الثاني من عام 1890، وبحسب الجمهور والنقّاد فإنه كان رائعاً، حيث تفادى تشايكوفسكي الخطأ الذي ارتكبه في باليه بحيرة البجع، وفي هذه المرة عمل جنباً إلى جنب مع مصمم الرقص Marius Petipa.

وضع الليبرتو بيبتا و فسفولوجسكي.

يتألف العرض من ثلاثة مشاهد رائعة لنتابعها سوية:

المشهد الأول:

تبدأ القصة في قصر الملك فلورستان الرابع عشر حيث تقام الاحتفالات بمناسبة تعميد ابنته الرضيعة أورورا Aurora، يبدأ الحفل بدخول جميع الضيوف الى القصر المزين بحبال الأزهار، و عليهم علائم السرور الفرح وتصدح ألات الترومبيت معلنة دخول الملك فلورستان و ملكته يتبعهما اللوردات و السيدات و الخدم، و تبدأ الرقصات واحدةَ تلو أخرى، يبدأ مسؤول المراسم بمتابعة أسماء الضيوف المدعوين، و أهمهم مجموعة من الجنيات الذين سيهبون الأميرة هدايا مميزة و سحرية.

تدخُل الجنيات و كل جنية يرافقها فارس وعدد من الجنيات، وسط تلك الجنيات هناك جنية الينابيع الكريستالية و جنية فتات الخبز و جنية الكاميليا و جنية الحديقة الساحرة، لكن من بين كل الجنيات هناك الجنية ليلك الأقوى بينهم و أكثرهن جاذبية.

و لكن فجأة يُظلم القصر و يدخل الجني الشرير Carabosse(في نسخ من الباليه يكون جنية شريرة)، يظهر راقصاُ فجأة بعد بدء الحفل ويعلن عن غضبه لعدم دعوته الى الحفل، ويضع احدى لعناته بوفاة الأميرة وهي شابة بوخزة مغزل، فتتدخل وقتها الجنية الطيبة Lilac وترغم Carabosse على مغادرة القصر و تقوم بعدها بتخفيف اللعنة الى ان وخزة المغزل لن تكون مميتة وبدلا من ذلك ستنام الأميرة حتى يأتي امير وسيم و شاب ليقبلها فيوقظها.

المشهد الثاني:

لقد بلغت الأميرة الجميلة السادسة عشرة من عمرها وحان الوقت لطلب يدها، فيتقدم أربعة أمراء لها، كانوا جميعهم معجبين بالأميرة لكنها لم تبادلهم الشعور، وفي ذروة الاحتفال والرقص مع الأمراء، تتقدم عجوز راقصة ومعها هدية صغيرة تأخذها منها الأميرة بدافع طيبة قلبها، وتجد فيها مغزلا غريبا، اذ لم تعتد الاميرة على المغازل، فقد أمر الملك سابقا بإتلاف جميع المغازل الموجودة في المملكة وبعد قليل يُصيب الرعب الأميرة التي وخزت إصبعها بمغزل للحياكة موجود بين الورود.

تسقط أورورا على الأرض، ويكشف الجني الشرير وقتها عن شخصيته ويعلن عن بداية اللعنة، ويختفي، لتظهر الجنية الطيبة من جديد و تستخدم قدراتها من جديد فتحرك عصاها فوق الجميع، و تغرق المملكة بكاملها في نومٍ عميق، بعد ذلك تضع تعويذة فوق القصر و ما حوله فتنمو نباتات زاحفة و تغطي القصر العناكب، وفي هذه البقة تستلقي اورورا وقد حكم عليها بالنوم مع أبويها و حاشيتها سنواتٍ عديدة.

المشهد الثالث: ويتألف من جزئين

الجزء الأول:

يرقص الأمير Désiré في الحديقة محاطاً بالنبلاء، وقد تغلب عليه الحزن، وفجأة تظهر الجنيةLilac وتستدعي أمامه فيها الأميرة أورورا كرؤية وهي محاطة بالكائنات الإلهية.

يهرع الأمير منقّلاً قدميه رقصاً خلف الصورة المتخيلة، ولكنها تختفي فيترجى الأمير الجنية الطيبة للبحث عن العذراء الجميلة فيرقصان مبحرين إلى القلعة المسحورة وهنا ينتهي الجزء الأول من المشهد الثالث.

الجزء 2:

ها هي المملكة الخرِبة تغط في نوم عميق محروسة من قبل الجني الشرير Carabosse، ولكن ها هما الأمير والجنية الطيبة يرقصان مندفعين إلى المملكة، فيحاول الجني إخفاء أورورا، ولكن دون جدوى، يجد الأمير الجميلة النائمة و يُبهر بجمالها ويقترب منها مقبّلاً شفتيها برقة، فتنكسر لعنة الجني الشرير وتفيق أورورا، وتستيقظ المملكة بكاملها.

ها قد وُلد الحب في قلب الأميرة والأمير وتمّ تحديد موعد الزفاف بعد موافقة الملك والملكة، الذي تجري طقوسه في لوحة راقصة رائعة تشترك فيها شخصيات القصص الخيالية الأخرى ومن ضمنهم سندريلا وذات الرداء الأحمر وغيرهم.

يرقص الأمير والأميرة على وقع أنغام تشايكوفسكي ومعهم الجنية الطيبة لتبارك هذا الزواج.

ويعيشان سعيدَين للأبد.

بعض العروض لهذا الباليه:

المصادر:

هنا

هنا

مجلة الحياة الموسيقية العدد 54 الصفحات من (101 الى 108).