البيولوجيا والتطوّر > التقانات الحيوية
خطوة جديدة نحو إنتاج زمرة دموية صالحة للنقل لكل المرضى !
هل يوجد طريقة تجعلنا نستطيع إعطاء الدم دون مراعاة الزمر الدموية ؟ وهل الأمر ممكن التطبيق ؟ وماهو مبدؤه العلمي ؟ لنتابع باختصار آخر النتائج لهذه الأبحاث..
-ماهي المشكلة؟
المشكلة هي في عدم التوافق بين الزمر الدموية عند الإنسان مما قد ينجم عنه اختلاطات خطيرة في حال نقل زمرة مخالفة أو تهديد لحياة المريض في حال عدم توفر المتبرع ذو الزمرة الموافقة.
ماهو سبب تنوع الزمر الدموية عند الإنسان؟
يملك البشر عدة زمر دموية وتختلف هذه الزمر الدموية بوجود جزيئات بروتينة سكرية مختلفة على سطح الكرية الحمراء "تدعى مستضدات" تختلف هذه الجزيئات عند شخص ذو زمرة دموية A عن الجزيئات الموجودة لشخص ذو زمرة دموية B مثلاً.
-ماذا يحدث في حال إعطاء زمرة مخالفة لزمرة المريض؟
عند اعطاء شخص ذو زمرة دموية A دماً ذو زمرة B مثلاً فإن الجهاز المناعي يصنف هذا الدم المنقول كجسم غريب(بسبب وجود المستضدات) ويبدأ بمهاجمته كونه يملك جزيئات على سطحه غير موجودة عند الشخص الآخذ والذي يولد رد فعل مناعيّ قد يؤدي إلى الموت.
-ماهي الزمرة الدموية O ولماذا يعتبر صاحبها معط عام؟
-يملك الاشخاص ذوي الزمرة O كريات دم حمراء خالية من هذه البروتينات السطحية ولهذا يمكن ان يعطى لجميع الزمر الأخرى دون أن يحرض أي رد فعل مناعي في جسم الآخذ لذلك يسمى معطٍ عام .
- ماهي فكرة الدراسة؟
فكرة الدراسة هي إيجاد أنزيم يستطيع إزالة هذه البروتنيات السطحية من الزمر المختلفة وبالتالي تحويلها عمليا إلى الزمرة O لنتمكن بعدها من النقل لأي مريض بأمان تام.
- هل يعتبر هذا المبدأ حديثاً؟
إن المبدأ المعتمد في هذه الدراسة قديم حيث يعتمد على نوع من الانزيمات القادرة على ازالة أجزاء من المستضدات الموجودة على سطح الكرية الحمراء "N-acetylgalactosamine " للزمرة A و galactose للزمرة B وان ازالة هذه المستضدات يجعلها شبيهة بكريات الدم الحمراء ذي الزمرة O.
- أين كانت المشكلة قبل هذه الدراسة؟
كانت هذه الطريقة قليلة الفعاليّة ولم تتمكن من إزالة العدد الكافي من هذه المستضدات .
-ماهي التقنية الجديدة المستخدمة؟
استخدم العلماء في دراسة جديدة تقنية تدعى التطور الموجه "directed evolution" حيث يسعى العلماء من خلالها لإنتاج نسخ من الأنزيمات تكون ذات فعالية أكبر بكثير من النسخ القديمة .
-شرح مبسط لطريقة العمل:
بدء العلماء العمل من 96 انزيم يستطيع تعديل المستضدات على سطح الكريات الحمر مأخوذة من جراثيم تدعى العقديات الرئوية Streptococcus pneumoniae وقاموا بإدخال طفرات على هذا الانزيم وفي كل جيل جديد من هذه الجراثيم تنتج االطفرات ويتم اختبار الانزيمات الناتجة عنها ثم يتم اختيار افضل النسخ ذات الفعالية العالية .كانت النتيجة أنه وبالوصول الى الجيل الخامس أصبح الانزيم اكثر فعالية ب170 مرة .واستطاع الانزيم ازالة اغلبية المستضدات على سطح الكريات الحمراء .
-ماهو الشرط اللازم قبل تطبيق الفكرة عملياً؟
قبل ان يتم التطبيق العملي لهذا الانزيم يجب ان يملك القدرة على إزالة جميع المستضدات على سطح كل الكريات الحمراء لأن الجهاز المناعي لدينا يتميز بحساسيته العالية .حتى بوجود كمية قليلة من المستضدات دون إزالة يمكن ان تحفز الاستجابة المناعية.
-ما أهمية هذا البحث؟
دفعنا هذا البحث خطوة نحو الأمام لإنتاج كريات دم حمراء متناسبة مع جميع الزمر الدموية مما قد يجنبنا اختلاطات النقل ومشاكل تأمين الزمرة الموافقة.
- أين تم هذا البحث؟
كان نتيجة تعاون مثمر بين علماء من كندا وفرنسا.
المصادر: