التاريخ وعلم الآثار > التاريخ
ثمانية نقاط شكلت تحول بارزاً عبر التاريخ...التسونامي
شهد هذا العالم منذ بدايته وحتى يومنا هذا العديد من التغيرات، فمن البديهي أننا اليوم لسنا كما كان أسلافنا في العصر الحجري. ولكن ما هي الفواصل التاريخية التي حصلت للبشرية والتي غيرت معالمها إلى الأبد؟ وما الذي حصل في تاريخنا حتى وصلنا إلى شكل عالمنا الحالي الذي نحن نعيش فيه؟
نجيب عن هذه الأسئلة في سلسلتنا هذه... فتابعونا.
1- إعصار تسونامي الجبار (الأعنف في التاريخ) :
"تسونامي" كلمة يابانية وتعني بالانكليزية "Harbor Wave" أي "موجة الميناء" وتنشأ هذه الأمواج نتيجة انزياح كميات هائلة من المياه كما في المحيطات بسبب زلزال أو هيجانات بركانية أو أي شكلٍ من أشكال الإنفجارات التي تحصل تحت سطح الماء كالتشققات في قشرة الأرض أو اصطدام النيازك.
تظهر التسونامي في البداية على شكل حالةٍ من المد المستمر في الارتفاع، ولهذا يطلق عليها اسم "أمواج المد"، وتصبح بعدها عبارة عن سلسلة من الأمواج المتعاقبة والتي تفصل بينها مدة زمنية قد تتراوح بين دقائق إلى ساعات ويصل ارتفاع الموجة الواحدة إلى عشرات الأمتار وسرعتها إلى ما يفوق 800 كم/سا أي بسرعة طائرة نفاثة مما يخولها أن تقطع المحيط الهندي بأقل من 24 ساعة مع حفاظها على قوتها المدمرة بسبب طول الموجة.
حدث أعنف إعصار تسونامي في تاريخ البشرية الحديث في السادس والعشرين من شهر كانون الأول عام 2004م في المحيط الهندي (لذلك سمي ب تسونامي المحيط الهندي وتسونامي عيد الميلاد) حيث انزاح قسم من القشرة الأرضية في قعر المحيط الهندي والمعروف ب "لوحة الهند" تحت قسمٍ آخر يعرف ب "لوحة بورما" مشكلاً تصدعاً في القشرة الأرضية قدر طوله بحوالي 1000 كم محركاً بذلك تريليونات الأطنان من الصخور. كل ذلك أدى إلى تحرك كميات هائلة من مياه المحيط الهندي على طول التصدع محدثةً أمواجاً قاتلة قطعت مسافة تقارب 5000 كم وصولاً إلى شواطئ 14 دولة مجاورة للمحيط محدثةً أكبر ضررٍ في اندونيسيا، سيري لانكا وتايلاند، كما وفقدت الهند جزءاً من جغرافيتها والمعروفة بنقطة إنديرا الشهيرة القابعة في أقصى الطرف الجنوبي.
إن قوة هذا الإعصار والتي وصلت إلى 9.3 على مقياس MMS عادلت قوة 23000 قنبلة ذرية وأدت إلى ارتجاج الكوكب بأسره بحوالي 1 سم كما وصلت الزلازل الناتجة إلى ألاسكا وأدت إلى وفاة ما يقارب 230000 نسمة وكثيرون آخرون ما يزالون في عداد المفقودين مما أكسب هذا الإعصار لقب الأكثر فتكاً من بين جميع الكوارث الطبيعية في تاريخنا الحديث.
شكلت هذه الكارثة نقطة تحولٍ في مسيرة البشرية ذات آلاف السنين لأنها غيرت نظرتنا إلى ما توصلنا إليه من تقدم وأرغمتنا على إعادة النظر إلى نقاط ضعفنا فبالرغم من وسائل الرصد الحديثة وانتشار العديد من أجهزتها في المحيطات والتعاون بين مراكز الأبحاث التابعة لعشرات الدول تمكن هذا الإعصار من حصد مئات الآلاف من الأرواح وتغيير معالم الدول المجاورة إلى الأبد.
المصادر:
هنا
هنا
هنا